دوافع الانتهاكات الإيرانيه المستمرة للعراق والتهديد بالاجتياح البري
في عشرين دقيقة
دوافع الانتهاكات الإيرانيه المستمرة للعراق والتهديد بالاجتياح البري
/

دوافع الانتهاكات الإيرانيه المستمرة للعراق والتهديد بالاجتياح البري

شاهو القره داغي

راديو الآن | دبي- الإمارات العربية المتحدة يوما بعد يوم يتمادى النظام الإيراني باستهداف الاراضي العراقية وخاصة إقليم كردستان الذي يتعرض لقصف شبه يومي من الصواريخ والطائرات المسيرة الذي أدى لتقويض الأمن ونزوح مئات المواطنين ...

تابعوا البرنامج على تطبيقات البودكاست

راديو الآن | دبي- الإمارات العربية المتحدة

يوما بعد يوم يتمادى النظام الإيراني باستهداف الاراضي العراقية وخاصة إقليم كردستان الذي يتعرض لقصف شبه يومي من الصواريخ والطائرات المسيرة الذي أدى لتقويض الأمن ونزوح مئات المواطنين من مناطقهم، إضافة الى تهديدات ايرانية بتنفيذ اجتياح بري للعراق بسبب ضعف وعجز الحكومة العراقية المركزية عن فرض السيادة ووضع حد للانتهاكات الخارجية، مايفتح المجال أمام المزيد من التوترات الأمنية وغياب الاستقرار في المناطق الحدودية والتأثير السلبي على الأوضاع السياسية داخل العراق.

إعداد و تقديم: شاهو القره داغي

ضيف الحلقة مدير المركز العراقي للدراسات الاستراتيجية الدكتور غازي فيصل حسين

نص الحلقة :

شاهو : " دوافع الانتهاكات الايرانية المستمرة للعراق والتهديد بالاجتياح البري

 

بالتزامن مع دخول التظاهرات الإيرانية الداخلية في شهرها الثاني ومشاركة شرائح واسعة من الإيرانيين في الاحتجاجات والتظاهرات، يتصاعد التهديدات الإيرانية لإقليم كردستان العراق والقيام بعمليات قصف مستمرة تستهدف الأراضي العراقية، حتى وصل الأمر إلى نقل القيادات العسكرية الإيرانية لتهديدات مباشرة واضحة بإمكانية الاجتياح البري والهجوم المباشر على الإقليم بحجة إنهاء مخاطر الأحزاب المعارضة الكردية الإيرانية المتواجدة في إقليم كردستان ، و بهدف بناء نفوذ عسكري وأمني ثابت داخل الحدود العراقية على المدى المستقبلي.

مرحبا بكم في حلقة جديدة من بودكاست في عشرين دقيقة نتحدث فيها عن دوافع واسباب الانتهاكات والتجاوزات المستمرة على الاراضي العراقية وإمكانية تنفيذ التهديدات الايرانية وخاصة من قبل الحرس الثوري الايراني بتنفيذ اجتياح بري بحجة وجود مخاطر أمنية ضد المصالح الإيرانية القومية .

 

للمرة الثالثة بعد إندلاع التظاهرات الإيرانية تقصف إيران مقرات ومراكز الاحزاب الكردية المعارضة في إقليم كردستان العراق، حيث شن الحرس الثوري الايراني سلسلة من الهجمات الواسعة في أواخر سبتمبر الماضي على مجموعة مناطق في محافظة السليمانية واربيل، كما تكرر الهجوم في أواسط نوفمبر الجاري، وللمرة الثالثة وقع هجوم إيراني عنيف مساء الاثنين الماضي، والذي استهدف مقرات الحزب الديمقراطي الكردستاني الايراني في قضاء كويسنجق شمال أربيل، ومخيم جيزنيكان للاجئين الكُرد الايرايين قرب أربيل، إضافة إلى استهداف مقر "الكوملة" المعارض في منطقة زركويز ضمن محافظة السليمانية.

وبعد العملية أعلنت العلاقات العامة للقوى البرية لحرس الثورة في ايران ان قواتنا دمرت ما تبقى من مقار ومراكز المؤامرة في الاقليم في شمال العراق، وأكدت ان قوات الحرس الثوري  دمرت مكان تواجد وتدريب وتنظيم الخلايا الإرهابية الانفصالية المعادية لإيران في الاقليم بحسب تعبير بيان الحرس الثوري .

وأدانت القيادة المركزية  للقوات الامريكية الضربات الصاروخية الايرانية على اربيل باعتبارها هجمات عشوائية وغير قانونية تعرض استقرار العراق والشرق الاوسط الى الخطر

كما دعت بعثة الامم المتحدة الى ايقاف الهجمات والانتهاكات المتكررة في العراق والتي تزيد من التوتر وتسبب الكوارث واللجوء الى الادوات الدبلوماسية المؤسسية أفضل لمعالجة المشاكل من اللجوء للعنف أو القوة .

