من هو علي بونغو رئيس الغابون الذي انقلب عليه ضباط جيشه؟

أعلنت مجموعة من كبار الضباط في القوات المسلحة الغابونية، اليوم الأربعاء، توليها السلطة وإلغاء النتائج المعلنة للتو للانتخابات الرئاسية والبرلمانية. نقلت وكالات الأنباء أن ممثلين عن الجيش أعلنوا عبر التلفزيون الوطني الانقلاب مباشرة بعد أن أعلن المركز الانتخابي لولاية غابون أن الرئيس الحالي للبلاد، علي بن بونغو أونديمبا، أعيد انتخابه لولاية ثالثة حسب نتائج الانتخابات، وحصل على 64.2% من الأصوات.

وكانت المعارضة في البلاد قد أعلنت رفضها لنتائج الانتخابات مشيرة إلى أن السلطات انتهكت القانون خلالها هذا وأعلن مجموعة من كبار الضباط في الجيش إغلاق حدود البلاد حتى إشعار آخر.

من هو الرئيس علي بونغو الذي انقلب عليه ضباط بالجيش في الغابون؟

من هو الرئيس علي بونغو؟

سياسي غابوني، شغل منصب رئيس الغابون بعد فوزه في الانتخابات الرئاسية عام 2009 .

ودرس في باريس بجامعة بانتيون سوربون, والده عمر بونغو الذي كان رئيسا للغابون منذ عام 1967 حتى وفاته عام 2009.

وخلال فترة رئاسة والده، شغل منصب وزير الشؤون الخارجية 1989-1991. وكان وزيرًا للدفاع بين عامي 1999-2009.

من هو الرئيس علي بونغو الذي انقلب عليه ضباط بالجيش في الغابون؟

في أكتوبر 2018، أصيب بونغو بجلطة دماغية بقي بعدها لمدة 10 أشهر دون ظهور علني. وعلى الرغم من استمرار معاناته من صعوبات في الحركة، قام في الأشهر الأخيرة بجولات في كل أنحاء البلاد وبزيارات رسمية إلى الخارج.

وقد نجا من محاولة انقلاب سابقة في 2019، حيث جرى اعتقال أو قتل كل مدبري محاولة الانقلاب بعد ساعات من استيلائهم على محطة الإذاعة الوطنية.

من الحكم إلى الإقامة الجبرية

على مدى 14 عاماً من توليه الرئاسة، اضطر علي بونغو إلى القتال أكثر من مرة لترسيخ سلطته التي ورثها عن والده، وهو يواجه حالياً انقلاباً يهدف إلى إنهاء حكم عائلته المستمر منذ 55 عاماً.

وقال العسكريون الذين أعلنوا قبل ساعات حلّ مؤسسات الحكم، إن الرئيس البالغ 64 عامًا “قيد الإقامة الجبرية، محاطا بأسرته وأطبائه”.

وشنّ الرئيس الذي انتُخب عام 2009 بعد وفاة والده عمر بونغو حملة ضد “الخونة” و”المنتفعين” الذين ظنوا أنه انتهى عام 2018 بعد إصابته بجلطة دماغية.

من هو الرئيس علي بونغو الذي انقلب عليه ضباط بالجيش في الغابون؟

توارى بونغو حينها عشرة أشهر في الخارج خضع خلالها إلى علاج مكثّف، وقد أضعف غيابه سلطته.

يشكّك معارضوه مذاك في قدراته العقلية والبدنية على قيادة البلاد، حتى أن البعض ادعى أن شبيها له عوّضه… لكن رغم التصلب في ساقه وذراعه اليمنى الذي يمنعه من التحرك بسهولة، حرص على بونغو على طمأنة زواره المنتظمين من دبلوماسيين وغيرهم.

صدمتان

خلال فترة ولايته الأولى، كان علي بونغو نقيض والده، حيث واجه الابن صعوبة في ترسيخ سلطته، لا سيما في مواجهة القادة الناقدين في حزبه الديموقراطي الغابوني العتيد.

وعند إعادة انتخابه عام 2016 واجه منافسة شديدة من المعارضة وفاز رسميًا بفارق 5500 صوت فقط. مثّل ذلك صدمة لحكمه، تبعتها صدمة ثانية – الجلطة الدماغية – عجلت بتآكل سلطته.

تخللت فترة نقاهته محاولة انقلاب فاشلة وغامضة نفّذتها حفنة من العسكريين في 7 كانون الثاني/يناير 2019، ومحاولة لتهميشه من مدير مكتبه النافذ بريس لاكروش أليهانغا.

منح بونغو مدير مكتبه صلاحيات واسعة بثقة عمياء، ولاكروش يقبع في السجن منذ أكثر من ثلاث سنوات، مع العديد من الوزراء وكبار المسؤولين، وجميعهم مستهدفون بحملة “مكافحة فساد”.

في الآونة الأخيرة، حاول بونغو وضع استراتيجية سياسية مثل والده: فقد ضاعف الانتقادات لأركان حكمه، واستهدف المعارضة المنقسمة.

واعتبره أنصاره “طائر فينيق نهض من الرماد” وفقًا لما نقلته وكالة “فرانس برس”، فيما اعتبر منتقدوه أنه يتعرض لضغوط من حاشيته غير الراغبة في التخلي عن السلطة بعد 55 عامًا من حكم “سلالة بونغو”.

من هو الرئيس علي بونغو الذي انقلب عليه ضباط بالجيش في الغابون؟

من الموسيقى إلى السياسة

لم يكن علي بونغو شغوفًا بالسياسة في شبابه، فقد كان مسافرًا محبا للموسيقى، وأراد أن يكون “جيمس براون الغابوني” وسجّل شريطًا بعنوان “سول، ديسكو، فانك” عام 1978.

ثم غيّر اسمه من آلان برنار بونغو إلى علي بونغو بعد قرار والده اعتناق الإسلام عام 1973.

وفي عام 1989، عرض عليه عمر بونغو، وهو في سنّ التاسعة والعشرين، وظيفة رفيعة في الشؤون الخارجية، ثم بعد عشر سنوات حقيبة الدفاع الاستراتيجية التي شغلها حتى عام 2009.