المرصد ١٤١: رعب بين أنصار داعش بعد ”خطأ مطبعي“ يفيد بوفاة المتحدث الجديد

نهاد الجريري

راديو الآن | دبي- الإمارات العربية المتحدة أهلاً بكم إلى حلقة هذا الأسبوع من المرصد نغطي فيها الفترة من ١٦ إلى ٢٢ مايو ٢٠٢٢. إلى العناوين: رعب بين أنصار داعش بعد ”خطأ مطبعي“ يفيد بوفاة ...

تابعوا البرنامج على تطبيقات البودكاست

راديو الآن | دبي- الإمارات العربية المتحدة

أهلاً بكم إلى حلقة هذا الأسبوع من المرصد نغطي فيها الفترة من ١٦ إلى ٢٢ مايو ٢٠٢٢. إلى العناوين:

  • رعب بين أنصار داعش بعد ”خطأ مطبعي“ يفيد بوفاة المتحدث الجديد
  • هل تحضّر طالبان لمواجهة بين البراغماتيين ورجال الدين داخل الجماعة؟ 
  • في غياب قيادة القاعدة، أفراد حراس الدين وَقودُ مناوشاتٍ مع النظام في أطراف إدلب 

 

وضيف الأسبوع، الأستاذ أحمد سلطان، الخبير في الجماعات الجهادية. يحدثنا عن التناقضات داخل إعلام داعش وهل فعلاً قُتل متحدثهم السابق أبو حمزة في أطمة؟ كما يحدثنا عن الانشقاق الكبير داخل داعش الذي أفضى إلى تيار البنعلي وتيار الحازمي.

 

حمزة

كان مفاجئاً حقاً أن يعلن داعش عن قتل أبي حمزة القرشي المهاجر، المتحدث باسم التنظيم، في ذلك البيان الصادر مساء ١٠ مارس ٢٠٢٢ الذي فيه أكد التنظيم قتل خليفته المزعوم الثاني أبي إبراهيم الهاشمي القرشي المعروف أيضًا بحجي عبد الله قرداش في غارة للتحالف شمال إدلب بتاريخ ٣ فبراير ٢٠٢٢. 

المفاجأة هي أن التحالف لم يقل إنه قتل أبا حمزة مع أبي إبراهيم. المنطق يقول إنهم إن علموا بِهُوية ”الخليفة“ ومكانه، فلا شك علموا بِهُوية من معه خاصة إن كان يحتل منصباً رفيعاً مثل المتحدث باسم التنظيم!

إذاً، مشروع لنا أن نسأل: أين ومتى قُتل أبو حمزة؟ ولماذا غطى التنظيم على ذلك؟ وما موقف أنصاره من هذا التعتيم أو التضليل؟ 

فريق أخبار الآن أجرى تحقيقاً في المسألة ورجح أن الرجل قُتل قبل أطمة. أثارت فضولَ الفريق غارةٌ بطائرة مسيرة وقعت في نوفمبر ٢٠٢١ في جرابلس شمال شرق حلب، وقيل إنها استهدفت عناصر من داعش. فهل كان أبو حمزة أحدَهم؟ 

لم يكن فريق الآن وحده من توقف عند مسألة أبي حمزة. في ١٠ مارس، بعد أن أعلن داعش رسمياً قتل أبي إبراهيم وأبي حمزة في إنزال أطمة، وصفت ”قناة فضح عباد البغدادي والهاشمي“ الإعلان بأنه ”محاولة بائسة لتضليل العباد.“ بنت القناة شكّها على أن بيان ولاية الشام الذي سُرب بُعيد إنزال أطمة وأُعلن فيه اسم أبي الحسن الهاشمي القرشي خليفة لأبي إبراهيم لم يذكر قتل أبي حمزة قط. 

وعليه، تتساءل القناة عن مصير أبي حمزة وتقول: ”إن لم يُقتل المتحدث الرسمي بنفس عملية أطمة فهذا يضعنا أمام الاحتمالات الآتية: أنه لا زال حياً يرزق وأن التنظيم يكذب؛ أو أن التنظيم قتله بتصفية داخلية وادعى أنه قُتل بأطمة؛ أو أن الرجل مقتول منذ مدة وديوان الإعلام تكتم عن الموضوع.“ وتعلّق القناة: ”أي واحدة من هذه الاحتمالات تؤكد أن هذا التنظيم الباطني يكذب بدون ورع وان على من اغتروا به أن يعيدوا حساباتهم.“ 

وبالحديث عن إعلام داعش، في الأيام الأولى للإعلان عن أبي الحسن وضمن تجميع البيعات، نشر الإعلام الرسمي والرديف سلسلة ”ماض جهاد المؤمنين.“ تلفتُ ”قناة فضح عباد البغدادي والهاشمي“ إلى أن الإصدارات هذه لم تنعَ أبا حمزة. 