وأدانت حكومة اقليم كردستان بأشد العبارات الهجوم الذي شنته الجمهورية الإسلامية الإيرانية الليلة الماضية على إقليم كوردستان، واكدت ان الانتهاكات الإيرانية المتكررة التي تمس سيادة العراق وإقليم كوردستان غير مبررة، وتشكل انتهاكاً صارخاً للأعراف الدولية وعلاقات حسن الجوار".  واضاف بيان حكومة الاقليم  "وإذ ندعو إيران إلى وقف هذه الحملة ضد إقليم كوردستان، فإننا نؤكد أن الاستقرار لن يتحقق من خلال العنف على الإطلاق، كذلك دعت حكومة إقليم كوردستان أصدقاءها وشركائها في بغداد والأمم المتحدة والمجتمع الدولي بصورة عامة، إلى اتخاذ موقف واضح وصريح تجاه الاعتداءات الإيرانية المستمرة."

 

و جاء القصف الإيراني الأخير بعد أيام من زيادة قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الايراني "اسماعيل قااني" إلى العراق، ولقائه بالمسؤولين العراقيين وقيادات دينية معينة، وقد أعلنت وكالة "أسيوشييتد برس" أن قااني هدد خلال زيارته الى بغداد بتنفيذ عملية عسكرية برية شمال العراق إن لم يحصن الجيش العراقي الحدود المشتركة ضد الجماعات الكردية المعارضة، كما طالب القيادي الايراني بضرورة نزع سلاح الجماعات الكردية المعارضة لإيران في شمال العراق" في تهديد واضح وصريح و خطير للدولة العراقية.

وأكد مسؤولون عراقيون للوكالة أن عملية كهذه في حال تنفيذها ستكون غير مسبوقة في العراق وستفاقم التداعيات الإقليمية في ظل الاضطرابات التي تشهدها إيران داخليا وتعتبرها مؤامرة خارجية، كما أن العملية ستشكل تحدياً حقيقياً للحكومة العراقية الجديدة المقربة من أطراف الإطار التنسيقي الموالي لإيران والتي ستكون في موقف محرج وعاجز عن الدفاع عن السيادة العراقية.

يقول الباحث في الشأن الإيراني الدكتور  "فراس إلياس" في تغريدة له على موقع تويتر حول هذه النوايا الايرانية : أن إيران ستنفذ عملية عسكرية داخل إقليم كردستان العراق عاجلا أم آجلا، وقد تمتد لعمق ٣٠ كم، على ذات النموذج التركي، وزيارات مسؤوليها للعراق ليست إلا مقدمة لتبرير ما قد يحصل، علما بأن الهدف ليس إبعاد المعارضة الكردية عن الحدود، وإنما لتحويل مناطق كردستان إيران لمنطقة عسكرية مسيطر عليها".

و بعكس التيارات والأحزاب والفصائل المسلحة العراقية الموالية لإيران والتي تعمل على تنفيذ الاجندة الايرانية وتنفيذ سياساتها، يبدو أن إيران لا تكترث لهذه الأطراف بقدر تركيزها على تحقيق مصالحها و أهدافها وتوسعة نفوذها الجغرافي داخل دول المنطقة بحجة مواجهة المخاطر الامنية، حيث تعمل إيران خلال الفترة الاخيرة على خلق الحجج والمبررات لاستمرار الهجمات واستهداف أراضي إقليم كردستان، ومن ضمن هذه المحاولات نشرت وكالة الأنباء الايرانية الرسمية "إرنا" لتصريحات منسوبة لمستشار الأمن القومي السابق للبيت الابيض "جون بولتون" يقول فيها أن المحتجين في ايران يستخدمون أسلحة مستوردة من قواعد عسكرية ومن أماكن في كردستان العراق" كتحريض إعلامي إيراني على إقليم كردستان ، و قد سارعت حكومة إقليم كردستان إلى نفي هذه الاتهامات والتأكيد أن حكومة الإقليم لم ولن تسمح أو تفسح المجال أو الطريق بأي شكل من الأشكال للعبث بأمن أية دولة جارة عبر أراضي إقليم كردستان والتأكيد على ان هذه الاخبار عارية عن الصحة ومجرد أكاذيب.

