المجلس العسكري يمهل السفير الفرنسي 48 ساعة لمغادرة النيجر

أمر المجلس العسكري الحاكم في النيجر السفير الفرنسي في نيامي بمغادرة البلاد خلال 48 ساعة، وفق بيان أصدره المجلس الجمعة.

أعلنت نيامي مساء الخميس أنّ النظام العسكري الحاكم منذ الانقلاب على الرئيس محمد بازوم قبل شهر تقريباً أجاز لجيشي الجارتين بوركينا فاسو ومالي التدخّل في النيجر “في حال تعرّضت لهجوم”.

وأتى هذا الإعلان في ختام زيارة وزيرة خارجية بوركينا فاسو أوليفيا رومبا ونظيرها المالي عبدالله ديوب الخميس لنيامي حيث استقبلهما الجنرال عبد الرحمن تياني.

ويأتي هذا التطوّر في ظل استمرار احتجاز الرئيس محمد بازوم من قبل المجلس العسكري في النيجر، الذي أعلن في 26 تموز عزله، فيما تطالب فرنسا بانهاء الانقلاب وعودة الرئيس النيجري إلى منصبه.

وفي وقت سابق من اليوم تجمع المئات من المواطنين في النيجر، أمام أكبر قاعدة عسكرية فرنسية في نيامي للمطالبة برحيل القوات الفرنسية عن البلاد.

“لم يفت الأوان”

قالت دول غرب إفريقيا الجمعة أنه “لم يفت الأوان” لقادة الانقلاب في النيجر كي يعيدوا النظر بموقفهم فيما يتواصل الجدل بشأن عودة الحكم المدني في هذا البلد بينما الخيار العسكري “لا يزال مطروحا بالفعل على الطاولة”.

دعا قادة الانقلاب الذين أطاحوا الرئيس محمد بازوم في 26 تموز/يوليو إلى فترة انتقالية من ثلاث سنوات في حين تطالب الجماعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (إكواس) بالعودة الفورية للنظام الدستوري.

انقلابيو النيجر يمهلون السفير الفرنسي 48 ساعة للمغادرة

ومع استمرار وصول الوفود إلى نيامي تقول إكواس إن المفاوضات لا تزال أولويتها فيما يجهّز القادة العسكريون مهمة احتياطية لاحتمال “استخدام مشروع للقوة” لإعادة الديمقراطية في حال الضرورة.

فاقم الانقلاب في النيجر التوترات في منطقة الساحل حيث سقطت ثلاث حكومات أخرى في انقلابات عسكرية منذ 2020 فيما يسيطر إرهابيون على مساحات واسعة من الأراضي.

وقال قادة إكواس إنهم لا يستطيعون قبول انقلاب آخر في منطقتهم وقد فرضوا عقوبات على النيجر للضغط على النظام الجديد.

وصرّح رئيس مفوضية إكواس عمر أليو توراي للصحافيين في أبوجا “حتى الآن لم يفت الأوان بعد كي يعيد الجيش النظر في تحركه ويصغي لصوت العقل لأن زعماء المنطقة لن يتغاضوا عن أي انقلاب”.

أضاف “المسألة الحقيقية تتعلق بتصميم مجموعة الدول على وقف دوامة الانقلابات في المنطقة”.

يجري قادة إكواس مفاوضات مع السلطات العسكرية في مالي وبوركينا فاسو وغينيا التي تسعى جميعها للانتقال لنظام ديموقراطي بعد انقلابات في هذه الدول أيضا.

وبعد رفض أولي قال الحكام الجدد للنيجر إنهم منفتحون على مفاوضات لكنهم وجهوا رسائل متضاربة من بينها التهديد باتهام بازوم بالخيانة.

ولا يزال بازوم محتجزا مع عائلته في مقره الرسمي منذ الانقلاب.