المرصد ١٤٨: ماذا تكشف تهاني العيد عن جمهور فروع القاعدة واستراتيجيتها؟

نهاد الجريري

راديو الآن | دبي- الإمارات العربية المتحدة أهلاً بكم إلى حلقة هذا الأسبوع من المرصد نغطي فيها الفترة من ٤ إلى ١٠ يوليو ٢٠٢٢. إلى العناوين: ماذا تكشف تهاني العيد عن جمهور فروع القاعدة واستراتيجيتها؟ ...

تابعوا البرنامج على تطبيقات البودكاست

راديو الآن | دبي- الإمارات العربية المتحدة

أهلاً بكم إلى حلقة هذا الأسبوع من المرصد نغطي فيها الفترة من ٤ إلى ١٠ يوليو ٢٠٢٢. إلى العناوين:

  • ماذا تكشف تهاني العيد عن جمهور فروع القاعدة واستراتيجيتها؟
  • اضطراب الأسماء والمصالح إذ تحرر داعش سجناء من غريمتها بوكو حرام
  • بتفكيك ”سرية أنصار أبي بكر،“ هل قضت هيئة تحرير الشام على النسخة الثانية من حراس الدين؟

ضيفة الأسبوع، الأستاذة نسرين الصبيحي نعمان، صانعة أفلام وثائقية. أردنية يمنية. حاصلة على جوائز دولية مثل جائزة مهرجان مدريد عن فيلم (وما جاء الفجر)، جائزة مهرجان بروكسل عن فيلم (عاصم)، وجوائز أخرى من: European Cinematography & Canadian Cinematography. تحدثنا عن الحياة في ظل الحوثيين: كيف يقدسون ثقافة الموت، يضطهدون النساء والأطفال، ويجوّعون قرى كاملة.

 

خطب العيد والحوكمة

في الأيام الأولى لعيد الأضحى، بثت قاعدة اليمن والصومالي تسجيلين في المناسبة.

الملاحم، الذراع الإعلامية للقاعدة في اليمن بثت فيديو من ثلث ساعة تقريباً تحدث فيه القيادي في التنظيم خبيب السوداني إبراهيم القوصي بعنوان ”إن في ذلك لذكرى.“ أربعة أمور مهمة في هذه الكلمة.

لم يتحدث السوداني في أمور تهم أهل اليمن؛ أو تتصل بالعيد. ما قاله اجترار لأحداث فات وقتها. تحدث عن الحرب الروسية في أوكرانيا من باب كيف اتحدت أوروبا ضد روسيا وكيف استقبلوا اللاجئين. لكنه لم يتحدث عن مسلمي أوكرانيا مثلاً. تحدث عن المسلمين في الهند وبورما. ويذكرنا هذا بحديث الظواهري الذي كان بعنوان ”حرة الهند“ والذي وجد رفضاً من مسلمي الهند. فتدخل القاعدة في هذه الأمور لن يخدم المسلمين في تلك الدول. تحدث عن الإيغور. ودائماً نسأل إن كان موقف القاعديين هكذا، فماذا يقولون في تقارب طالبان مع الصين رغم ما تفعله الصين بالإيغور؟

لكنه حض على القتل في مسألة الإساءة إلى مقام الرسول الأكرم عليه الصلاة والسلام. وأشاد مجدداً بالأخوين كواشي وبالشيشاني الذي قتل المدرس الفرنسي.

لم يذكر طالبان مرة واحدة. كنا نتوقع أن يذكر طالبان لأنهم مقبلون على سنويتهم الأولى في سدة الحكم في أفغانستان. السوداني كان مهتماً أكثر بهزيمة أمريكا عندما أشاد ”بالمجاهدين“ الذين ساهموا في ”انحسارها“ من العراق وأفغانستان.

وأخيراً، دعا المقاتلين القدامى إلى حمل السلاح مجدداً.

أما كلمة القاعدة في الصومال، جماعة شباب، فكانت محلية خالصة وإن كان التقاطع واضحاً في مسألة التعاطي مع طالبان.

