قادة في طالبان تنتقذ منع “تعليم الفتيات واحتكار السلطة”

  • زعيم طالبان ينتقد “انتقاد” أوامره

في سلسلة تغريدات عبر موقع “تويتر”، تطرق موقع (The Khorasan Diary)، إلى الخطاب الأخير لزعيم جماعة طالبان هبة الله أخوند زاده، والذي توجه فيه بالحديث لقادة جماعة طالبان.

وفي الخطاب أكد “أخوند زاده” على أهمية تطبيق الشريعة في أفغانستان وخارج البلاد. قائلا: “إن نجاح الجهاد الأفغاني لا يعني فقط الفخر والمجد للأفغان، بل هو مجرد عزة ومجد”. بدلاً من ذلك، إنه المجد لجميع المسلمين. إنها رغبة المسلمين في جميع أنحاء العالم”.

وأضاف موجها حديثه إلى عناصر جماعته: “لذلك، فإن مسؤوليتك ليست فقط إقامة الشريعة في أفغانستان، بل يجب على علماء أفغانستان أن يقودوا العالم كله في توجيه الشريعة”.

وحرص “أخوند زاده” على “انتقاد” أولئك الذين اختاروا “انتقاده” علنًا على وسائل التواصل الاجتماعي، وذلك على إثر تصريحات أدلى بها بعض قادة طالبان البارزين في أعقاب الجدل الدائر؛ حول حظر تعليم الفتيات في أفغانستان.

انشقاقات في صفوف الجماعة.. زعيم طالبان "يشكو" انتقاده علنًا

وادعى زعيم طالبان أن مجرد انتقاد بعض قرارته على وسائل التواصل الاجتماعي “مخالف للشريعة”. قائلًا: “حقيقة أنك على مواقع التواصل الاجتماعي تسأل وتقول يا أمير لماذا لم تفعل هذا؟ أو لماذا تفعل هذا؟ هذا مخالف للشريعة! هذه ليست نصيحة لي. كان من الممكن أن تكون نصيحة لو تحدثت أنا وأنت وجهاً لوجه، ثم يمكنك حقا نُصحي. عندما تنتقل إلى وسائل التواصل الاجتماعي، فأنت تتحدث إلى العالم، وسيكون لنصيحتك دلالات سلبية وليست إيجابية”.

وأضاف موجهًا حديثه لعناصر طالبان، “أنه يجب عليهم تنفيذ كل ما يأمر به، لأنه ليس زعيمًا منتخبًا سياسيًا” قائلا: “يجب أن تطيع ما أقول، وإذا طلبت منك أن تذهب، فتذهب”.

 

وحول كيفية تطبيق الشريعة، أوضح زعيم طالبان أن “الشريعة الحقيقية” لا يمكن تنفيذها إلا من خلال توحيد العلماء والحكام. مشددًا على إشراك العلماء في كل هيئة إدارية للحكومة المؤقتة الحالية لمراقبة الحكام لتطبيق الشريعة بشكل أفضل، حسب زعمه.

وأضاف: “الشريعة لا تأتي إلا على مجموعتين، أولهما الحكام في السلطة، والآخر العلماء. الآن وقد حان الوقت لتطبيق الشريعة، فإن طالبان لا تعرف كيف تفعل ذلك. العلماء يفعلون كما يعلمون جميع الأحكام. يجب أن يكون العلماء حاضرين في المحاكم والوزارات ومقار المحافظات والمقاطعات”.

وشدد في نفس الخطاب على عدم منح رجال الأنظمة السابقة أيّ مناصب في الحكومة، قائلا: “ذلك سيضر بمشاعر من عانوا من أفعالهم، كما أنهم تعرضوا للاختبار والفشل في الماضي. لذا يجب تجنب إعطائهم أي مناصب حكومية”.

التضييق على التعليم

وقبل أيام، أغلقت جماعة طالبان، المكتبة النسائية الوحيدة في العاصمة الأفغانية كابل، بعد ستة أشهر من افتتاحها، وقال مسؤولو مكتبة المرأة، إنهم قاموا بإغلاق المكتبة لأسباب أمنية، وفرض قيود على النساء من قبل حركة طالبان.

وأكد مؤسسو المكتبة في بيان، أن طالبان هاجمت المكتبة مرتين على الأقل وأغلقتها خلال أكثر من 6 أشهر من عملها.

