العراق: جريمة جرف الصخر ومساعي تكرارها في الطارمية
في عشرين دقيقة
العراق: جريمة جرف الصخر ومساعي تكرارها في الطارمية
/

العراق: جريمة جرف الصخر ومساعي تكرارها في الطارمية

شاهو القره داغي

دبي (أخبار الآن) تحولت منطقة جرف الصخر العراقية من منطقة زراعية الى ثكنة عسكرية للميليشيات الموالية لإيران منذ 10 أعوام، ومنع عودة الاهالي إليها وبقائهم في خيمات النزوح، واليوم يُراد تكرار هذه التجربة المريرة في ...

تابعوا البرنامج على تطبيقات البودكاست

دبي (أخبار الآن)

تحولت منطقة جرف الصخر العراقية من منطقة زراعية الى ثكنة عسكرية للميليشيات الموالية لإيران منذ 10 أعوام، ومنع عودة الاهالي إليها وبقائهم في خيمات النزوح، واليوم يُراد تكرار هذه التجربة المريرة في مناطق اخرى من العراق ومنها الطارمية، حيث تعمل الميليشيات على التحريض على أهالي المنطقة للتمهيد لإحتلالها وتحويلها الى منطقة عسكرية لصناعة الاسلحة وادارة الميليشيات والمخدرات والأنشطة الممنوعة.

ضيف الحلقة الكاتب والباحث السياسي مجاهد الطائي
إعداد و تقديم: شاهو القره داغي

نص الحلقة :

في عشرين دقيقة بودكاست راديوا الأن

العراق: جريمة جرف الصخر ومساعي تكرارها في الطارمية

رغم مرور عشر سنوات على تحرير منطقة جرف الصخر شمال محافظة بابل العراقية من تنظيم داعش الإرهابي، إلا أن الميليشيات المسلحة الموالية لإيران سيطرت على المنطقة بصورة كاملة وحولتها إلى ثكنة عسكرية ومستودعات للأسلحة والسجون السرية، ومنعت عودة الأهالي إليها وهم يعانون المرارة والجوع والألم في مخيمات النزوح بعد حرمانهم من منازلهم و ممتلكاتهم، واليوم يُراد تكرار هذا السيناريو السوداوي في مناطق أخرى داخل العراق مثل منطقة الطارمية التي تتعرض للتحريض المستمر من قبل الميليشيات لإحتلالها وتحويلها الى منطقة منزوعة السكان مثل جرف الصخر .

