بعد إطلاق كوريا الشمالية صاروخا قادر على الوصول لأمريكا.. بلينكن: نحرص على ردع أي عدوان

أكّد وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن الجمعة أن الولايات المتحدة ستعمل مع حلفائها لصدّ “أي عدوان” تنفّذه كوريا الشمالية، غداة إعلان بيونغ يانغ إجراء تجربة جديدة على صاروخ بالستي عابر للقارات.

وقال بلينكن خلال لقائه وزيرَي خارجية اليابان وكوريا الجنوبية في العاصمة الإندونيسية جاكرتا “نعتزم الدفاع بشكل مشترك ونحرص على بذل كلّ ما في وسعنا لردع أي عدوان وصده”.

وأشار وزير الخارجية الكوري الجنوبي بارك جين إلى أن التجربة الصاروخية حصلت خلال مفاوضات لمسؤولي القوى الإقليمية في جاكرتا حيث أرسلت كوريا الشمالية مندوبًا عنها.

أمريكا تعلن التصدي لكوريا الشمالية.. والأخيرة تتوعد "بردع نووي ساحق" فماذا يحدث؟

وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن خلال اجتماعه في جاكرتا مع وزراء خارجية اليابان وكوريا الجنوبية. (رويترز)

وقال بارك “ما تفعله كوريا الشمالية يتعارض تمامًا مع توقعات المجتمع الدولي”.

وأضاف “آمل أن يعزز حوارنا الثلاثي اليوم عزمنا على الرد بحزم – بشكل لا لبس فيه – على الاستفزازات المستمرة الكورية الشمالية وتوجيه رسالة مفادها أن استفزازاتهم لن تمر بدون عقاب”.

“ردع نووي ساحق”

من جانبها حذّرت شقيقة الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون الجمعة من “ردع نووي ساحق” ما لم تتخلَّ الولايات المتحدة عمّا وصفته بـ “سياستها العدائية” ضد بيونغ يانغ، بحسب وسائل إعلام رسمية.

ودافعت كيم يو جونغ عن إطلاق كوريا الشمالية مؤخرا صاروخا بالستيا عابرا للقارات باعتباره دفاعا عن النفس.

أطلقت كوريا الشمالية الدولة التي تمتلك السلاح النووي، الأربعاء، صاروخا يعمل بالوقود الصلب بلغ مداه 1001 كيلومتر (622 ميلا) وارتفاعه الأقصى 6648 كيلومترا، قبل أن يسقط في البحر الشرقي، المعروف أيضا باسم بحر اليابان.

وقال خبراء إن مسار الصاروخ يشير إلى أنه قادر على الوصول إلى البر الرئيسي للولايات المتحدة.

وقالت كيم يو جونغ في بيان أوردته وكالة الأنباء المركزية الكورية (الشمالية) “في ظل فرضية أن الولايات المتحدة ترفض التخلي عن سياستها المناهضة لكوريا الشمالية… سنسعى جاهدين للتأسيس لأقوى ردع نووية ساحق”.

ووصفت شقيقة الزعيم الكوري الشمالي التجربة الصاروخية بأنها “دفاع عن النفس… لحماية شبه الجزيرة الكورية من الوقوع في حرب نووية”، واضافت إنه لا يمكن لأحد أن يلوم بيونغ يانغ في مواجهة “السياسة العدائية” التي تنتهجها واشنطن.

ووجّهت كيم يو جونغ انتقادات لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة على خلفية رد فعله على عملية الإطلاق.

ففي بيان مشترك، دان عشرة من أعضاء مجلس الأمن الخمسة عشر، بما في ذلك كوريا الجنوبية، التجربة الأخيرة. وأشاروا إلى أن إطلاق 20 صاروخا بالستيا من جانب كوريا الشمالية عام 2023 يشكل “انتهاكا صارخا لكثير من قرارات مجلس الأمن”.

وندّدت كيم يو جونغ بالبيان واعتبرته “مجحفا ومتحيّزا”.

وكانت كيم يو جونغ قد أشارت في وقت سابق من الأسبوع الحالي إلى خرق طائرة استطلاع تابعة للجيش الأميركي المجال الجوي لكوريا الشمالية، وحذّرت من إمكان إسقاط طائرات من هذا النوع في حال تكرر الامر.

ردا على التجارب الصاروخية لكوريا الشمالية، عزّزت سيول وواشنطن تعاونهما العسكري وتوعدتا بيونغ يانغ برد نووي و”إنهاء” الحكومة الحالية في كوريا الشمالية في حال استخدامها أسلحة نووية.

وقالت كوريا الشمالية إن زعيمها كيم جونغ أون أشرف بنفسه على إطلاق الصاروخ البالستي العابر للقارات.

وأفاد تقرير لوكالة الأنباء الرسمية الكورية الشمالية بأن صاروخ هواسونغ-18 الذي يُقال إنه يعمل بالوقود الصلب وسبق أن اختبرته هذه الدولة مرة واحدة فقط في نيسان/أبريل، قد حلّق مسافة 1,001 كيلومتر على ارتفاع أقصى بلغ 6,648 كلم قبل سقوطه في بحر الشرق المعروف أيضا باسم بحر اليابان.

وأضافت الوكالة أن عملية الإطلاق كانت بمثابة “انفجار هائل” هز “الكوكب بأسره”.