في اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة.. قصص تحكي واقعا مؤلما في إيران

لطالما كانت السلطات الإيرانية تقمع الحريات وحقوق الإنسان على مدى عقود.. وزادت ممارساتها فكممت الأفواه وقيدت المرأة.

فالسجون الإيرانية مليئة بالسيدات اللواتي تم اعتقالهن لرفضهن ممارسات النظام الإيراني، ولكن بعضهن تم قتلهن والبعض الآخر ما زلن في غيابات السجون.

وفي اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة نرصد لكم أبرز القصص التي تجسد العنف الممارس من النظام الإيراني على النساء:

مهسا أميني

مهسا أميني أو جينا أميني كان مقتلها يوم 16 أيلول/سبتمبر 2022 في العاصمة طهران دليل واضح على قمع الشرطة والنظام ككل، حيث فارقت الحياة عقب إلقاء القبض عليها من قبل شرطة الأخلاق التي تتبع الحكومة الإيرانية.

أحدثت قضية مقتلها ضجة على المستويين الإيراني والعالمي، خاصة أن شرطة الأخلاق اعتقلتها بسب عدم ارتداءها للحجاب بـطريقة سليمة.

مهسا تعرضت للضرب والتعذيب بعد مقاومتها للشتائم والإهانات التي وجهت لها من قبل عناصر يتبعون شرطة الأخلاق، ثم تعرضت لنوبة قلبية ودماغية دخلت على إثرها في غيبوبة حتى أعلن خبر وفاتها بعد يومينِ على اعتقالها.

وسرعان ما أصبحت مهسا إحدى أشهر ضحايا العنف ضد المرأة في إيران.

وخلف مقتل الشابة الإيرانية غضبا كبيرًا تحول لسلسلة من الاحتجاجات التي بدأت في مدينة سقز مسقط رأسها وامتدت مع توالي الأيام لعشرات المدن بما في ذلك العاصِمة طهران وغيرها من المدن الكبيرة، كما حظيت قضيتها بصدى وردود فعل عالمية.

مهسا أميني ونرجس محمدي ونيكا شكارامي.. قصص تكشف العنف ضد المرأة في إيران

متظاهرات إيرانيات يحملن صورة مهسا أميني (غيتي)

 

نرجس محمدي

ازدادت حدة القمع الذي تمارسه الشرطة الدينية على الإيرانيين منذ وصول الرئيس المتشدد إبراهيم رئيسي إلى السلطة في يونيو/حزيران 2021.

وتعد نرجس محمدي، الحائزة على جائزة نوبل للسلام لعام 2023، شخصية بارزة في مجال حقوق الإنسان في إيران لسنوات، وعلى الرغم من وجودها في السجن بشكل شبه مستمر منذ عام 2010، إلا أنها تمكنت من نشر الانتهاكات حتى من داخل السجن، وقد تلقت عدة أحكام بالسجن منذ عام 2011 وهي حاليا في السجن بتهمة “نشر دعاية مناهضة للدولة”.

وكانت نرجس تنشط داخل إيران من أجل إلغاء عقوبة الإعدام في البلاد، وهي نائبة رئيس “مركز المدافعين عن حقوق الإنسان” الذي أسسته المحامية في مجال حقوق الإنسان شيرين عبادي، وهي بدورها حائزة جائزة نوبل للسلام عام 2003.

مهسا أميني ونرجس محمدي ونيكا شكارامي.. قصص تكشف العنف ضد المرأة في إيران

ويعد المركز مجموعة حقوقية محظورة من قبل السلطات الإيرانية، وقد أسسته شيرين عبادي، التي غادرت إيران بعد اعادة انتخاب محمود أحمدي نجاد، الرئيس الإيراني السابق عام 2009، في انتخابات مثيرة للجدل أدت إلى اندلاع موجة من المظاهرات الاحتجاجية في الشارع الإيراني، تصدت لها السلطات الإيرانية بعنف.

ويعيش زوج نرجس، الناشط السياسي تقي رحماني، في المنفى في باريس مع طفليهما، ولم يتمكنا من رؤية بعضهما بعضا منذ سنوات.

وعلى الرغم من سجنها، كتبت نرجس العام الماضي، رسالة من سجن “إيفين” في طهران، وصفت فيها تفاصيل تعرض النساء المعتقلات في الاحتجاجات المناهضة للحكومة التي كانت تجتاح البلاد آنذاك للإيذاء الجنسي والجسدي.

كما كتبت كتابا بعنوان “التعذيب الأبيض: مقابلات مع السجينات الإيرانيات”، وثقت فيه تجربتها وتجارب 12 سجينة أخرى في السجن الانفرادي.

مهسا أميني ونرجس محمدي ونيكا شكارامي.. قصص تكشف العنف ضد المرأة في إيران

زوج نرجس محمدي يحمل جائزة نيابة عنها (غيتي)

 

نيكا شكارامي

قتلت الشابة، نيكا شكارامي، بعد اعتقالها أثناء الاحتجاجات الشعبية التي اندلعت عقب وفاة مهسا أميني

ونيكا شكارامي كانت تبلغ 17 عاما، اختفت أثناء الاحتجاج. وبعد أسبوع، سلمت قوات الأمن جثتها وقد تحطم أنفها بالكامل وكسرت جمجمتها جراء عدة ضربات”.

مهسا أميني ونرجس محمدي ونيكا شكارامي.. قصص تكشف العنف ضد المرأة في إيران

وذكرت النسخة الفارسية من شبكة “بي بي سي” البريطانية أن الأسرة كانت تخطط لدفن نيكا شكارامي، لكن “جثمانها خطف ودفن في قرية على بعد 40 كيلومترا”.

وبحسب الشبكة البريطانية، فإن نيكا شكارامي اختفت لمدة 10 أيام بعد الاحتجاج ضد النظام في طهران يوم 20 سبتمبر قبل أن تعثر عليها عائلتها في مشرحة.

العنف ضد المرأة في إيران

قتل خلال العامين الماضيين في أقل تقدير 165 امرأة في أنحاء إيران، أي امرأة واحدة كل أربعة أيام، بحسب صحيفة “شرق” الإيرانية.

وفي الأثناء مازالت النساء في إيران عرضة لأبشع أنواع الاضطهاد والتنكيل سواء في محطيهن العائلي أو في حال تمردن على الضوابط المشددة المفروضة على لباسهن، في حين يحتل نظام الملالي المرتبة الأولى عالميا في تفشي العنف الأسري ضد المرأة وهو أيضا الأوّل في تنفيذ أحكام الإعدام بحق النساء.

مهسا أميني ونرجس محمدي ونيكا شكارامي.. قصص تكشف العنف ضد المرأة في إيران

وأفادت تقارير بأن العديد من النساء والفتيات اللواتي اعتقلن خلال الاحتجاجات تعرضن إلى تعذيب وحشي والاغتصاب من طرف رجال الأمن وضباط السجون وطالب نشطاء ومنظمات حقوقية بضرورة الكشف عن الاعتداءات التي طالت الناشطات والمتظاهرات في إيران.

ولقيت العديد من الفتيات والنساء في طهران حتفهن على يد أحد أفراد عائلاتهن فيما يعرف بـ”جرائم الشرف” وعادة ما يفرض القانون الإيراني عقوبات مخففة على مرتكبيها، ما دفع بعدد من المنظمات والنشطاء إلى التحذير من أن هذه القوانين تمثل تشجيعا على تعنيف المرأة وانتهاكا لأبسط حقوقها وقد سلّطت حادثة مقتل مونا حيدري في 5 فبراير/شباط 2022 الضوء على تفشّي العنف ضد المرأة الإيرانية.