مرحبا بكم في حلقة جديدة من بودكاست في عشرين دقيقة، نتحدث فيها عن جريمة جرف الصخر وحرمان الأهالي من العودة الى مناطقهم، وإمكانية إعادة وتكرار هذا السيناريو في مناطق أخرى من العراق مثل الطارمية.
بعد الاضطرابات الامنية التي شهدتها العراق عام 2014 ونتيجة لسيطرة تنظيم داعش الارهابي على مساحات واسعة من الجغرافيا العراقية، نزح أكثر من 6 ملايين عراقي من 6 محافظات في وسط وغرب وشمالي البلاد، وعلى الرغم من عودة العديد من النازحين إلى مناطقهم، إلا ان هناك أكثر من مليون نازح في المخيمات، مازالوا ينتظرون العودة إلى منازلهم ومناطقهم، ومنها نازحي منطقة جرف الصخر التي تحول الى ثكنة عسكرية للميليشيات الموالية لإيران والتي تمنع عودة الأهالي إليها في ظل عجز حكومي ورسمي عن معالجة الملف المعقد والشائك .
ويرى الكثير من المراقبين أن منطقة جرف الصخر تحولت إلى مركز مهم للميليشيات والتي تدير المنطقة بتوجيهات وإشراف إيراني، حي تعد المنطقة ناحية زراعية تضم عشرات القرى بموقعها الاستراتيجي الذي يطل على محافظات بابل جنوباً والانبار غرباً ومن ثم كربلاء والنجف وصولاً الى منفذ عرعر بين العراق والمملكة العربية السعودية، ولكن اليوم المنطقة أغلقت تماماً ومنع السكان البالغ عددهم 140 ألف من العودة إليها، مع التلميح بمقاضاة أي جهة سياسية أو فرد يطالب بعودة المهجرين والنازيحين إلى جرف الصخر لإغلاق الملف تماماً وإنهاء آمال الآلاف من المواطنين من العودة إلى مناطقهم المُحتلة.
ويسيطر على المنطقة ثلاث ميليشيات رئيسية معروفة بارتباطها الوثيق بإيران ، وهي "كتائب حزب الله و النجباء وكتائب سيد الشهداء" وهي التي تفتخر بولائها للمشروع الإيراني و التزامها بتعليمات وأوامر المرشد الإيراني علي خامنئي ولاتلتزم بالسياسة الرسمية العراقية، إضافة إلى عدم اكتراثها بالدعوات المحلية والدولية التي تدعو بإخراجها من المنطقة او القبول بزيارات ميدانية لمعرفة طبيعة النشاطات التي تقوم بها هذه الميليشيات في جرف الصخر، حيث يخيم على المنطقة سرية كاملة ومنع لأي زيارات رسمية من قبل القيادات السياسية او المنظمات الحقوقية أو القادة البارزين داخل العراق .
وقد أكد السياسي العراقي المعروف "أياد علاوي" الذي كان نائباً لرئيس الجمهورية حينها في عام 2017، بأن عودة نازحي جرف الصخر بيد إيران وقيادات في لبنان حصراً، حيث كانت هذه التصريحات دليلاً واضحاً ان جرف الصخر لم تعد تُحسب على الجغرافيا العراقية بل أصبحت مرتبطة بالحرس الثوري الايراني وجزء من محور المقاومة بقيادة طهران .
وبحسب معهد واشنطن لسياسات الشرق الأوسط فإن مقرات ميليشيا كتائب حزب الله في العراق أصبحت مركزاً للصواريخ الباليستية الايرانية ومنها منطقة جرف الصخر والتي يمكن أن تُستخدم لتهديد دول المنطقة او استهداف القوات الامريكية في حال تدهور العلاقات بين طهران وواشنطن، كما كشفت وكالة رويترز أن مشكلة جرف الصخر لم تعد مسألة نازحين وإشكالية إعادتهم الى منازلهم، بل تحولت المنطقة الى منطقة عسكرية معزولة تماما .
وعلى الرغم من تعهد الحكومة العراقية الحالية بإعادة جميع النازحين العراقيين ومن ضمنهم نازحي منطقة جرف الصخر في محافظة بابل خلال ستة أشهر، وتأكيد وزيرة الهجرة والمهجرين إيفان فائق على البرنامج الحكومي الذي صوت عليه مجلس الوزراء والذي ينص على إعادة النازحين الى مناطقهم الاصلية وضرورة النأي بملف النازحين عن المزايدات السياسية وعدم استخدام هذه القضية الانسانية في الدعاية الشخصية وخصوصاً فيما يتعلق بملف النازحين بالعويسات وبزيبز وجرف الصخر، إلا أنه وعلي رغم مرور ثلاثة أشهر على وعود الوزيرة، لم يتحقق أي تطور بخصوص هذا الملف، بل هناك أصوات تنادي بتكرار سيناريو ونموذج جرف الصخر في مناطق عراقية أخرى مثل الطارمية التي شهدت توترات أمنية خلال الأيام الماضية.
ويبدو واضحاً أن الميليشيات الموالية لإيران لن تنسحب من جرف الصخر فقط، بل وتحاول تكرار هذه التجربة في الطارمية وغيرها من المناطق لتعزيز تواجدها العسكري ونفوذها الأمني وتوفير الموارد الاقتصادية عن طريق استغلال جغرافية هذه المناطق، حيث طالب عضو لجنة الامن والدفاع النيابية ياسر وتوت بتجريف بساتين الطارمية بالكامل، بينما وصف زعيم ميليشيا "سيد الشهداء" ابو الاء الولائي الطارمية" بالبلدة الموبوءة بالإرهاب"
وبخصوص هذا الموضوع نتحدث مع الكاتب والباحث السياسي العراقي مجاهد الطائي، ونسأله أولا :
كيف تحولت منطقة جرف الصخر العراقية الى منطقة منزوعة السكان يديرها فصائل موالية لإيران ويتحكم بمستقبل هذه المنطقة هذه الملييشيات دون أن تسمح عودة الأهالي الي منازلهم ؟ ۔۔۔ " شاهو "

قبل 8 سنوات وبعد معارك استعادة منطقة جرف الصخر من داعش طلب من الأهالي ترك مدينتهم لرفع الألغام وتدقيق السكان أمنيا لكن ما وجدته بعض الملييشيات وقاضتها من منطقة مهمه قريبة علي العاصمه وفيها مصادر للتمويل المالي لهذه الملييشيات كالأحواض الاسماك التي تودي بغداد والبساتين والمزارع المهمه والقريبة أيضا علي العاصمه دفعهم الي منع الاهالي من العودة اليهم وتحويلها الي منطقة خاصه تحت سيطرتهم وأصبحت مصدر من مصادر التمويل لهذه المجموعات كما أصبحت ميدانا تدريبيا علي السلاح لعناصر داخلية وإقليميه كما أن اصبحت مخازن للسلاح ومكان لإخفائه وقريب من العاصمه ناهيك عن السجون السرية التي تخفي العديد من المخفيين قصرا وفقد يعني تثار العديد من الشكوك بين فترة وأخري حول مكان وجودهم ونفي الجهات الأمنيه والرسمية ومعرفتها بمصريهم وهذا اذا كانوا احياء لكن العديد من المصادر والشكوك والتحليلات تشير الي وجودهم في تلك المنطقة ويبدوا ان قرار جعل المنطقة محمية للمليشيات والقرار قرار ايراني يلعب دورا مهما في ذلك فهي ليست مدينه بيد الحكومه وليست ضمن أولوياتها اساسا وليست ضمن مجال اعمالها فهي بيد المليشيات وتحت حكمهم ۔۔۔ " ياسر وتوت "

