ما هي العقيدة النووية الروسية الحالية؟
نقلت وكالات أنباء روسية عن المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، قوله إن تصعيد واشنطن للحرب في أوكرانيا وتصرفات “الغرب الجماعي” جعلت من الضروري أن تراجع روسيا عقيدتها النووية.
وقال بيسكوف للوكالات إن المراجعات تأتي “على خلفية التحديات والتهديدات التي تثيرها دول ما يسمى بالغرب الجماعي”.
وأضاف أن موسكو تأخذ في الاعتبار إمكانية استخدام أوكرانيا للأسلحة طويلة المدى التي زودتها بها الولايات المتحدة في هجماتها في عمق الأراضي الروسية.
ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن بيسكوف قوله “من الواضح أن الأوكرانيين سيفعلون هذا. نحن نأخذ كل هذا في الاعتبار”.
ما مدى خطورة هذه الخطوة؟
تعليقاً على هذا الموضوع المستجد، تواصلت “أخبار الآن” مع الدكتور باسل الحاج جاسم، الباحث في العلاقات الروسية الاطلسية والقوقاز، للوقوف عند تداعيات هذا القرار الروسي، وما سيترتب عنه.
وقد رأى الحاج جاسم أن تعديل العقيدة النووية الروسية قد يؤدي إلى العديد من العواقب أو التداعيات من بينها زيادة التوتر العالمي خصوصًا بعد التهديدات المباشرة التي سبق أن أطلقها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالإضافة إلى خطر نشوب صراع نووي.
وقال عبر “أخبار الآن”: تعديل العقيدة النووية يعني تخفيف القيود على استخدام الأسلحة النووية وهو ما يؤدي إلى نشوب صراع نووي حتى لو كان ذلك بشكل غير مقصود.
ومن بين التداعيات الأخرى التي تحدث عنها الباحث هي سباق جديد إلى التسلح النووي، وقال: تعديل روسيا لعقيدتها النووية قد يدفع دول أخرى إلى تطوير ترسانتها النووية وتحديث عقائدها النووية.
أما بالنسبة للتعديلات المتوقعة، أردت الحاج جاسم: قد يكون من الصعب على وجه الدقة تحديد التعديلات التي قد تدخلها روسيا على عقيدتها النووية لكن قد تكون من بينها أمور تتعلق بتوسيع الظروف التي تسمح باستخدام الأسلحة النووية، أي قد يتم توسيع قائمة الأسباب التي تبرر استخدامها وقد يكون هناك تخفيف للقيود على الاستخدام الاستباقي للأسلحة النووية.
وأضاف: قد يكون هناك زيادة لعدد الأسلحة النووية الجاهزة للإطلاق بالاضافة الى تطوير أنظمة توصيل جديدة يمكنها حمل الأسلحة النووية.
الأكثر حسماً
وكانت وسائل إعلام رسمية قد نقلت في وقت سابق عن نائب وزير الخارجية الروسي سيرجي ريابكوف قوله إن روسيا ستجري تغييرات على عقيدتها بشأن استخدام الأسلحة النووية ردًا على ما تعتبره تصعيدًا غربيًا في الحرب في أوكرانيا.
وتنص العقيدة النووية الحالية، المنصوص عليها في مرسوم أصدره الرئيس فلاديمير بوتين في عام 2020، على أن روسيا قد تستخدم الأسلحة النووية في حالة وقوع هجوم نووي من قبل عدو أو هجوم تقليدي يهدد وجود الدولة.
وحث بعض الأشخاص بين المحللين العسكريين الروس بوتين على خفض عتبة الاستخدام النووي من أجل “إيقاظ” أعداء روسيا في الغرب.
وقال بوتين في يونيو حزيران إن العقيدة النووية “أداة حية” يمكن أن تتغير، اعتمادًا على الأحداث العالمية.
وبحسب رويترز فإن تعليقات ريابكوف هي أوضح بيان حتى الآن بأن التغييرات ستتم بالفعل.
ونقلت وكالة أنباء تاس عن ريابكوف قوله “العمل في مرحلة متقدمة، وهناك نية واضحة لإجراء التصحيحات”. وقال إن القرار “مرتبط بمسار التصعيد لخصومنا الغربيين” فيما يتعلق بالصراع في أوكرانيا.
وتتهم موسكو الغرب باستخدام أوكرانيا كوكيل لشن حرب ضدها، بهدف إلحاق “هزيمة استراتيجية” بروسيا وتفكيكها.
في حين تنفي الولايات المتحدة وحلفاؤها ذلك، قائلين إنهم يساعدون أوكرانيا في الدفاع عن نفسها ضد حرب العدوان على الطراز الاستعماري من قبل روسيا.
وقال بوتين في اليوم الأول من الغزو الروسي الكامل لأوكرانيا في فبراير 2022 إن أي شخص يحاول عرقلة أو تهديد ذلك سيعاني “عواقب لم تواجهها أبدًا في تاريخك”.
ومنذ ذلك الحين، أصدر سلسلة من التصريحات الإضافية التي يعتبرها الغرب تهديدات نووية، وأعلن عن نشر أسلحة نووية تكتيكية روسية في بيلاروسيا.
ولم يردع ذلك الولايات المتحدة وحلفائها عن تكثيف المساعدات العسكرية لأوكرانيا بطرق كانت لا يمكن تصورها عندما بدأت الحرب، بما في ذلك تزويدها بالدبابات والصواريخ بعيدة المدى وطائرات مقاتلة من طراز F-16.