راديو الآن | دبي- الإمارات العربية المتحدة
أهلاً بكم إلى حلقة هذا الأسبوع من المرصد نغطي فيها الفترة من ٢١ إلى ٢٧ فبراير ٢٠٢٢. إلى العناوين:
بوتين وحلم العظمة
فجر الخميس ٢٤ فبراير ٢٠٢٢، بدأت القوات الروسية اجتياحها أوكرانيا من ثلاث جهات: من الشرق حيث إقليم دونيتسك ولوهانسك وفيهما جمهوريتان أعلنهما الرئيس فلاديمير بوتين نفسه؛ وفيهما أوكران أعطاهم بوتين الجنسية الروسية خلال الأعوام الستة الماضية؛ ومن الجنوب حيث جزيرة القِرم التي ضمتها روسيا في ٢٠١٤؛ ومن الشمال حيث بيلاروسيا الموالية.
الثابت في هذه الحرب:
ماكينة الإعلام الروسية
في خطاب يوم الاثنين ٢١ فبراير، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن أوكرانيا حركت خلايا متطرفة في جزيرة القرم المسلمة بهدف تقويض حكم روسيا. هل بوتين يتهم مسلمي القرم بالإرهاب؟ اللافت أنه في خطابه التالي، يوم ٢٣ فبراير، ذكر القرم من دون أن يُعرّج على هذه المسألة وكأن أحداً أشعره بأن هذا الأمر لن يكون مستساغاً لدى مسلمي بلاده.
ليست المرة الأولى التي يستخدم فيها النظام الروسي الإرهاب حيلة لضرب أوكرانيا. في دراسة نشرها في ٢٠١٦ مركز بحثي تابع للنيتو عن البروباغاندا الروسية إبان الحملة على سوريا، جاء أن روسيا روجت أخباراً تقول إن أوكرانيا تسلح داعش من خلال تركيا وأن داعش يستخدم أوكرانيا كمحطة نقاهة حتى يتفرغوا لقتل المدنيين في إقليم دونباس شرقاً.
هذا في ٢٠١٦. في ٢٠٢٢، لفتت إلى هذه المسألة الأكاديمية المحاضرة في هارفرد والصحفية الأمريكية الروسية فيرا ميرونوفا. تقول: ”صحيح أن أعضاء من داعش كانوا يختبئون في أوكرانيا؛ لكنني أعرف شخصياً ١٢ منهم، وأعلم عن أزيد من عشرة آخرين. جميعاً كانوا من أوائل الهاربين من كييف عند بدء الغزو الروسي. وربما ظل اثنان أو ثلاثة يقاتلان.“
الجهاديون والغزو الروسي
كيف تعامل الجهاديون مع الغزو الروسي؟
معظم الجهاديين تعاطفوا مع أوكرانيا من باب أنها تقف ضد روسيا التي تدعم النظام السوري في الشام.
آخرون لم يكترثوا بالطرفين بل ابتهجوا بأن الحرب تجري في القارة الأوروبية على سبيل التغيير.
فمثلاً، قال منظر الجهادية أبو محمد المقدسي في حسابه على تويتر الذي يحمل اسم ”العتيبي“ إنه ”يجب على المسلمين في روسيا وأوكرانيا أن يتجنبوا المشاركة في أي قتال تحت راية الطواغيت.“
لكن ماجد الراشد، وهو جهادي سعودي مخضرم، قال إنه لا ضير من القتال مع أوكرانيا من باب ”النكاية“ ويشرح: ”روسيا أخطر وأقذر دولة بالعالم بعد الصين؛ وهي فرصة للنكاية بها ولعل إخواننا في القوقاز يجدون لهم متنفساً.“ ماذا يقصد بهذه الجملة الأخيرة؟ غير واضح حقيقة لكن إن كان يُعوّل على وجود جسم يضم الجهاديين كما كانت أفغانستان للقاعدة مثلاً، فيبدو أن الرياح تجري بما لا يشتهي الراشد. الشيشان مثلاً أرسلت خيرة جنودها لمساندة روسيا. دول أخرى مثل كازاخستان تنأى بنفسها عن كل هذا وتتحسب لما قد يأتي.
