القوات الديمقراطية المتحالفة.. ما علاقتها بداعش؟

أكدت الشرطة الأوغندية أن عدد قتلى الهجوم المسلح على مدرسة ثانوية بمنطقة مبوندوي ارتفع إلى 41 على الأقل.

وأضافت أن الضحايا قتلوا في “هجوم إرهابي” استهدف مدرسة في غرب أوغندا ونفذه عناصر من ميليشيا القوات الديمقراطية المتحالفة مع تنظيم داعش الإرهابي.

وتعتبر ميليشيا القوات الديمقراطية المتحالفة جماعة متمردة تعمل حاليا في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية، ولكن لها جذور أوغندية، وفقا لتقرير صادر عن مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في عام 2021.

وتشكل تحالف القوى الديمقراطية في شرق جمهورية الكونغو عام 1995 من خلال اتفاق بين جماعة التبليغ الأوغندية والجيش الوطني لتحرير أوغندا للقتال ضد الحكومة الأوغندية خلال ذلك الوقت.

وبحسب فرانس برس، فإن هذه القوات أساساً مؤلفة من متمردين أوغنديين مسلمين يقيمون منذ 1995 في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية.

وتلقت هذه القوات تدريباً مبكراً ودعماً لوجستياً من الحكومة السودانية وترجمت هذه القدرات إلى هجمات عنيفة بدأت عام 1996، بما في ذلك سلسلة من الهجمات في كمبالا طوال أواخر التسعينيات.

وأدت تلك الهجمات إلى زيادة العمل العسكري من قبل قوات الدفاع الشعبية الأوغندية، التي استخدمت وجودها العسكري شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية خلال حربي الكونغو الأولى والثانية (1996-2003) لشن هجمات ضد تحالف القوى الديمقراطية.

على النقيض من ذلك، دعمت الحكومات المتعاقبة في جمهورية الكونغو الديمقراطية، القوات الديمقراطية المتحالفة من أجل تعطيل الوجود العسكري الأوغندي والرواندي في البلاد، بحسب مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية.

"القوات الديمقراطية المتحالفة".. من هم وما علاقتهم بداعش؟

فترة من الركود

بحلول عام 2001، تراجعت القوات الديمقراطية المتحالفة، حيث سعت بشكل كبير إلى استخدام التضاريس النائية في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية لإعادة التعبئة من خلال تجنيد أعضاء كونغوليين، وفقا للمركز الذي يتخذ من واشنطن مقرا له.

خلال ذلك الوقت، بدأت القوات الديمقراطية المتحالفة بتطوير اقتصادها العابر للحدود من خلال دخول أسواق الأخشاب وتعدين الذهب والزراعة.

ومع ذلك، ظلت القوات في حالة من الركود إلى حد كبير فيما يتعلق بالأنشطة العنيفة، الأمر الذي يتضح من خلال انخفاض عدد الهجمات ضد قوات الأمن والمدنيين من عام 2003 إلى 2012.

في عام 2013، عادت القوات الديمقراطية المتحالفة إلى الهجمات العنيفة التي وجهت بشكل كبير نحو الجيش الكونغولي.

ومع تصاعد العنف، شنت القوات المسلحة الكونغولية عمليات جديدة ضد هذه القوات، مما دفع زعيمها، جميل موكولو، للفرار إلى تنزانيا حيث ألقي القبض عليه في عام 2015 ثم تم تسليمه لمحاكمته في أوغندا.

أيدولوجيا الجماعة

بصرف النظر عن بيان صدر عام 1997 يحدد هدف القوات الديمقراطية المتحالفة المتمثل في الإطاحة بالحكومة الأوغندية، قدمت الجماعة القليل من التفاصيل حول أهدافها السياسية الأوسع، مما أكسبها تسمية “تمرد بلا سبب”، بحسب تقرير مركز الأبحاث الأمريكي نفسه.

وبعد اعتقال موكولو عام 2015، أطلقت القوات الديمقراطية المتحالفة كميات متزايدة من الدعاية التي تعكس التوافق الأيديولوجي مع تنظيم داعش.

"القوات الديمقراطية المتحالفة".. من هم وما علاقتهم بداعش؟

ويأتي ذلك خلال فترة شهدت صعود التنظيم الإرهابي وسيطرته على أجزاء واسعة من العراق وسوريا وإعلانه لما يسمى بـ “داعش”.

بالإضافة إلى ذلك، أصدر جهاز الدعاية التابع لتنظيم داعش عدة مقاطع فيديو تظهر الحياة داخل معسكرات القوات الديمقراطية المتحالفة، بما في ذلك احتفالات عيد الأضحى.

عقوبات دولية

وفي عام 2014، فرضت على القوات الديمقراطية المتحالفة عقوبات من قبل وزارة الخزانة الأمريكية والأمم المتحدة بموجب نظام عقوبات مجلس الأمن بسبب أعمال العنف والفظائع التي يرتكبها.

