أكثر من 130 قتيلًا على الأقل في هجوم موسكو

ارتفعت حصيلة قتلى الهجوم على صالة للحفلات الموسيقية في ضاحية موسكو الجمعة، إلى 133 على الأقل، وأعلن تنظيم داعش مسؤوليته عن الهجوم.

وأكد الأمن الروسي أنه “يبحث” عن المهاجمين ولم يحدد إذا كان المشتبه بهم لا يزالون في المبنى حتى الساعة الثامنة مساء بتوقيت غرينتش.

وأعلن تنظيم داعش الذي استهدف روسيا مرات عدة، في بيان على تلغرام أن مقاتليه “هاجموا تجمعا كبيرا في محيط العاصمة الروسية موسكو”.

وعبر وكالة أعماق نشر داعش بيانًا إضافيًا، يُعلن فيه مسؤوليته عن الهجوم، فيما نشر صور المهاجمين.

أكثر من 130 قتيلًا في هجوم موسكو.. وداعش يعلن مسؤوليته عن الهجوم

ونددت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا بهذا “الاعتداء الإرهابي الدامي” و”الجريمة الفظيعة”، فيما أعلنت اللجنة المكلفة التحقيقات الجنائية الكبرى في البلاد أنها “فتحت تحقيقا جنائيا في عمل إرهابي”.

وقع الهجوم الذي نفذه عدد من المسلحين في المساء في قاعة كروكوس سيتي هول، وهي قاعة للحفلات الموسيقية تقع في ضاحية كراسنوغورسك في شمال غرب العاصمة الروسية.

وشاهدت صحافية في وكالة فرانس برس المبنى وقد اجتاحه حريق كبير، وتصاعدت أعمدة من الدخان الأسود من سطحه، فضلا عن انتشار كثيف جدا للشرطة وخدمات الطوارئ.

وقال أليكسي، وهو منتج موسيقي كان في غرفة تبديل الملابس وقت الهجوم، لفرانس برس “قبل البداية مباشرة، سمعنا فجأة عدة رشقات نارية من أسلحة رشاشة وصراخ امرأة ثم الكثير من الصراخ”.

وأضاف الشاهد أنه رأى الجمهور يتدافع سعيا للهرب.

ووفق صحافي من وكالة أنباء ريا نوفوستي العامة، اقتحم أفراد يرتدون ملابس مموهة قاعة الحفل قبل أن يفتحوا النار ويلقوا “قنبلة يدوية أو قنبلة حارقة، ما تسبب في نشوب حريق”.

انتشر الحريق على مساحة تقارب 13 ألف متر مربع في المبنى، بحسب وزارة حالات الطوارئ.

وقال صحافي ريا نوفوستي “ارتمى الأشخاص الموجودون في القاعة أرضا للاحتماء من إطلاق النار لمدة 15 إلى 20 دقيقة، وبعد ذلك بدأوا بالزحف للخروج. وتمكن كثيرون من الخروج”.

مسلحون

من جهته، قال المتحدث باسم الرئاسة ديمتري بيسكوف إن الرئيس فلاديمير بوتين يتلقى “باستمرار” مستجدات الهجوم، وتم إبلاغه “منذ الدقائق الأولى” لوقوعه.

نقلت وكالة إنترفاكس للأنباء عن أجهزة الطوارئ أن “مجموعة من شخصين إلى خمسة أشخاص مجهولي الهوية يرتدون زيا تكتيكيا ومسلحين بأسلحة رشاشة… فتحوا النار على عناصر الأمن عند مدخل قاعة الحفلات الموسيقية” ثم “بدأوا بإطلاق النار على الجمهور”.

أكثر من 130 قتيلًا في هجوم موسكو.. وداعش يعلن مسؤوليته عن الهجوم

ونشرت قناتا “بازا” و”ماش”، المعروفتان بقربهما من الشرطة، على تطبيق تلغرام مقاطع فيديو تظهر مسلحين اثنين على الأقل يتقدمان في القاعة، وأخرى تظهر جثثا ومجموعات من الأشخاص يندفعون نحو المخرج.

وتظهر صور أخرى متفرجين يختبئون خلف مقاعد أو يغادرون قاعة الحفلات الموسيقية.

وبحسب وزارة الطوارئ الروسية، تمكن عناصر الدفاع المدني من إجلاء حوالى مئة شخص كانوا في الطبقة السفلية من قاعة الحفلات الموسيقية. والعمليات جارية “لإنقاذ أشخاص من سطح المبنى باستخدام معدات الرفع”.

وأعلن رئيس بلدية موسكو سيرغي سوبيانين إلغاء جميع الفعاليات العامة. كما أعلنت المتاحف والمسارح الرئيسية في العاصمة إغلاق أبوابها.

وذكرت وكالة تاس أن الهجوم وقع خلال حفل موسيقي لفرقة الروك الروسية بيكنيك.

هجوم “شنيع”

من جهته، قدم البيت الأبيض تعازيه، وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي جون كيربي “نبدي تعاطفنا مع ضحايا هذا الهجوم المروع. الصور مروعة وتصعب مشاهدتها”.

أكثر من 130 قتيلًا في هجوم موسكو.. وداعش يعلن مسؤوليته عن الهجوم

ودانت فرنسا وإيطاليا الهجوم “الشنيع”، وأعربت إسبانيا والاتحاد الأوروبي عن “الصدمة والفزع”.

ونفت أوكرانيا “أي علاقة لها” بالهجوم، وقال مستشار الرئاسة ميخايلو بودولياك عبر تلغرام “لنكن واضحين، أوكرانيا ليست لها أي علاقة بهذه الأحداث”.

كما أكد “فيلق حرية روسيا” المؤلف من مقاتلين روس يحاربون إلى جانب أوكرانيا، في بيان أن “الفيلق ليس في حالة حرب مع الروس المسالمين”، متهما قوات الأمن الروسية بالتخطيط للهجوم.

من جهتها، اتهمت الاستخبارات العسكرية الأوكرانية الأجهزة الخاصة الروسية بالتخطيط للهجوم، معتبرة أنه “يجب أن يُفهم على أنه تهديد من بوتين لإثارة التصعيد وتوسيع الحرب” الجارية منذ أكثر من عامين.

أما الرئيس الروسي السابق ونائب رئيس مجلس الأمن القومي ديمتري مدفيديف فقال إن بلاده “ستقضي” على القادة الأوكرانيين إذا تبين أنهم مسؤولون عن الهجوم الدامي.

وكانت السفارة الأمريكية في روسيا قد حذّرت مواطنيها قبل أسبوعين من أن “متطرفين لديهم خطط وشيكة لاستهداف تجمعات كبيرة في موسكو، بما في ذلك الحفلات الموسيقية”.

وقالت ماريا زاخاروفا الجمعة “إذا كانت لدى الولايات المتحدة أو إذا حصلت على بيانات موثوقة حول هذا الموضوع، فيجب عليها نقلها على الفور إلى الجانب الروسي”.

شهدت روسيا هجمات عدة في الماضي ارتكبتها جماعات إسلامية متطرفة، كما شهدت عمليات إطلاق نار من دون دوافع سياسية أو منسوبة إلى أشخاص غير متوازنين نفسيا.

في عام 2002، احتجز مقاتلون شيشانيون 912 شخصا رهائن في مسرح دوبروفكا بموسكو للمطالبة بانسحاب القوات الروسية من الشيشان.

وانتهت عملية احتجاز الرهائن بهجوم شنته القوات الخاصة أسفر عن مقتل 130 شخصا، جلهم قضى اختناقا بالغاز الذي استخدمته الشرطة.