تم تحذير صناعة النفط والغاز العالمية من أنها تواجه “لحظة الحقيقة” في محادثات COP28

تحدث الدكتور فاتح بيرول، رئيس وكالة الطاقة الدولية التابعة لوكالة الطاقة الدولية، في تقرير جديد للوكالة عن مستقبل الوقود الأحفوري، وقال إن القطاع يجب أن يختار بين المساهمة في أزمة المناخ أو “أن يصبح جزءاً من الحل”.

وفي العام الماضي، كانت شركات الوقود الأحفوري مسؤولة عن 1% فقط من الاستثمار العالمي في الطاقة المتجددة.

ونشر هذا التقرير قبل أسبوع واحد فقط من بدء قمة الأمم المتحدة للمناخ، والمعروفة أيضاً باسم COP28، ليس من قبيل الصدفة، حيث ترغب وكالة الطاقة الدولية في الضغط على الحكومات التي تحضر المؤتمر للتوصل إلى اتفاق بشأن الحد من استخدام الوقود الأحفوري.

وقال بيرول “الحقيقة غير المريحة التي يتعين على الصناعة أن تتصالح معها هي أن التحولات الناجحة في مجال الطاقة النظيفة تتطلب طلباً أقل بكثير على النفط والغاز، مما يعني تقليص عمليات النفط والغاز بمرور الوقت وليس توسيعها، ولا توجد طريقة للتغلب على هذا الأمر”.

مؤتمر COP28.. "لحظة الحقيقة" لصناعة النفط

في الفترة التي سبقت انعقاد مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (COP28)، تعرض المؤتمر لانتقادات بسبب إعطاء الأولوية لتكنولوجيا تعرف باسم احتجاز الكربون وتخزينه.

حيث يمنع احتجاز الكربون معظم ثاني أكسيد الكربون الناتج عن حرق الوقود الأحفوري في محطات الطاقة من الانطلاق إلى الغلاف الجوي، وإما إعادة استخدامه أو تخزينه تحت الأرض، لكنها عملية مكلفة ولا تزال في مهدها.

ويقول بعض النقاد إن منتجي الوقود الأحفوري يأملون في استخدام التكنولوجيا للسماح لهم بمواصلة الاعتماد على النفط والغاز، وقال الدكتور بيرول إن تحقيق الأهداف المناخية العالمية “يعني التخلي عن الوهم القائل بأن احتجاز كميات كبيرة من الكربون هو الحل”.

ويقدر التقرير أنه بناءً على الاستهلاك الحالي للنفط والغاز، سيتعين على العالم احتجاز أو إزالة حوالي 32 مليار طن من الكربون من أجل وقف ارتفاع درجات الحرارة بأكثر من 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الصناعة، والتي تعتبر عتبة رئيسية للحد من تأثيرات تغير المناخ.

وسوف تكون كمية الكهرباء اللازمة لتشغيل هذه التكنولوجيات أكبر من الطلب العالمي بالكامل على الكهرباء اليوم. وحاليًا، يتم احتجاز 45 مليون طن فقط من الكربون في جميع أنحاء العالم كل عام.

وتعد صناعة النفط والغاز واحدة من أكبر المستثمرين في مجال احتجاز الكربون وتخزينه، لكنها تعرضت لانتقادات شديدة في التقرير لعدم الاستثمار بشكل كافٍ في الطاقة المتجددة.

وتقدر إجمالي استثمارات العالم في الطاقة النظيفة بنحو 1.8 تريليون دولار، وفقاً لوكالة الطاقة الدولية. لكن منتجي الوقود الأحفوري مسؤولون عن 1% فقط بواقع 18 مليار دولار ويأتي الباقي من الحكومات والصناعات الأخرى.

وسجلت صناعة الوقود الأحفوري إيرادات بلغت 5 تريليونات دولار في عام 2022، وهو رقم قياسي. وفي وقت سابق من هذا العام تراجعت شركتا بريتيش بتروليوم وشل عن التزاماتهما السابقة بخفض إنتاج النفط بعد تحقيق أرباح قياسية.

وبالإضافة إلى انتقاد شركات الوقود الأحفوري، حذر التقرير الدول من التنقيب عن النفط كوسيلة لتوفير أمن الطاقة. وقال إن رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك منح في وقت سابق من هذا العام تراخيص جديدة للنفط والغاز في بحر الشمال كجزء من الجهود المبذولة لتحسين مرونة المملكة المتحدة في مواجهة أسواق الطاقة المتقلبة.

وقال الدكتور بيرول إنه لن يعلق على كل دولة على حدة، لكن أي مشاريع جديدة للوقود الأحفوري يتم الإعلان عنها اليوم لن تواجه “مخاطر مناخية فحسب، بل مخاطر تجارية”، لأنه بحلول الوقت الذي يصل فيه النفط إلى السوق خلال سبع أو ثماني سنوات سوف ينخفض الاستهلاك العالمي للنفط.