المرصد ١٦٧: القاعدة وداعش ومنظرون جهاديون يهاجمون المونديال ويحذرون من متابعته

نهاد الجريري

راديو الآن | دبي- الإمارات العربية المتحدة أهلاً بكم إلى حلقة هذا الأسبوع من المرصد نغطي فيها الفترة من ١٤ إلى ٢٠ نوفمبر ٢٠٢٢. في العناوين: القاعدة وداعش ومنظرون جهاديون يهاجمون المونديال ويحذرون من متابعته ...

تابعوا البرنامج على تطبيقات البودكاست

راديو الآن | دبي- الإمارات العربية المتحدة

 

أهلاً بكم إلى حلقة هذا الأسبوع من المرصد نغطي فيها الفترة من ١٤ إلى ٢٠ نوفمبر ٢٠٢٢. في العناوين:

 

  • القاعدة وداعش ومنظرون جهاديون يهاجمون المونديال ويحذرون من متابعته
  • أزمة على مستوى القيادة: لماذا يتأخر تنظيم القاعدة في تأكيد أو نفي قتل الظواهري؟
  • عناصر قاعدة اليمن في أبين وشبوة يعيشون على التمر والماء

 

 وفيما يعلن تنظيم داعش الساحل عن قتل ثمانين من القاعدة في هجوم واحد، نسأل اليوم عن الجهادي الأخطر في غرب إفريقيا: أمادو كوفا. يحدثنا عنه ضيف الأسبوع الدكتور بيتر تشيلسون المحاضر في جامعة واشنطن ستيت. الدكتور تشيلسون وثّق لحياة كوفا وتتبع مكان مولده ونشأته ونفوذه.  

 

المونديال

شن تنظيم القاعدة حملة ضد بطولة كأس العالم المقامة في قطر. 

في تاريخ ١٩ نوفمبر، نشرت الملاحم الذراع الإعلامية لتنظيم القاعدة في اليمن بياناً وصف المونديال بأنه ”مناسبة فاجرة وتافهة … بما يتضمنه من المنكرات والمفاسد الدينية والأخلاقية.“ وختم بتحذير ”شرعي“ من هذا الحدث ”متابعة وحضوراً ودعاية ومشاركة ومفاخرة ودعماً.“ 

وبعد ساعات من انطلاق البطولة في ٢٠ نوفمبر، وفي توقيت نادر، بثت مؤسسة السحاب الخاصة بالقيادة العامة لتنظيم القاعدة بياناً مشابهاً. القاعدة تعتبر أن كأس العالم هو ”زحف إباحي“ على جزيرة العرب ووسيلة في ”حرب فكرية خبيثة ماكرة.“ 

ويختم بيان القيادة العامة بالدعوة إلى مقاطعة المونديال والتحذير منه. 

اللافت في البيانين هو أن التنظيم لم يدعُ إلى عنف. 

لنتذكر أنه في العام ٢٠١٠، قُتل أكثر من ٧٠ شخصاً في العاصمة الأوغندية كمبالا في تفجيرين استهدفا تجمعين لحضور نهائي كأس العالم في ذلك العام. اتُهمت جماعة (شباب) القاعدة في الصومال بتنفيذ الهجوم، ولكنهم لم يتبنوه وإن رحبوا به. 

 

سبق المونديال جدل حول موقف قطر من المثلية وبيع الكحول وتسيير رحلات مباشرة لنقل المشجعين من إسرائيل. رفضت قطر رفع علم المثلية وحظرت الكحول في الأماكن العامة ووافقت على تسيير الرحلات من تل أبيب وإن وشّحت الموافقة بتصريحات مناهضة لإسرائيل. في المقابل، استجلبت السلطات القطرية دعاة مسلمين مثل ذاكر نايك ”لإلقاء محاضرات دينية.“ 

ماجد الراشد الشرعي السابق في هيئة تحرير الشام سأل: 

” ما رأي الإخوة الغلاة في الصومال في كأس العالم؟ وهل ما زالوا على قولهم أن كرة القدم كفر وردة؟ وهل لو سنحت لهم فرصة لتفجير المتفرجين عليها من عامة المسلمين هل سيفجرونهم؟ …  يناصرون الغلاة في الصومال كما يناصرون طالبان وحماس وهتش الإجرام!“

وفعلاً أنصار القاعدة وأنصار داعش اتفقوا على مهاجمة المونديال. 