تعمل إيران من خلال استغلال ضعف الحكومة العراقية وعجز حكومة إقليم كردستان عن ردع هذه الانتهاكات، أن تعمل بصورة تدريجية على بناء نفوذ بري داخل الحدود العراقية وفرض الأمر الواقع بحجة وجود مخاطر أمنية تستهدف الامن القومي الايراني، ويبدو أن الاحتجاجات الداخلية الايرانية التي تطالب بإيقاف التدخلات الخارجية لم تنجح في كبح جماح القيادة الايرانية وإقناعهم  بضرورة التركيز على الاهتمام بالداخل الايراني وإنهاء التدخلات والنشاطات الخارجية، بل يبدو انها ساهمت بفتح شهية النظام الايراني أكثر للتوسع أكثر والإصرار على السير على هذا النهج في تصدير الثورة بالقوة والعنف، حيث يُمارس النظام الإيراني العنف واستخدام القوة المفرطة ضد مواطنيه داخل إيران، كما أنه ينشر الرعب والخوف في الخارج عن طريق القصف المستمر للحرس الثوري على الأراضي العراقية وتخويف العراقيين ونشر الرعب بين المواطنين المدنيين الذين يسكنون في أماكن قريبة على مناطق القصف الايراني المستمر عن طريق الصواريخ والطائرات المسيرة الانتحارية .

وبخصوص هذه النقطة نتحدث مع الدكتور غازي فيصل مدير المركز العراقي للدراسات الاستراتيجية، ونسأله أولا:

كيف ترى تحركات قائد فيلق القدس الايراني "اسماعيل قااني" الأخيرة وتهديداته بالاجتياح البري في ظل الحكومة الجديدة التي أكدت مرارا على قدرتها على حماية سيادة العراق والرد على الاعتداءات والانتهاكات الخارجية ؟

 

الدكتورغازي فيصل : " من المؤكد ان الصواريخ التي تطلق من الحرس الثوري الايراني نحو اربيل والسليمانية ومناطق مختلفة من كردستان العراق و قصف حلفاء ايران من الكتائب المسلحة لمحطة انتاج الغاز ومساقي النفط في اربيل وغيرها من المنشئات الحيوية كالمطار تحت ذرائع لا تستند الى حقائق ، بالتأكيد هذه التدخلات العسكرية ، هذا القصف الصاروخي والطائرات المسيرة والمدافع الثقيلة بعيدة المدى تحت ذريعة وجود قوات أو تنظيمات مسلحة من الحزب الديموقراطي الكردستاني الايراني ، كلها معلومات مزيفة وأهداف غير واقعية تشكل انتهاك لميثاق الأمم المتحدة الذي يشير بوضوح في المادة ٤ فقرة ٢ من الميثاق ومختلف مفردات أو تفاصيل هذه المادة المهمة بعدم السماح من قبل المجتمع الدولي للجوء في حالة وجود منازعات أو اختلافات عدم اللجوء الي حرب والقوة "

 

 

 

شاهو :" كيف يمكن تقييم هذه التهديدات والإستهدافات الإيرانية المستمرة في ظل القوانين والأعراف الدولية التي تؤكد دائما على اللجوء الى السبل الدبلوماسية لمعالجة المشاكل والنزاعات بدل اللجوء الى القوة وخاصة بصورة أحادية كما تفعل ايران ؟ "

 

 

الدكتورغازي فيصل : " ايران اليوم مع الأسف تلجأ الى القوة المسلحة الغاشمة لقصف مدن ومناطق ومنشئات آمنة مدنية وتستهدف سكان مدنيين في مدارسهم في كوي  وغيرها منهم من هم أطفال ومدارس ابتدائية او متوسطة تحت ذزائع وتهم باطلة كما أشرت مما يشكل أيضا انتهاك للقانون الدولي الانساني واتفاقية جنيف التي تمنع الدول في حالة نشوب حرب من توجيه القصف والعدوان على المدن والمناطق المدنية المأهولة بالسكان وتحرم استهداف المدنيين والمنشئات المدنية ، ما تقوم به ايران اذا يعتبر انتهاك كما أشرت للميثاق والقانون الدولي الانساني والقانون الدولي لحقوق الانسان وهي تتصرف لتصدير مشاكلها الداخلية وفشل نظام ولاية الفقيه في ضمان الاستقرار والتوازن والشراكة الديموقراطية بين الأكراد والآذاريين والتركمانستان و البلوش والعرب وحتى الفرس في ايران وبالتالي النظام الايراني اليوم يضم أكثر من سبع ملايين انسان عاطل عن العمل و ٣٥ مليون انسان ايراني تحت مستوى خط الفقر بسبب السياسات الاقتصادية الفاشلة والسياسات الحروب التي استنزفت أكثر من ٨٠٠ مليار دولار في المنطقة سواء على الصعيد التسلح بكلفة ٥٠٠ مليار دولار أو على الصعيد تغذية الكتائب المسلحة والحروب الاقليمية ٣٠٠ مليار دولار "

 

شاهو : " وأخيرا هل تستطيع إيران ان تؤثر على مسار الاحداث داخل أراضيها وفي العراق من خلال اتباع هذه الخطوات التي تُجسد عقلية الحرس الثوري في خرق سيادة باقي الدول وعدم احترامها المؤسسات الرسمية والسلطات الرسمية لدول الجوار؟ "

