غارات إسرائيلية على مخازن أسلحة لحزب الله في شرق لبنان
استهدفت غارات اسرائيلية مساء الاثنين، مخازن أسلحة تابعة لحزب الله في شرق لبنان، كما أفاد مصدر مقرب من الحزب، أدّت إلى إصابة ثمانية أشخاص بجروح، وذلك بعيد مقتل جندي إسرائيلي ومقاتلين اثنين من حزب الله، كما أعلن الجانبان.
ومنذ الثامن من تشرين الأول/أكتوبر غداة بدء الحرب في قطاع غزّة إثر هجوم غير مسبوق لحركة حماس على جنوب إسرائيل، يتبادل حزب الله المدعوم من إيران القصف مع إسرائيل بصورة شبه يومية عبر الحدود “إسناداً” لغزة و”دعماً لمقاومتها”.
وأفادت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية عن “تعرض بلدات في قضاء بعلبك” في منطقة البقاع في شرق لبنان “لثلاث غارات إسرائيلية معادية مساء” الاثنين، بدون ان تحدّد ما الذي طالته.
وأكّد مصدر مقرب من حزب الله، مفضلاً عدم الكشف عن هويته، أن “الغارات الإسرائيلية في منطقة البقاع في شرق لبنان استهدفت مخازن أسلحة تابعة لحزب الله”.
في وقت سابق الاثنين، أعلن الجيش الاسرائيلي مقتل أحد جنوده “خلال القتال” في منطقة شمال إسرائيل.
ونعى حزب الله من جهته في بيانين منفصلين اثنين من مقاتليه قضيا “على طريق القدس”، وهي العبارة التي يستخدمها منذ بدء التصعيد لنعي مقاتليه الذين يقتلون في جنوب لبنان.
وكانت وزارة الصحة اللبنانية أفادت في وقت سابق عن “استشهاد شخصين” في “غارة للعدو الإسرائيلي على بلدة حولا هذا الصباح”. وقال الجيش الاسرائيلي من جهته إنه قصف مقاتلين من حزب الله الاثنين “في منطقة حولا”.
وأفادت الوزارة في وقت لاحق عن مقتل شخص آخر بغارة اسرائيلية “بمسيرة (…) استهدفت سيارة في بلدة دير قانون راس العين في قضاء صور” في جنوب لبنان، لم تحدّد هويته.
غارات إسرائيلية تستهدف مخازن أسلحة ﻟـ"حزب الله" في وادي #البقاع اللبناني#أخبار_الآن#لبنان pic.twitter.com/MolWHgtSYK
— Akhbar Al Aan أخبار الآن (@akhbar) August 19, 2024
إفلات من العقاب
في وقت سابق الاثنين، أعلن حزب الله أن عناصره شنّوا “هجوماً جوياً مُتزامناً بأسراب من المسيرات الانقضاضية” على موقعين عسكريين أحدهما ثكنة قرب مدينة عكّا الساحلية على بعد نحو 15 كيلومتراً من الحدود، والثاني قاعدة لوجستية.
وأشار بيان حزب الله إلى أن هجوم المسيّرات جاء “ردّاً على الاعتداء والاغتيال الذي نفذه العدو الإسرائيلي في منطقة قدموس” في منطقة صور في جنوب لبنان، فيما كان الجيش الاسرائيلي قال السبت إن قواته “قضت” على “قائد” في قوة الرضوان في حزب الله في غارة جوية على منطقة صور.
واضاف الجيش الإسرائيلي أن منظومة الدفاع الجوي التابعة له اعترضت “أهدافاً جوية مشبوهة آتية من لبنان” ونجحت بإسقاط بعضها في منطقة يعارا في الجليل الغربي.
وأعلن حزب الله ليل الأحد الاثنين أن مقاتليه استهدفوا “بالأسلحة الصاروخية وقذائف المدفعية” جنوداً إسرائيليين عند رصد “تسلّل” مجموعة منهم قرب الحدود، ما أجبرهم على التراجع.
وارتفع منسوب التوتّر في الفترة الأخيرة بعد مقتل القائد العسكري البارز في حزب الله فؤاد شكر بغارة اسرائيلية في الضاحية الجنوبيّة لبيروت.
وقتل شكر قبل ساعات من اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس اسماعيل هنيّة في طهران في ضربة نسبت الى إسرائيل. وتوعّدت طهران وحزب الله بالردّ على مقتلهما.
وعلى وقع استمرار التصعيد، قال منسق الشؤون الانسانية للأمم المتحدة في لبنان عمران ريزا في بيان إنه لا يزال “نحو 150 ألف شخص يعيشون في مناطق وقرى تتعرض للضربات المدفعية والهجمات الجوية يومياً” في جنوب لبنان.
وأشار إلى أن “الملايين يسترجعون ذكريات أليمة من حرب 2006، ويخشون من مخاطر أي تصعيد محتمل”.
وبحسب المنظمة الدولية للهجرة، فقد نزح أكثر من 110 آلاف شخص من جنوب لبنان منذ تشرين الأول/أكتوبر بسبب التصعيد. وتقول السلطات الإسرائيلية من جهتها إن نحو 100 ألف نزحوا من شمال اسرائيل.
وأوضح ريزا أنه في لبنان “قُتل 21 مسعفاً كانت مهمتهم إنقاذ الآخرين” في التصعيد، مضيفا أن “الإفلات الواضح من العقاب الذي ارتكبت به هذه الأعمال” يظهر “تجاهلاً مقلقًا للقانون الدولي الإنساني”.
وأدّى التصعيد عبر الحدود إلى مقتل 585 شخصا على الأقل في لبنان، غالبيتهم مقاتلون من حزب الله وما لا يقل عن 128 مدنياً، وفق تعداد لوكالة فرانس برس، استنادا إلى السلطات اللبنانيّة وبيانات نعي الحزب والمجموعات الأخرى.
وأعلنت السلطات الإسرائيليّة مقتل 23 عسكريّا و26 مدنيّا على الأقلّ منذ بدء التصعيد، بينهم 12 في الجولان السوري المحتلّ.