وهنا نأتي إلى معضلة العدد ٣٣٩ من صحيفة النبأ الأسبوعية التي تصدر عن ديوان الإعلام المركزي في التنظيم. في الصفحة ١١، تعرضُ الصحيفة مقتطفاً من الكلمة الأخيرة للمتحدث الجديد أبي عمر المهاجر. المشكلة أن جملة ”تقبله الله تعالى“ أتبعت اسم المهاجر ما يوحي بأن الرجل مات. بعد ما لا يقل عن ١٠ ساعات، صدر ”تصحيح“ من الصحيفة حيث أُتبع اسم المهاجر بجملة ”حفظه الله تعالى.“ 

أثار هذا خوف أنصار التنظيم. بحسب حساب Switched على تويتر نقرأ رسالة يقولون فيها: ”إلى الذين نشروا على العام في القنوات وغيرها، ونُحتم ورثيتم، لو أطعتم من وصاكم بالصبر وعدم الاستعجال لكان خيراً لكم.“ 

حساب ”مجريات الأحداث“ قال: ”راحة وسكينة وطمأنينة … بعد توتر وترقب وخوف.“

آخرون اعتبروا أن ”الخوض في الخطأ المطبعي“ يهدف إلى إحداث ”فتنة“ داخل التنظيم و“نشر سوء الظن“ بين الأنصار وقيادة التنظيم. 

”قناة فضح عباد البغدادي والهاشمي“ علقت ”لن يشفع هذا التصحيح في مصداقية القوم ويستوجب على المتحدث الخروج بصوتية جديدة لإثبات حياته.“

 

طالبان البراغماتي

في ذكرى قتل الملا أختر منصور، زعيم طالبان السابق، قال كبير مفاوضي طالبان إلى الدوحة سابقاً شير محمد عباس ستانيكزاي إنه غير راضٍ عن سلوك حكومة طالبان مع المرأة. ستانيكزاي الذي يشغل أيضاً منصب نائب وزير الخارجية وصف سياسات حكومية تجاه المرأة بأنها ”ضيقة الأفق.“ 

محسن أمين، الباحث الأفغاني علّق: ”يبدو أن البراغماتيين من طالبان رتبوا عودة عباس ستانيكزاي، ليكون صوتهم في اجتماع مجلس الشورى المقبل الذي سيقرر إعادة فتح مدارس البنات الثانوية؛ لأنهم يفتقرون إلى متحدث قوي يتحدى طبقة رجال الدين.“ 

 

طالبان: راعي مفاوضات

قالت حكومة طالبان إنها رعت مفاوضات في العاصمة الأفغانية كابول بين حكومة باكستان وجماعة تحريكي طالبان باكستان TTP أفضت مبدئياً إلى وقف مؤقت لإطلاق النار. 

الكاتب الأفغاني داوود خطاك قال إن إسلام أباد وافقت أخيراً على إطلاق سراح قياديين من TTP كبادرة حسن نية. الإثنان: مسلم خان ومحمود خان سُّلما إلى حكومة طالبان في كابول وسيُصار إلى تسليمهما إلى TTP عند الاتفاق على وقف دائم لإطلاق النار. 

استحواذ طالبان على السلطة في أفغانستان قوّى موقف TTP التي صعّدت هجماتها ضد الحكومة الباكستانية. الحركة تطالب بانسحاب القوات الحكومية من المنطقة القبلية وإطلاق سراح عناصرها المعتقلين في إسلام أباد. 

أنصار داعش اعتبروا أن المفاوضات هي ” ترويض طالبان باكستان كما روِّضت من قبل طالبان أفغانستان!“ وأن ”الغرب يتخوف من انضمام ٢٠٠٠ مقاتل“ من مقاتلي الجماعة إلى صفوف داعش. 

 

فلول الحراس

لفت من أخبار هذا الأسبوع الإعلان عن ”عملية انغماسية“ في موقع لقوات النظام السوري في جبل الأكراد بريف اللاذقية. قنوات معارضة لهيئة تحرير الشام قالت إن منفذ الهجوم هو أبو عبيدة الحلبي وإنه ينتمي إلى تنظيم حراس الدين ممثلِ القاعدة في الشام. أحد الحسابات على التلغرام قال إن اثنين من حراس الدين نفذا الهجوم. 