من ناحية، تحدث زعيم الجماعة أبو عبيدة أحمد عمر ديري باللغة المحلية إلى الصوماليين في كلمته ”لا يستوي الخبيث والطيب.“ تحدث عن الحكومة الصومالية التي اعتبر أنها تعمّق آلام الصوماليين الذين يعانون من الجفاف والمجاعة. في المقابل يتحدث عن ”الولايات الإسلامية“ التي ”قامت بحملة إغاثية واسعة النطاق قدمت فيها الطعام والمياه.“

ومن ناحية، لا يذكر أبو عبيدة طالبان أبداً ولكنه يشير إلى أفغانستان باعتبار الانسحاب الأمريكي من هناك متوعداً القوات الأجنبية التي تعمل إلى جانب الحكومة الصومالية بمصير مشابه.

 

سجناء داعش

تبنى داعش اقتحام سجن كوجي قرب العاصمة النيجيرية أبوجا. صحيفة النبأ في عددها ٣٤٦ الصادر الخميس ٧ يوليو ٢٠٢٢ ذكرت تفاصيل الهجوم من دون أن تذكر عدد السجناء الذين تم إطلاقهم أو أن تكشف عن هوياتهم. في إحدى التفصيلات، ذكرت أن بعضهم أمضى عشر سنوات في السجن. داعش ظهر في غرب إفريقيا قبل ست سنوات فقط.

بحسب السلطات النيجيرية، بلغ عدد الفارين أكثر من ٤٠٠؛ نشرت صور حوالي سبعين منهم وقالت إنهم ينتمون في معظمهم إلى جماعة بوكو حرام.

فيما قاله إعلام داعش وحتى الإعلام النيجيري تناقضات تتعلق بالعلاقة بين بوكو حرام وداعش غرب إفريقيا (آيسواب)؛ والعلاقة بين داعش وجماعة أنصار المسلمين في بلاد السودان (أنصارو).

أولاً، ظهر داعش في غرب إفريقيا في أغسطس ٢٠١٦ مؤلفاً من قياديين وعناصر انشقوا عن بوكو حرام الأم بزعامة أبي بكر شيكاو الذي كان بايع داعش في العراق في مارس ٢٠١٥.

في مايو ٢٠٢١ قتل داعش شيكاو وحاول ضمّ عناصر بوكو ولكنه فشل؛ حتى إن آلاف عناصر بوكو فضلوا الاستسلام إلى الحكومة على الانضمام إلى داعش.

وهذا ما لفتت إليه ”قناة فضح عباد البغدادي والهاشمي ” فقالت إن داعش غرب إفريقيا ”يكفر“ بوكو حرام ويصفهم بالخوارج ”ولا يزال يخوض صراعاً دامياً ضدهم في مناطق سامبيسا“ شمال شرق نيجيريا.

ثانياً، ذكر الإعلام النيجيري أن من الذين أطلق سراحهم مؤسس أنصارو وأن أنصارو وداعش يعملان معاً. وردد هذا حساب داعش قال إن من المحررين ”قادة من جماعة أنصارو … تميل للقاعدة ولا خلاف لديها مع (داعش).“

وهذا كلام غير دقيق. جماعة أنصارو التي انشقت عن بوكو حرام في ٢٠١٢ وظلت في سبات حتى بضعة أشهر ماضية، جددت ولاءها للقاعدة. بل إنهم في إصدارهم الأخير ”صوت القارة السمراء“ استماتوا في الدفاع عن سيف العدل أحد أبرز المرشحين لخلافة الزعيم الحالي أيمن الظواهري؛ وكذلك دافعوا عن حراس الدين ممثل القاعدة في الشام.

قد نفهم لماذا يخلط الإعلام النيجري بين بوكو حرام وآيسواب. فهم يعرفون بوكو أكثر وبوكو يستحوذون على أراضٍ أكثر وكثيراً ما تتداخل أراضي نفوذ الفريقين وإن كانا لا يختلفان في الوحشية. لكن ما لا يُفهم هو كيف سيفيد داعش من هذا الهجوم على السجن بإطلاق سراح خصومه.

 

 

 

نساء داعش

وبالحديث عن هذا الاضطراب، لفت ما كتبه حساب مناهض لداعش تعليقاً على صور نساء مقاتلي داعش الذين قتلوا أو اعتقلوا في حملة أخيرة يشنها الجيش المصري ضد أوكارهم في سيناء.