منظر الجهادية من لندن هاني السباعي وصف المونديال بأنه ” مولد اللهو العالمي.“ 

طارق عبدالحليم الذي ينتظر الثلج في ”مدينته“ الكندية وصف المونديال بالمهرجان ”المشيع للفاحشة“ واعتبر أن من المفاخرين بالمونديال من يعانون ”خراباً عقدياً.“ 

ومن أنصار القاعدة من اعبتر أن الداعية نايك ”أقل“ من أن يؤخذ الدين عنهم. ومثلهم أنصار داعش – اعتبروا نايك ”مرتداً“ تدعمه حكومات وصفوها بـ“الكافرة.“ 

 

في انتظار الظواهري 

نعود إلى بيان القاعدة المركزية بخصوص المونديال.هذه من المرات النادرة خلال العامين الماضيين تقريباً التي تواكب فيها القاعدة المركزية الأحداث – فلا تنشر التعليق بعد انقضاء الحدث. 

في نفس الوقت، يأتي البيان بعد أكثر من ثلاثة أشهر على إعلان أمريكا قتل زعيم التنظيم الدكتور أيمن الظواهري في العاصمة الأفغانية كابول وفي ضيافة طالبان. 

حتى الآن لم تؤكد القاعدة الخبر أو تنفيه؛ فجاء بيان القاعدة هذا مخيباً للآمال. 

حساب مناصر للقاعدة كتب مستهزئاً: ”عندما يأتي القريباً من القيادة العامة؛ كل صحفي يترك شغله وأعماله ويأتي للتلغرام … هل بيان القيادة العامة سيكون عن الأمير الظواهري أم لا ؟ كلهم ـ بدون استثناء ـ يتساءلون : 

متى سيؤكدون الخبر عن الدكتور أيمن أو ينفونه لأننا تعبنا من الانتظار؟ … لماذا تأخرت القاعدة في إعلان أي خبر عن أيمن الظواهري وهل سيف العدل جاهز لكي يستلم قيادة التنظيم.“ 

والحقيقة هذه أسئلة على أنصار القاعدة أنفسهم أن يطرحوها. الصحفيون معنيون برصد قول الجهاديين وفعلَهم، والخبراء معنيون بالدراسة والتوثيق. أما أنصار القاعدة، فمسألة تثبيت خبر قتل الظواهري أو نفيِه تتعلق بصلب أدبياتهم. 

لنفترض أن الخبر غير صحيح، وأن أمريكا أخطأت ولم تقتل الرجل، أليس حريّاً بالقاعدة أن يعلنوا ذلك على الأقل لتخفيف الضغط على طالبان، بل ومؤازرة طالبان الذين قالوا إن لا علم لهم بأن الرجل كان بين ظهرانيهم. ألا يستحق هذا تصريحاً من القاعدة المركزية؟ أنصار القاعدة يتغنون بالملا عمر وفضل الملا عمر على بن لادن، أليس الوقت مناسباً ليردوا الجميل وطالبان تتهم بانتهاك اتفاق الدوحة؟ 

ولنفترض أن الخبر صحيح وأن الظواهري قُتل، فمن هو الشخص الذي يبايعه أنصار القاعدة اليوم؟ أم أن البيعة غير مهمة؟ أم أن بيعتهم لمجهول كما هو زعيم داعش؟ 

وإلى أي درجة يقبل أنصار القاعدة بسيف العدل زعيماً لهم وهو الذي أمضى أكثر من ٢٠ عاماً في ضيافة إيران التي يقولون إنها عدو السُنة؟ 

في المحصلة، جمهور الصحفيين والباحثين ينتظرون خبراً، أمّا أنتم أنصار القاعدة فينتظرون قدراً. 

 

قاعدة اليمن: إفلاس مالي وتنظيمي 

لفت هذا الأسبوع منشوران عن قاعدة اليمن قد يأتيان في إطار ضياع بوصلة الولاءات في التنظيم المتهالك. 

الأسبوع الماضي نقلنا أنباء عن صراع على السلطة بين سعد العولقي وخالد باطرفي على خلفية تآكل في موارد التنظيم وسوء في القيادة. وما نفتأ ننقل أخباراً عن أزمة ثقة بين القبائل السنية في اليمن والتنظيم الذي يدعي أنه يحمي السنة فيما هو حقيقة يعطي مسوغاً للحوثيين للتمدد على حساب هذه القبائل. 

المنشور الأول موقع باسم ”أبو سهم المأربي“ وفيه اعتراف بظروف صعبة يعيشها عناصر التنظيم في أبين وشبوة. يقول: ”قال لي أحد الاخوه الذين أتوا من هناك ان الاخوه طعامهم أغلب الأوقات تمر وماء وأنهم يعانون من نقص الرجال والأموال والعتاد.“ المأربي يدعو ”كل مجاهد منتمي لأنصار الشريعة“ إلى نصرة هؤلاء. 

