الانتخابات التركية.. بدء التصويت في انتخابات الرئاسة والبرلمان وسط انقسام شديد

يدلي الناخبون في تركيا المنقسمة بشدة بأصواتهم اليوم الأحد، لاختيار رئيس خلفا للرئيس رجب طيب إردوغان الذي يتولى السلطة منذ عشرين عاما.

وبعد قرن على تأسيس الجمهورية، تجري الانتخابات في أجواء من الاستقطاب الشديد بين المرشحين الرئيسيين إردوغان (69 عامًا) وخصمه كمال كيليتشدار أوغلو (74 عامًا) الذي يقود حزبا ديموقراطيا اجتماعيا.

وفتحت مراكز الاقتراع أبوابها عند الساعة الثامنة صباحاً في اسطنبول وأنقرة.

 ناخبون للمرة الأولى ومراقبون

سجل بالانتخابات حوالي 64 مليون ناخب من أصل 85 مليون نسمة.

بين هؤلاء 3,4 ملايين صوتوا في الخارج و5,2 ملايين شاب سيدلون باصواتهم للمرة الأولى ولم يعرفوا سوى الرئيس الحالي رجب طيب إردوغان وميله إلى الاستبداد منذ التظاهرات الكبير في 2013 والانقلاب الفاشل في 2016.

ونشر مئات المراقبين في مراكز الاقتراع البالغ عددها 50 ألفا والمفتوحة من الساعة الثامنة صباحاً وحتى الساعة الخامسة مساءاً بما في ذلك في المناطق الجنوبية من تركيا التي دمرها زلزال السادس من شباط/فبراير.

تدخل روسي وانقسام بين معسكرين.. 5 نقاط تشرح الانتخابات التركية

ويفترض أن يكون مجلس أوروبا مثلا، قد أرسل 350 مراقباً، بالإضافة إلى المراقبين المعينين من الأحزاب بما في ذلك 300 ألف مراقب حشدتهم المعارضة.

في 2018 تجاوزت نسبة المشاركة 86 بالمئة.

منافسة بين معسكرين

كتب على بطاقات الاقتراع الرئاسي أربعة أسماء اولها رجب طيب أردوغان (69 عامًا) بينها 20 على رأس الدولة وزعيم حزب العدالة والتنمية (إسلامي حافظ).

وفي مواجهته كمال كليتشدار أوغلو (74 عاما) زعيم حزب الشعب الجمهوري (اشتراكي وديموقراطي وعلماني أسسه مصطفى كمال على أنقاض الإمبراطورية العثمانية). ويقود الموظف السابق ائتلافًا من ستة أحزاب تتراوح من اليمين القومي إلى يسار الوسط الليبرالي.

أما المرشح الثالث فهو سنان أوغان النائب السابق لليمين المتطرف والذي حصل على أقل من 5 بالمئة من نوايا التصويت في استطلاعات الرأي الأخيرة.

وانسحب المرشح الرابع محرم إينجه الخميس، لكن لم يسنح وقت كاف لحذف اسمه من بطاقات الاقتراع.

وإذا لم يحصل أي مرشح على الأغلبية الأحد فستعقد جولة ثانية في 28 أيار/مايو.

الانتخابات التشريعية

هذه الانتخابات التي تجري بالاقتراع النسبي ستسمح باختيار أعضاء الجمعية الوطنية الكبرى البالغ عددهم 600. وهذه الجمعية هي برلمان من مجلس واحد تضاءل دوره منذ الإصلاح الدستوري لعام 2017 والنظام الرئاسي القوي الذي نتج عنه.

وفي البرلمان الحالي في تركيا، تتمتع الكتلة التي شكلها حزب العدالة والتنمية الذي يقوده إردوغان وحلفاؤه في “حزب الحركة القومية”، بالأغلبية.

وتأمل المعارضة في انتزاع هذه الأغلبية موحتى الحصول على أغلبية الثلثين المطلوبة لتعديل الدستور.

والتعايش ممكن ولكنه سيجعل الحكم صعبًا.

رئيس حتى 2028؟

نظريا لا يمكن لأي رئيس الحكم لأكثر من ولايتين مدة كل منها خمس سنوات.

لكن إردوغان سيتولى في حال فوزه، المنصب الأعلى لولاية ثالثة لأن ولايته التي تلت فوزه في الانتخابات الرئاسية في 2014 في ظل النظام القديم بعد 12 عامًا قضاها كرئيس للوزراء، لم تحتسب.

لذلك يمكن أن يبقى إردوغان نظريًا على رأس تركيا حتى 2028.

من جهته، قال كيليتشدار أوغلو إنه لن يتولى الرئاسة لأكثر من ولاية واحدة في حال فوزه في انتخابات الأحد.

التدخل الروسي

اتهم كمال كليتشدار أوغلو، المنافس الرئيس لرجب طيب أردوغان في انتخابات الرئاسة التركية، روسيا بالمسؤولية عن نشر محتوى زائف على وسائل التواصل الاجتماعي على الإنترنت قبل التصويت، وهو ما نفاه الكرملين.

وقال كليتشدار أوغلو على “تويتر” مساء الخميس باللغتين التركية والروسية “إن أردتم استمرار صداقتنا بعد 15 مايو (أيار)، فارفعوا أيديكم عن الدولة التركية، ما زلنا نفضل التعاون والصداقة”.

وانسحب مرشح ثالث هو محرم إنجه الخميس من السباق الرئاسي وأرجع السبب إلى ما وصفه بأنه عملية “اغتيال معنوي” لشخصه عبر الإنترنت لكنه لم يفصح عن مزيد من التفاصيل.

في المقابل قال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف للصحافيين “نرفض هذه الاتهامات بشدة”، مضيفاً “نعلن الأمر رسمياً: ليس هناك أي تدخل” روسي في تركيا، مشدداً على أن موسكو “تقدر إلى حد بعيد” علاقاتها مع تركيا، البلد “الشريك”.