اغتصاب امرأتين بشكل جماعي في الهند.. ماذا يجري في ولاية مانيبور؟ (فيديو وصور)

اغنصاب جماعي لامرأتين في الهند يثير غضباً شعبياً

أحرقت نساء هنديات غاضبات منزلَي رجلَين متهمين مع اثنين آخرين بإجبار امرأتَين على السير في موكب عاريتَين وسط حشد من الناس في أيار/مايو في شمال شرق الهند حيث خلّفت أشهر من أعمال العنف العرقي 120 قتيلًا على الأقلّ.

حُدّدت هوية المشتبه بهم من خلال مقطع فيديو يظهر فيه الحادث الذي حصل في بداية مايو، وانتشر على نطاق واسع على شبكات التواصل الاجتماعي الأربعاء وأثار غضبًا على المستوى الوطني.

A video showing two women being paraded naked and assaulted in the Indian state of Manipur has shocked the nation and further inflamed tensions in an ethnic conflict that has left over 130 people dead.#Manipur #ManipurViolence #ManipurBurning #ManipurViralVideo #Follow pic.twitter.com/M4ocqOJifA

— Timeskeeper (@timeskeepernews) July 20, 2023

تظهر في مقطع الفيديو امرأتان تسيران عاريتَين في شارع، وتتعرضان للمضايقة من قبل حشد في مانيبور، حيث قطعت السلطات الاتصال عبر الانترنت.

وقالت شرطة ولاية مانيبور مساء الخميس على تويتر: “أوقف أربعة متهمين رئيسيين في قضية الفيديو الذي انتشر”.

الخميس أيضًا، قامت مجموعة من الناشطات المنتميات إلى مجموعة “ميتي” على غرار الرجال المتّهمين، بإلقاء أكوام من القش على منزل أحد المتّهمين في إيمفال وأضرمن فيه النار.

والجمعة، أحرقت مجموعة أخرى من النساء منزل متّهم ثان، حسبما أظهرت الصور.

وقالت متظاهرة قرب إيمفال حيث تجمّعت مئات النساء للتظاهر: “هل يمكن للناس الطبيعيين فعل ذلك؟ حتى القطط والحيوانات لا ترتكب مثل هذا النوع من الأعمال القذرة”.

رد الفعل الرسمي

وقال رئيس الوزراء، ناريندرا مودي، إن الحادث يعد “عارا على الهند. ولن يسلم المذنب من العقاب”.

وأضاف بعد أن أنهى صمته بالنسبة إلى ما يحدث في مانيبور بعد أكثر من شهرين من بدء العنف: “أؤكد للأمة أن القانون سوف يطبق بكل قوة. وما حدث مع بنات مانيبور لا يمكن أن يغفر”.

وحذرت المحكمة العليا في الهند حكومة مودي من أنها “ستتصرف”، إذا لم يحرّك مجلس الوزراء ساكنًا.

وتقول الشرطة إن الاعتداء على المرأتين وقع في 4 مايو، لكنه احتل عناوين الصحف المحلية الخميس بعد انتشار الفيديو على وسائل التواصل الاجتماعي.

أعلنت حكومة الولاية التي يرأسها الحزب القومي الهندوسي الحاكم بهارتيا جاناتا (حزب الشعب الهندي)، أن الشرطة اتخذت تدابير فور انتشار الفيديو على شبكات التواصل الاجتماعي، بعد أكثر من شهرين من الحادث.

وقال رئيس وزراء الولاية ن.بيرين سينغ على تويتر إن “تحقيقًا شاملًا” يجري.

وأضاف: “سنضمن اتخاذ إجراءات صارمة ضد جميع الجناة، بما في ذلك من خلال النظر في إمكانية تنفيذ عقوبة الاعدام”.

أين تقع مانيبور وماذا يجري فيها؟

تقع الولاية الهندية ذات الطبيعة الجبلية في شمال شرق البلاد، شرق بنغلاديش وبجوار ميانمار وهي موطن لما يقدر بنحو 3.3 مليون شخص.

أكثر من نصفهم من عرقية ميتي في حين أن حوالي 43 في المئة هم من أقليتي الكوكي وناغاس اللتين يغطى عليهما الطابع القبلي.

وقتل ما لا يقل عن 130 شخصا وأصيب 400 في أعمال عنف بدأت في مايو/ أيار. وأجبر أكثر من 60 ألف شخص على ترك منازلهم فيما يكافح الجيش والقوات شبه العسكرية والشرطة للسيطرة على أعمال العنف.

وتعرضت مستودعات أسلحة الشرطة للنهب ودُمرت مئات الكنائس وأكثر من عشرة معابد وعشرات القرى.

كيف بدأت أعمال العنف؟

تفاقمت التوترات عندما بدأت أقلية كوكي في الاحتجاج على مطالب أكثرية ميتي بمنحها وضعًا قبليًا رسميًا مما سيؤدي إلى تعزيز تأثيرهم القوي بالفعل على الحكومة والمجتمع كما ترى أقلية كوكي، مما يسمح لهم بشراء الأراضي أو الاستقرار في المناطق التي يشكل أبناء كوكي الغالبية فيها.

ولكن هناك عدد لا يحصى من الأسباب الكامنة وراء ذلك. يقول أبناء كوكي إن الحرب على المخدرات التي تشنها الحكومة التي تسيطر عليها أكثرية ميتي ليست سوى غطاءً لاقتلاع مجتمعاتهم.

أدت الهجرة غير الشرعية من ميانمار إلى الولاية إلى تصعيد التوترات. هناك تنافس على الأراض جراء تزايد عدد السكان فيما دفعت البطالة الشباب نحو الميليشيات المختلفة.

لقد قاتلت ميليشيات ميتي وكوكي وناغا بعضها البعض على مدى عقود بسبب الصراع على الأرض والهوية القومية وبسبب الاختلافات الدينية. كما اشتبكت جميع الأطراف مع قوات الأمن الهندية.

لكن أحداث العنف الراهنة جلها تقريبًا بين ميتي وكوكي حصراً.

من هم الميتي ومن هم الكوكي؟

غالبية الميتي تعود أصولهم إلى مانيبور وميانمار والمناطق المحيطة بهما. وغالبيتهم العظمى من الهندوس من الناحية الدينية رغم أن البعض منهم يتبع ديانة سناماهي.

اما أبناء عرقية كوكي ومعظمهم من المسيحيين، فهم منتشرون في شمال شرق الهند وتعود أصول العديد من هؤلاء الموجودين في مانيبور إلى ميانمار أيضًا.

يقطن أبناء ميتي في وادي ايمفال، بينما يعيش أفراد كوكي في التلال المحيطة وما وراءها.