في منشور آخر، نشر حساب ”فؤاد“ على التلغرام ما قال إنه ”فتوى شرعية قديمة صدرت قبل ١١ عاماً“ تتعلق بقتال الحوثيين ويُعلّق: ”ولو تم استمرار العمل بهذه الفتوى لما أصبح للحوثي موطئ قدم في البلاد.“ 

والسؤال لأنصار القاعدة: من عطّل العمل بهذه الفتوى؟ وهل هذا اعتراف ضمني بتراجع القاعدة عن قتال الحوثيين؟ ونعود إلى السؤال الأول ونكمل الدائرة: لماذا تقاتل القاعدة السنة في اليمن وتترك الحوثيين المدعومين من إيران حيث سيف العدل؟ 

 

شمال سوريا: انشقاقات واندماجات

في أحداث شمال سوريا بعد زحف هيئة تحرير الشام على عفرين في أكتوبر الماضي، تمّ حل مجلس شورى الفيلق الثالث التابع للجيش الوطني السوري ”لاستكمال خطوات الاندماج الكامل لمكوناته“ في محاولة لتوحيد الجهد العسكري في الشمال. وللمفارقة، هذا الشكل الموحد للقيادة العسكرية هو من المسائل التي تقول هيئة تحرير الشام إنها تريد تحقيقه في إدلب وما بعد إدلب. 

التطور الآخر يتعلق بحليف الهيئة الأبرز – حركة أحرار الشام. فنحن اليوم نتحدث عن حركتين: واحدة يقودها أبو عبيدة عامر الشيخ توالي هيئة تحرير الشام وثانية تعارض الهيئة ويقودها أبو سليمان يوسف الحموي.

 

ولإظهار هذا التخبط، نشرت حسابات تقول إنها رسمية تابعة للأحرار صوراً للحموي يزور ”معسكراً لقوات النخبة في ريف حلب؛“ فيما نشرت حسابات أخرى تقول أيضاً إنها رسمية تابعة للأحرار صوراً لافتتاح معسكرات تابعة لقوات النخبة أيضاً ولكن ”بحضور القيادة العامة لحركة أحرار الشام“ أي عامر الشيخ. 

في تخبط آخر، أعلن في منتصف الشهر عن أن القطاع الشرقي من حركة الأحرار عادت إلى الجماعة. القطاع الشرقي أو الفرقة ٣٢ كان انفصل إدارياً عن الحركة في ٢٠١٧ وانضم إلى الفيلق الثالث. في أبريل الماضي، اقتتل القطاع مع الفيلق واتهم بالتمرد لحساب حسن صوفان القيادي في الأحرار والمقرب من الجولاني. 

هذا الأسبوع، أعلن عن أن القطاع أتمّ انضمامه إلى الفيلق الثاني التابع للجيش الوطني. 

حساب أبو هادي علّق: ”يعني القطاع الشرقي … (الذي يتبع) صوفان يتبع للفيلق الثاني وقطاع إدلب يتبع … الجولاني! هؤلاء يضحكون على من؟“

 

جهاديو مالي … ”عدو“ الإسلام والمسلمين 

نقلت قنوات داعش الرسمية أن فرع التنظيم فيما يُسمى ”ولاية الساحل“ قتل ٨٠ عنصراً من القاعدة في هجوم وقع في المنطقة الحدودية بين مالي وبوركينافاسو في ١٢ نوفمبر.

مناصر داعشي علّق: ”في مالي، المعركة اليوم على الصحراء الكبرى لبلوغ ليبيا.“ 

احتدم القتال في المنطقة الحدودية شمال شرق مالي منذ خروج القوات الفرنسية في أغسطس الماضي. المتقاتلون هم: نصرة الإسلام والمسلمين التابعة للقاعدة، داعش الساحل، وفاغنر الروس. وكلهم يقتلون الأبرياء. 

في أخبار الآن ملف كامل ضمن برنامج ”بالعين المجردة“ يتضمن شهادات الضحايا من المناطق المنكوبة. 

 

الجهادي الأخطر في الساحل

أهلاً بكم في راديو وتلفزيون الآن. إذاً لا يزال التنظيم الجهادي الأبرز في مالي والساحل هو تحالف نصرة الإسلام والمسلمين الذي يتزعمه إياد أغ غالي المبايع للقاعدة والذي يضمّ تحت رايته: تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي، أنصار الدين، وتنظيم المرابطون وجبهة تحرير ماسينا التي يتزعمها أمادو كوفا. ونتوقف اليوم عند هذا الرجل. 

وصفه الدكتور بيتر تشيلسون الذي كتب سيرته بأنه أخطر جهادي في غرب إفريقيا.

البروفيسور تشيلسون، المحاضر في جامعة واشنطن ستيت. حاز جوائز عالمية على كتبه التي وثق فيها رحلاته إلى إفريقيا خاصة مالي. عمل في الصحافة ونُشرت مقالاته في Foreign Policy و Consequence. كتابه: لم نعلم أين كنا: رسائل من مالي المفقودة نُشر في ٢٠١٣ بعد عام من تحرير تيمكبتو من الإرهابيين. ونعيد اليوم بث مقابلة كنتُ أجريتها معه في أغسطس ٢٠٢٠. 

 


قائمة الحلقات