معارضو الهيئة وأنصارُ القاعدة على حد سواء اعتبروا الهجوم تذكيراً ”بالوجهة الصحيحة،“ انتقاداً للهيئة التي يعتبرون أنها ”عطّلت“ الجهاد الشامي و“حرفته“ خاصة بعد أن انقضّت على المعارضين والمستقلين في العامين الأخيرين وكان أولُهم حراس الدين. 

بالفعل، مشارك في مجموعة ”مناقشات“ التي يشرف عليها المعارض عصام خطيب قال عن الحراس إنهم: ” إما هربان يا إما عم يركض من مكان لمكان ليقدر يطلع قرشين يقدر ياكل فيهم.“ فيما نوّه آخر إلى أن  ”العمل لا علاقة للحراس (به) بشكل رسمي … إنما عمل من أخوة كانوا حراس والعمل من ترتيبهم الخاص.“ 

ولفت معارضو الهيئة إلى أن أنصارها أنفسَهم أشادوا بالهجوم كما جاء في حساب أبو محمود الفلسطيني أحد أنشط مؤيدي الجولاني. علّق أحدهم: ”الهيئة تتغنى في قنواتها ببطولة الأخ المجاهد عبيدة الحلبي … و أكاد أجزم لو أنه عاد سالماً معافاً …  لحبسه الجولاني … بتهمة الخارجية.“ 

 

الجاسوسية من القمة للقاعدة

هذا الأسبوع، بثت مؤسسة الملاحم الذراع الإعلامية لتنظيم القاعدة في اليمن إصدارين مرئيين عن ”الجاسوسية،“ ليصل إلى ١٢ عدد الإصدارات عن هذا الموضوع منذ ٢٠١٤. الإصدار الأول يعود فعلاً إلى العام ٢٠١٤ وهو مقابلة مع أبي إسلام المهاجر مندوب الجهاز الأمني يتحدث فيه عن اعتقال أربعة أشخاص بتهمة وضع شرائح تعقب لأفراد في التنظيم قبل ذلك التاريخ بعامين أي في ٢٠١٢. 

الإصدار الثاني مؤرخ بتاريخ مايو ٢٠٢٢، وهو الجزء السادس من سلسلة ”حصاد الجواسيس.“ وفيه اعترافات ناجي محمد الزهيري المتورط في قتل القيادي في التنظيم أبي العلي الحارثي مهندس الهجوم على الناقلة الفرنسية ليمبورغ في أكتوبر ٢٠٠٢. 

الفيديو يصف الحارثي بأنه أول قيادي في اليمن يُقتل بطائرة مسيرة وذلك في نوفمبر ٢٠٠٢. 

بعد ١٧ عاماً، تمكن التنظيم من الوصول إلى الزهيري وإعدامه في ٢٠١٩. 

يلفت من هذين الإصدارين على الأقل أن هؤلاء الجواسيس إما أفراد عاديون يتلقون أوامرهم من شخص مجهول يوجههم إلى وضع الشريحة في ذاك المكان أو تلك السيارة. فما علاقة بائع متجول مثلاً بقيادي في التنظيم؟ أو قد يكون الجاسوس صديقاً للقيادي المستهدف. في الحالين، الجاسوسية تبدأ من القمة.

 

قاعدة المغرب: تشظي

أصدرت مؤسسة الأندلس الذراع الإعلامية لتنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي تسجيلاً لأبي خليل إدريس أمير منطقة الغرب الجزائري في محاولة على ما يبدو لاستدراك أثر هجمات الجيش الأخيرة ضد معاقل التنظيم في سكيكدة شرق الجزائر. 

من أهم القيادات الذين ألقي القبض عليهم في تلك الهجمات كان قاضي التنظيم أبو حيّان عاصم. في أبريل الماضي، بثّ التلفزيون الجزائري تسجيلاً للرجل يدعو فيه إلى الاستسلام ووضع السلاح. 

أبو خليل اعتبر أن أبا حيّان تعرض للضغط حتى انتزعت منه تلك الاعترافات، مجدداً الولاء لأبي عبيدة العنابي زعيم التنظيم ومؤكداً الاستمرار في القتال. 

في الدقائق السبع المتبقية من التسجيل، أعادت الأندلس بث كلمة لأبي حيّان يدعو فيها إلى القتال. 

من نافلة القول أن تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي بات يعاني في الأعوام الأخيرة بسبب استراتيجية الدولة الجزائرية ضدهم فجفّت مصادر تمويلهم وضعفت قدرتهم على التجنيد. تعمّقت المعاناة بقتل زعيم التنظيم السابق عبدالملك دروكدال في يونيو ٢٠٢٠. 


قائمة الحلقات