لماذا فشلت جهود الدولة في معالجة ملف هذه المنطقة علي الرغم من الدعوات الداخليه والخارجيه التي تطالب اعاده الأهالي الي منازلهم؟ ۔۔ " شاهو "

طبعا فشل الحكومات العراقية المتعاقبة في تسهيل عودة النازحين الي جرف الصخر يعود الي ان السبب حكومات العراقية حكومات محتافظة حسبيه طائفية وكل حسب يمثل يعني مكونه ويقوم بمعالجة مشاكله والحكومه العراقية لا تقوم الا بالخطوط التنفيذية العريضة والسياسات العامة للدولة وبالتالي إعادة النازحين الي مدينتهم جرف الصخر وفق تلك المعادة هي مهمة القوه السنية بالدرجة الأساس هذه وفق للسياق العراقي لكونهم القوة السنية الطرف الأضعف في المعادلة الطائفية يصمتون علي جرائم التهجير ومنع الأهالي من العودة اليها لأنهم يخشون من ردة فعل القوة الشيعية التي تعتبر مليشياتها كأبنها المدلل والعاق وحامي لهذا النظام الطائفي وسيطرة المنتفعين حتي لو كان هناك أعمال وجرائم وانتهاكات فالمهم بالنسبة لهم ضمان بقائهم في حكم الدعم هذه الملييشيات والتخادم معاهم في الكثير من القضايا ناهيك عن أن هناك تسريبات تشير الي وجود اطراف دينية ومعممين يرفضون عودة الأهالي الي جرف الصخر ويعني يريدون استمرار هذه الملييشيات بطريقة او بأخري ببقائهم في تلك المدينة
" ياسر وتوت "

وأخيرا هل هناك نية في تكرار هذه التجربة السيئة في منطقة الطارمية ومناطق اخرى ايضا من قبل الميليشيات الموالية لإيران؟ " شاهو "

في الحقيقة ان هناك دعوات طائفية من قبل القوة الحليفة لإيران بتكرار تجربة جرف الصخر وهي تجربة جريمة ضد الإنسانية وبتكرارها في مدينة الطارمية والسبب في ذلك ان مدينة الطارمية هي مشابهه لكثير من التفاصيل بجرف الصخر علي سبيل المثال يعتبر هي ايضا مصدر من مصادر التمويل هكذا ينظر اليها كونها فيها العديد من الأحواض السمكية التي تودي العاصمة بغداد وتنافس جرف الصخر التي خاضعة لسيطرة الملييشيات وبالتالي هي تنافس تلك الملييشيات في مصادر تموليها لذلك هناك مساعي للسيطرة عليها والدفع باتجاه مسك الملف الأمني من قبل هذه المليشيات ناهيك عن أن هذه المدينة هي ايضا جزء من حزام بغداد الذي يتعرض منذ سنوات الي حملات تحريض واستهداف من قبل هذه القوي لتغير الكثير من معالمه النقطة الجوهرية والأساسية في الخطابات الطائفية أنهم يحملون السكان الفشل الأمني الذي تعتمدة الكثير من يعني الأجهزة الأمنية الذي يعني بدرجة الأساس يعتمد علي الجهد الاستخباري المكثف وهناك يعني تداخل في عمل هذه الأجهزه بالرغم من أن مدينة الطارمية مدينة يعني متعونة مع الجيش ويقبل بها النظام الكفيل الذي يعني يساهم بشكل كبير في حفظ الأمن بالمدينه ولكن هناك دعوات وعمليات يعني مشبوهه تجري بين فترة وأخري من أجل رفع التحريض الطائفي علي هذه المدينه من أجل إستغلالها ماديا وسايسا وطائفيا ۔۔۔۔ " ياسر وتوت "