ينتقد الحساب ”تكثير (داعش) القاطنين بجوارهم بأي طريقة.“ ويقول: ”يصر التنظيم في كل مرة على ارتكاب نفس الخطأ وهناك أشخاص قلة من داخل التنظيم … يرفضون رفضاً قاطعا جلب نسائهم لهذه المناطق تحسباً لمثل هذه الأوقات وتحملوا كافة الضغوطات التي مارسها عليهم التنظيم.“

 

الهيئة والحراس وسرية أنصار

أعلنت هيئة تحرير الشام في إدلب عن اعتقال ”معظم“ عناصر ”سرية أنصار أبي بكر الصديق“ التي ظهرت في المنطقة في سبتمبر ٢٠٢٠ وأثارت جدلاً حول هجمات استهدفت الدوريات التركية هناك.

ضياء العمر المتحدث باسم جهاز الأمن العام التابع للهيئة وفي بيان مصور وصف هجمات السرية بـ ”الإجرامية.“ وفي هذا البيان نتوقف عند النقاط التالية.

أولاً، سرد العمر هجمات نُسبت إلى هذه السرية بدءًا بهجوم قرب معرة مصرين في ٢١ ديسمبر ٢٠٢٠.

اللافت أن سرية أنصار أبي بكر أعلنت عن نفسها قبل ذلك بشهرين في سبتمبر ٢٠٢٠ بعد أن نفذت هجوماً انتحارياً ضد قاعدة تركية في مدرسة سلة الزهور في جسر الشغور ؟؟. لماذا لم يذكر العمر ذلك الهجوم؟

ثانياً، سرد العمر هجمات نُسبت إلى السرية تشمل هجمات ضد الهيئة وفصائل أخرى في إدلب وهجمات ضد الأتراك. واللافت أن السرية في إعلان تبنيها هجمات كانت تذكر دائماً أنها تستهدف الجيش ”الناتو تركي.“

ثالثاً، ذكر العمر أن السرية مسؤولة عن هجوم على حاجز المطلق بتاريخ ٨ يناير ٢٠٢١. واللافت أن هجوماً على حاجز المطلق في هذا التاريخ تبنته جماعة ظهرت واختفت فجأة باسم ”جماعة عبدالله بن أنيس.“

هذه الملاحظات تظهر تخبطاً في المشهد كله في إدلب خاصة إذا جمعناها بردود الفعل بين معارضي الهيئة خاصة بعد أن نشرت الهيئة صور المعتقلين.

تناقل بعضهم إنه متأكدين من أن ”الذين ظهرت صورهم اليوم معتقلون عند الهيئة منذ زمن طويل“ بل قالوا إن أحدهم ”معتقل منذ سنة ونصف و(أن) المساجين في سجون الهيئة يؤكدون أنه عميل للهيئة.“ واعتبروا أن الإعلان على هذا النحو هو محاولة من الهيئة للتقرب أكثر من تركيا.

لفت تعليق آخر على صورة أحد المعتقلين، دعا فيه إلى أن أن يفك الله تعالى أسر ”الأخ حفص المصري أحد الكوادر في تنظيم حراس الدين.“ فهل كان يشير إلى أن الرجل الذي في الصورة هو أحد كوادر حراس الدين؟

وهذا يقودنا إلى مسألة تبعية السرية؛ وهو أمر كان مثار جدل بين معارضي الهيئة عندما ظهرت في سبتمبر ٢٠٢٠.

السرية ظلت تؤكد أنها لا تتبع أي جهة داخلية أو خارجية من دون أن تسمي الحراس أو القاعدة. حتى إنها أصدرت بياناً نفت فيه رواية الهيئة التي اعتقلت في أكتوبر ٢٠٢١ رجلاً اسمه أحمد الجاسم قالت إنه كان قيادياً في تنظيم الحراس وانتقل إلى السرية. السرية قالت إن الرجل لا يمت لها بصلة.

أثارت السرية جدلاً في أوساط معارضي هيئة تحرير الشام وإن كان حضورها ظل أقوى بين أنصار القاعدة الذين أنكروا جماعات مشابهة ظهرت في تلك الفترة مثل جماعة أبي جليبيب.

فمثلاً، حساب مزمجر الثورة السورية المعارض اعتبر وقتها أن هذه الجماعة ”وهمية“ من صنع أمنيي الجولاني.

وكذلك كان موقف المحامي عصام خطيب الذي ألمح إلى عدم وجود هذه الجماعة وأن المستفيد من هجماتها هو الهيئة. هذه المرة لم يعلق مزمجر أو عصام على نبأ الاعتقال.

هذا التخبط في المسميات والأهداف والمواقف يختزل ما يحدث في إدلب.


قائمة الحلقات