الغزو والحالة السورية
ومن مواقف الجهاديين أن قاربوا بين الحالة الأوكرانية والحالة السورية. أبو شعيب طلحة المسير اعتبر أن هذه الحرب ”حطمت .. الأوهام الكاذبة والأساطير الخرافية عن الجيش الروسي وعظمته … التي يرددها الخونة لتبرير جرائمهم بحق الثورة السورية؛“ ويقصد هنا هيئة تحرير الشام.
أنصار الهيئة كان لهم أكثر من رأي. القيادي ميسرة القحطاني انتقد في الأيام الأولى الرئيس الأوكراني واعتبره ”مهزوماً نفسياً.“ وقال عنه: ”وهنا يتبين أن القائد الضعيف مضيعة لبلده وأن المقاتل الذي لا يحمل عقيدة قتالية لا ينفعه سلاحُه ولا تأييدُ الغرب له.“
واعتبر الصحفي الموالي للهيئة طاهر العمر أن روسيا حققت في أوكرانيا في أيام ما لم تستطع تحقيقه في سوريا في سنوات.
لكن حساباً موالياً آخر باسم الدكتور محمد أيمن هاروش استسلم لأهمية دعم أوكرانيا، وقال: ”نصر أوكرانيا سيمتد إلى عمق سوريا الجريحة.“
وهذا كلام أثار حفيظة معارضي الهيئة. أبو يحيى الشامي علّق: ”يوم الجمعة يهتفون: انظروا لأوكرانيا سقطت في ساعات ونحن صمدنا شهوراً ورئيسهم جبان. يوم السبت: الجهاد في أوكرانيا سبيل التحرر في سوريا. يوم الأحد ربما يقولون: بالروح بالدم نفديك يا زيلينسكي.“
حساب الداعية علي العرجاني خاطب أنصار الهيئة قائلاً: ”لماذا الحماسة والتنظير والفرح لما يحصل على يد غيركم في أوكرانيا؟ أرونا القليل من الرجولة؛“ في إشارة إلى عبور دوريات روسية بمحاذاة إدلب من دون مقاومة تُذكر من الهيئة؛ بل إن معارضي الهيئة يعتبرنها حامية للروس هناك.
”انغماسيو“ زيلينسكي
ومن المعارضين من لفت إلى موقف الرئيسين الأوكرانيين الحالي زيلينسكي والسابق بوروشنكا الذين رفضا مغادرة البلد واختارا البقاء للقتال. يتعجب المحامي عصام خطيب: ”حتى رئيس أوكرانيا السابق بوروشينكا سمح له الإخوة بالإنغماس؛“ في إشارة إلى زعيم هيئة تحرير الشام الجولاني الذي قال مرة في اجتماع مع انغماسيي العصائب الحمراء إنه كان سيتقدمهم لولا أن ”الأخوة“ منعوه!
تآكل قيادات قاعدة اليمن
في ٢٣ فبراير نعت الملاحم الذراع الإعلامية لتنظيم القاعدة في اليمن القيادي لطفي اليزيدي (صالح الحضرمي) وقالت إنه قتل في غارة أمريكية في مأرب من دون تحديد التاريخ.
وهذا تأكيد لما نقلناه في نوفمبر الماضي في هذا البرنامج. بناء على معلومات من مصدر قريب من مكافحة الإرهاب في اليمن، نقلنا أن اليزيدي وقيادياً آخر هو صالح بامحيسون قُتلا في غارة على مأرب بتاريخ ١٤ نوفمبر.
لم تذكر الملاحم بعد شيئاً عن بامحيسون الذي كان قاضي القاعدة في المكلا إبان سيطرة التنظيم عليها في ٢٠١٥ إلى ٢٠١٦.
أما لطفي اليزيدي أو العم صالح فكان أمير الحسبة في المكلا. مصدرنا وصفه بأنه ”قيادي جهادي قديم … ومن أصدقاء باطرفي“ زعيم تنظيم القاعدة في اليمن الذي خلف قاسم الريمي في فبراير ٢٠٢٠. وقد أعددنا ملفاً كاملاً عن الرجل في موقع akhbaralaan.net.