وقد عاد الاضطراب الأمني في قضاء الطارمية بالتزامن مع الزيارة المليونية وسط العاصمة، حيث أسفر تعرض الخميس الماضي عن وقوع عدد من الضحايا نتيجة لتفجير حزام ناسف أعقب اشتباكات مع مجموعة تابعة لتنظيم داعش الإرهابي بحسب خلية الاعلام الامني.
وقد أثار الهجوم الارهابي المخاوف من قيام الميليشيات الموالية لإيران بالقيام بعمليات ذات طابع انتقامي من الأهالي في الطارمية، بسبب التحريض الاعلامي الكبير الذي يجري ضد أهالي المنطقة، والتمهيد لتكرار سيناريو جرف الصخر، وخاصة أن الميليشيات استغلت هذه الحادثة للتحشيد الطائفي ودعوة الفصائل الى الدخول والسيطرة على المنطقة دون الحديث عن أهمية وجود القوات الامنية الرسمية في هذه المناطق لتخفيف التوتر ومحاربة الإرهاب بصورة منظمة واكتساب ثقة المواطنين بدل التفكير بنماذج وتجارب تُعتبر جرائم وتقوم على حرمان الآلاف من العراقيين من العودة إلي مناطقهم .
كما شكك العراقيين من عودة هذه العمليات في هذا التوقيت، وخاصة انهم استذكروا تسريبات ميليشيات "أئمة البقيع" التي كانت تتحدث عن القيام بضرب نقاط الجيش حتى يقولوا ان الجيش غير قادر على حماية الامن وان تنظيم داعش الارهابي مازال باقيا وكانت تقوم بتفخيخ المختلين عقليا وتفجيرهم وتسجيل ذلك كإنجاز أمني، حيث أثارت هذه التسريبات الكثير من الشكوك حول الاطراف التي تقف وراء العمليات والنشاطات الارهابية وتعمل على استغلالها والاستفادة منها لتحقيق أجندتها الخاصة بها.
كما يؤكد العديد من أهالي منطقة الطارمية أن المنطقة خالية تماما من الخلايا الارهابية وخاضعة للتدقيق ونظام الكفيل ولا يدخلها أحد إلا بتدقيق والبساتين فتشت أكثر من مرة ، كما يؤكدون أن المدينة تتعرض لمخطط كبير من قبل المليشيات وتحديدا كتائب حزب الله وعصائب ويريدون السيطرة عليها وأكثر من مرة تم افتعال هجمات وكشفها الجيش ولم يعلنوا عنها وصلت إلى درجة إخراج معتقلين والتمثيل بهم بالبساتين
كما يؤكد الأهالي أن فرضية وجود خلايا إرهابية هو ما تريد المليشيات تثبيته كحجة لاقتحام المدينة والسيطرة عليها وتكرار سيناريوا جرف الصخر فيها .
وينصح الكاتب العراقي "فراس إلياس" في مقال له بضرورة التفكير في المعالجات الامنية السلمية لما يحصل في الطارمية بدل التفكير في تكرار تجربة جرف الصخر، حيث يقول" بعيدًا عن سيناريوهات إعادة نموذج جرف الصخر، تتطلب الضرورة الأمنية أن يذهب صانع القرار السياسي باتجاه تفعيل إستراتيجيات الردع، بدءًا في إعادة النظر بالإشراف والمتابعة والرقابة للمؤسستين الأمنية والعسكرية، وإحداث التغيير الجذري والشامل في منظومة القيادة والسيطرة، فضلًا عن تعزيز القدرات القتالية للمقاتلين بالجهد التقني القادر على الرصد والإنذار المبكر للقطاعات، فالمناطق الرخوة أمنيًا المحيطة ببغداد تشكل حزامًا جغرافيًا معقدًا على المستوى العسكري، يمتد لمسافة لا تقل عن 500 كيلومتر تصل إلى مشارف العاصمة بغداد، وهذه ممكن أن تُشكل روافد لحركة وتنقل تنظيم داعش الإرهابي بعيدًا عن الرصد والاستمكان"

ومن هنا تبرز أهمية تدخل الدولة بصوره سليمة وعقلانية في إدارة الملف الأمني وابعاد الجامعات المسلحة والفصائل والملييشيات المرتبطة بأجندة خارجية عن التدخل في هذه الملفات والتي تؤدي الي زيادة تعقيدها وزيادة المشاكل وتراكم الأزمات كما حصل في جرف الصخر ويري المواطنون أن تدخل الدولة بصورة حيادية لحماية المواطنين ومكافحة الإرهاب بصورة موضوعية سوف تساهم في إعادة الإستقرار وطمئنة المواطنين وابعاد الأجندة الخارجية التي تستخدم الملييشيات لتنفيذ مصالحها في هذه المناطق ۔

إلي هنا ننتهي من حلقة هذا الأسبوع من بودكاست في 20 دقيقة تحدثنا فيها عن جريمة جرف الصخر وحرمان الألاف الأهالي من عودتهم الي مناطقهم ومنازلهم ومحاولة تكرار هذا السناريوا السئ في مناطق أخري مثل الطارمية وغيرها من المناطق العراقية عن طريق الملييشيات الموالية لإيران

شكرا لكم لحسن الإستماع وإلي اللقاء في الحلقات القادمة ۔۔۔ " شاهو "


قائمة الحلقات