تعاون عسكري بين الأمن الصومالي والمخابرات الوطنية لردع جماعة الشباب

تمكنت القوات الحكومية الصومالية من تدمير معاقل عناصر جماعة “الشباب، المنصفة إرهابيًا، في قرية يوسف نفقو (Yuusuf Nafaqow)، واستعادة العديد من القرى كانت قد حررتها من سيطرة الجماعة في عام 2022، قبل أنّ تنسحب منها تحت ضغط الهجوم المضاد.

وشاركت قوات الأمن الصومالي وفرقة هرمعد (Haramcad) ووكالة المخابرات الوطنية (NISA)، في العملية العسكرية في منطقة الغابات بين بلدتي جلب ماركا (Jilib Marka) وبولو ناجي (Buulo Nagey) في محافظة شبيلى السفلى في ولاية جنوب غرب الصومال، والتي تبعد 73 كم عن العاصمة مقديشو.

الجيش الصومالي يسيطر على مقرّ لجماعة الشباب في شبيلى السفلى ويعيد تحرير 20 بلدة

وذكر الإعلام الحكومي، أنّ العملية استندت إلى معلومات وردت لوكالة المخابرات الصومالية عن أماكن مخابئ عناصر الجماعة في مناطق شجرية بين بلدتي جلب ماركا وبولو ناجي، وقام الجيش بالتأكد من صحة تلك المعلومات، وتقدمت القوات لاستطلاع أماكن تواجد الجماعة في المنطقة، ومنها الغابات التي عادة ما يتخذها عناصر الجماعة ساترًا لنشاطاتهم. وبدأت العملية بشن القوات الحليفة غارات جوية على تمركزات الجماعة، ثم تقدمت القوات الحكومية إلى مناطق الغابات والتحمت مع الإرهابيين.

الجيش الصومالي يسيطر على مقرّ لجماعة الشباب في شبيلى السفلى ويعيد تحرير 20 بلدة

منطقة جلب ماركا (Jilib Marka) في مقاطعة مركا حيث تنشط جماعة الشباب.

وقال ضابط في قوات الشرطة العسكرية، المسؤولة عن أمن العاصمة، لـ”أخبار الآن”، إنّ “هذه المناطق التي تعمل فيها القوات الحكومية تتبع مقاطعة مركا القريبة نسبيًا من مدينة مقديشو، وعليه، فإن وجود عناصر إرهابية فيها، يشكل تهديدًا على سكان العاصمة”.

الجيش الصومالي يسيطر على مقرّ لجماعة الشباب في شبيلى السفلى ويعيد تحرير 20 بلدة

وأضاف الضابط الذي طلب حجب هويته، أنّ “وكالة المخابرات الوطنية وفرقة هرمعد تنفذ دوريًا عمليات واسعة النطاق في المناطق الواقعة بين مدينتي مقديشو وماركا، لتطهير الطريق الرابط بينهما، واكتشاف العربات المفخخة التي تجهزها جماعة الشباب في مناطق سيطرتها، لاستهداف العاصمة، مستفيدين من قصر المسافة بينهما”.

وخلال الأيام القليلة الماضية كثفت القوات الحكومية عملياتها ضدّ معاقل الجماعة، واستعادت بدعم من قوات العشائر “معويسلي” الرديفة أكثر من 20 بلدة في مناطق جنوب محافظة مدغ في ولاية غلمدغ، ومحافظة شبيلى السفلى في ولاية جنوب الغرب، التي لجأ إلى غاباتها العديد من عناصر الجماعة بعد تحرير القوات الحكومية المدن الكبيرة وضواحيها.

وتحمل العملية العسكرية في محافظة شبيلى السفلى وجهًا مختلفًا عن هجمات الكرّ والفرّ التي كان ينفذها الجيش سابقًا، حيث تحولت إلى عمليات تحرير وسيطرة على الأرض، كما كانت الأهداف في المرحلة الأولى من الحرب الحاسمة على الإرهاب، والتي تمكن خلالها الجيش من استعادة السيطرة على معظم مناطق ولايتي هيرشبيلى وغلمدغ.

ولا يزال الطريق طويلًا أمام الجيش الصومالي لتحرير محافظة شبيلى السفلى، فعلى الرغم من النجاحات الأخيرة على الأرض، مازالت الجماعة تسيطر على مساحات شاسعة في أرياف المحافظة.