كما فرضت وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات على قائد الجماعة الجديد، سيكا موسى بالوكو، وخمسة أعضاء آخرين في القوات عام 2019 بموجب برنامج عقوبات ماغنيتسكي العالمي لدورهم في انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان.

وقبل عملية المبايعة الرسمية، ذكرت وزارة الخارجية الأمريكية أن الجماعة المتمردة أقامت علاقات مع داعش في أواخر عام 2018.

"القوات الديمقراطية المتحالفة".. من هم وما علاقتهم بداعش؟

وقبل انتمائها إلى داعش، حاولت القوات الديمقراطية المتحالفة التواصل مع الجماعات الإرهابية لعدة سنوات، بما في ذلك المنشورات عبر الإنترنت من قبل بعض أعضاء القوات في عامي 2016 و2017.

اعترف تنظيم داعش علنا بالقوات الديمقراطية المتحالفة على أنها فرع تابع لها في أواخر عام 2018 وأعلن مسؤوليته عن العمليات المنسوبة للجماعة المتمردة منذ أبريل 2019 بعد هجوم على قاعدة للقوات المسلحة لجمهورية الكونغو الديمقراطية بالقرب من كامانغو في 16 أبريل، بحسب الخارجية الأميركية.

ويصف داعش هذه الميليشيا بأنها فرع محلي له تحت اسم “داعش في وسط أفريقيا”. وفي مارس 2021، صنفت الولايات المتحدة القوات الديمقراطية المتحالفة بقيادة زعيمها الجديد، سيكا موسى بالوكو، على أنها “منظمة إرهابية”.

مكافأة أمريكية

وآنذاك، قالت واشنطن مستندة إلى أرقام وردت في تقرير سلم للأمم المتحدة، إن هجمات هذه الجماعة “أوقعت أكثر من 849 ضحية مدنية في عام 2020” في إقليمي كيفو الشمالية وإيتوري.

ومنذ العام 2021، بدأت عملية عسكرية مشتركة بين القوات الكونغولية والأوغندية لاستهداف عناصر القوات الديمقراطية المتحالفة في الأراضي الكونغولية، لكن الهجمات الدامية مستمرة كان آخرها استهداف المدرسة الثانوية، السبت، بداخل الأراضي الأوغندية.

وفي مطلع مارس 2023، أعلنت الولايات المتحدة عرض مكافأة مالية تصل إلى خمسة ملايين دولار في مقابل معلومات حول زعيم القوات الديمقراطية المتحالفة الأوغندي، سيكا موسى بالوكو.

"القوات الديمقراطية المتحالفة".. من هم وما علاقتهم بداعش؟

وبحسب برنامج مكافآت من أجل العدالة الأمريكي، فإن الجماعة تحت قيادة موسى بالوكو، ارتكبت أعمال قتل وتشويه واغتصاب وعنف جنسي والمشاركة في اختطاف المدنيين، بمن فيهم الأطفال في جمهورية الكونغو الديمقراطية.

كما تجند الجماعة الأطفال وتستخدمهم أثناء الهجمات وللعمل القسري في إقليم بيني بجمهورية الكونغو الديمقراطية.

ما هي هجمات القوات الأخيرة؟

في مطلع الشهر الجاري، قتل تسعة مدنيين على الأقل بإقليم شمال كيفو شرق جمهورية الكونغو الديموقراطية، في هجوم جديد نسب إلى متمردي “القوات الديموقراطية المتحالفة”، بحسب ما ذكرت فرانس برس نقلا عن مصادر محلية.

في مايو، قُتل مئات الأشخاص في هجمات شنها متمردون ومقاتلون في ميليشيات بإقليم إيتوري الغني بالذهب شرق جمهورية الكونغو، حيث تنشط هناك “القوات الديمقراطية المتحالفة”، وفقا للوكالة ذاتها.

وفي أبريل، قتل حوالى عشرين شخصا في هجوم نُسب إلى متمردي “القوات الديمقراطية المتحالفة”، وفق فرانس برس، التي نقلت عن مسؤول محلي قوله إن الجماعة نصبت كمينا لمزارعين بالقرب من قرية إنيبولا.

وخلال الشهر ذاته، أعلنت الأمم المتحدة أن عمليات قتل جديدة نسبت إلى القوات الديمقراطية المتحالفة، أوقعت في 2 و3 أبريل أكثر من 30 قتيلا في إيتوري أيضا.

ومنذ أكتوبر 2022 وحتى مارس 2023، أودى العنف بحياة نحو 1300 شخص بينهم أكثر من 100 طفل نفذتها  القوات الديمقراطية المتحدة المتحالفة مع الإرهابيين “كوديكو” وحركة “أم23″، وهو العنف الذي ندد به المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة، فولكر تورك.