 

 

 

 

الدكتورغازي فيصل : " اذا يفترض من ايران ان تحمي حدودها ولا تطلب من العراق ان يوفر الحماية لهذه الحدود ان تحمي ايران حدودها وان لا تقوم بقصف المدن الآمنة والمنشئات المدنية في اقليم كردستان وغيره ولا تذهب الى اعلان تهديدات بالعدوان المسلح الذي يشكل انتهاك للسيادة والاستقلال وبالتالي انتهاك كما أشرت للقانون الدولي والميثاق "

 

شاهو : " وعلى الرغم من تكرار الاستهدافات الايرانية والتهديد المباشر والصريح لقيادي إيراني بتنفيذ عمليات برية دون الاكتراث بالسيادة العراقية، إلا أن الحكومة العراقية لم تتخذ أي اجراءات للرد على هذه التجاوزات الايرانية، وخاصة ان الخارجية العراقية قد أدانت سابقا بعباراتٍ شديدةٍ ومُكَرَّرة، ما أقدم عليه الجانب الإيرانيّ من عمليات القصف المدفعي وبالطائرات المسيرة، وأكدت على اتخاذ الإجراءات الدبلوماسيَّة عالية المستوى في هذا الجانب، غير متوانيةٍ عن حفظ وصون سيادة العراق، وبما يُعَزِّز أمنَ شعبه، دون تحول هذه الوعود والتصريحات إلى أية خطوات فعالة على أرض الواقع أو التهديد بتفعيل الورقة الاقتصادية التي في حال استمرار إيران في انتهاك السيادة العراقية من الممكن أن تلعب دورا حقيقيا في اقناع ايران ودفعها باحترام السيادة العراقية وخاصة ان ايران ترى في العراق الرئة الاقتصادية التي من الممكن ان تتنفس منها وتتجاوز العقوبات المفروضة عليها عن طريق السيطرة والاحتكار على السوق العراقية وبالتالي بامكان السلطات العراقية استغلال هذه النقطة في ردع الجانب الايراني ودفعه لإيقاف هذه الانتهاكات المستمرة التي تعطي انطباعا سلبيا حول قدرة العراق وتقلل من قيمة المؤسسات الرسمية لدى مواطنيهولدى المحيط الاقليمي والخارجي.

ويبدو أن الحضور العسكري الايراني في حال تحوله الى اجتياح بري للعراق وبناء قواعد عسكرية ثابتة ستؤدي لمضاعفة التدخلات السياسية الايرانية داخل البلاد، كما أنه سوف يساهم في تقويض مباشر لكيان إقليم كردستان وتهديد مباشر للسلطات الرسمية، حيث سيفتح هذه الخطوة المجال أمام الجانب الإيراني للتدخل بصورة اعمق واتخاذ اي خطوات عسكرية او أمنية بصورة أحادية  بحجة مواجهة المخاطر الأمنية.

ولكن يبدو أن ايران تخشى من المشاريع الوطنية في المنطقة وخاصة العراق الذي يشكل ساحة مفتوحة أمام السياسات الايرانية وسوقا استهلاكيا كبيرا للمنتجات التي تأتي من طهران والتي نجحت بصورة كبيرة في احتكار السوق العراقي، اضافة الى قطاع الطاقة والاعتماد العراقي الكامل على الغاز الإيراني، ونتيجة لذلك تعمل إيران على عرقلة المشاريع الوطنية وقد تجسد ذلك من خلال قصف منزل رجل الأعمال الكردي (الشيخ باز) الذي كان منشغلا بتطوير قطاع الطاقة في العراق ويبدو أن هذه الأمور تشكل خطرا على المخططات الإيرانية ومستقبل نفوذها داخل العراق وهي تعمل على تقويض اي مشاريع سياسية او متعلقة بالطاقة او اقتصادية وافشالها بصورة سريعة حتى لا تؤثر على المصالح الايرانية على المدى المستقبلي .

 

الى هنا ننتهي من حلقة هذا الاسبوع من بودكاست في عشرين دقيقة تحدثنا فيها عن دوافع ايران من الانتهاكات والقصف المتسمر الذي يستهدف اراضي اقليم كردستان والتهديدات الأخيرة بتنفيذ اجتياح بري والأهداف الايرانية التي ترغب ببناء نفوذ طويل الأمد على الجانب الاقتصادي والسياسي والأمني وفرض واقع جديد داخل الأراضي العراقية بحجة مواجهة المخاطر الأمنية وفي سبيل تصدير أزماتها الداخلية الى الخارج ، شكرا لكم لحسن الاستماع والى اللقاء في الحلقات القادمة .


قائمة الحلقات