وفي السياق، نما عدد من المدارس الدينية في أنحاء أفغانستان، منذ عودة جماعة طالبان إلى السلطة في أغسطس 2021، وقد لوحظ ارتياد البنات المراهقات للأقسام الدراسية بشكل متصاعد بعد أن منعن من الالتحاق بالمدارس الثانوية.

سراج الدين حقاني.. ماذا بعد الانتقاد؟

وكان قد انتقد وزير داخلية الجماعة، سراج الدين حقاني، بعض القرارات قائلا: “على طالبان تهدئة المواطنين، والتصرف بطريقة لا يكرهها الناس ويكرهون معها الدين”. وهي التصريحات التي جاءت كانتقادات مبطنة إلى القائد الأعلى للجماعة هبة الله أخوند زاده، والقادة الذين لم يكشف عن أسمائهم واتهمهم “باحتكار السلطة”.

الخلافات داخل جماعة طالبان باتت تطفو إلى السطح، وإن لم تكن صريحة ومباشرة، فإنها متبادلة. فبعد تصريحات حقاني، في كلمة له أمام تجمع ديني في إقليم خوست بشرق البلاد، لم تصمت الجماعة إزاء الانتقادات، فخرج المتحدث باسم الجماعة ذبيح الله مجاهد إلى دعم الأمير، والهجوم على حقاني. موضحاً أن مبادئ الأخلاق الإسلامية لا تسمح بإهانة الأمير وانتقاده بأي طريقة.

تصريحات حقاني، الرجل الأول داخل جماعة طالبان المسيطرة على الحكم في أفغانستان، أدلى بها في خطاب ألقاه خلال حفل تخرج في مدرسة دينية إسلامية، قال فيها إن “احتكار السلطة والإضرار بسمعة النظام بأكمله ليس في مصلحتنا”. مضيفًا: “لا يمكن التسامح مع هذا الأمر”.

وأوضح القائد الذي يدير جناحاً هو الأقوى والأعنف داخل الجماعة، وهو شبكة حقاني، التي تضع طالبان على حافة صراع داخلي يهدد بتقسيم الجماعة المسيطرة على الحكم في أفغانستان، بأنه محبط من الوضع دون أن يسمي أحداً، وتحدث أيضا عن “احتكار السلطة” و”التشهير بالنظام” و”تحديه” قائلا إن الوضع “غير مقبول”.

وتابع حقاني في الخطاب الذي نشره أنصاره على مواقع التواصل الاجتماعي: “اليوم، نحن نعتبر أن من حقنا تحدي واحتكار وتشويه سمعة النظام بأكمله وقد أصبح هذا أمراً شائعاً”. كما أشار إلى أن “المزيد من المسؤوليات وضعت على أكتاف الجماعة، منذ توليها السلطة، وبالتالي بات عليها إظهار مزيد من الصبر”.

انشقاقات في صفوف الجماعة.. زعيم طالبان "يشكو" انتقاده علنًا

تصريحات حقاني التي تؤشر الخلافات والخلل داخل جماعة طالبان، جاءت في أعقاب حملة القمع المستمرة على حرية النساء والفتيات في البلاد. بعد منع طالبان؛ الجامعات من استقبال الفتيات، بعد أن حظرت على المدارس الثانوية تعليمهن، بحجة أنهن “لا يحترمن قواعد اللباس”، و”لم يحترمن التعليمات بشأن الحجاب”، في إشارة إلى الإلزامية المفروضة من الجماعة لتغطية رأس المرأة ووجهها وجسدها بالكامل، بجانب منع النساء من العمل في المنظمات غير الحكومية.

ووفقاً لمصادر مقربة من دوائر السلطة في طالبان، فإن مواجهة للسيطرة على حكومة الجماعة تقترب بسرعة. بعكس حديث حقاني بضرورة إظهار مزيداً من الصبر، وهو ما يعكس الصراع على السلطة من خلال ما يجري داخل أروقة أجنحة الاستخبارات.

فعندما وصلت طالبان إلى السلطة، أنشأت منظمة استخبارات وطنية جديدة تسمى “المديرية العامة للاستخبارات”. ويرأس دائرة المخابرات العامة السجين السابق في غوانتانامو عبد الحق واثق.

ومع ذلك، فإن شبكة حقاني، الجناح الأكثر تطرفاً في أفغانستان، تدير شبكتها الاستخباراتية المنفصلة الموالية لوزير الداخلية سراج الدين حقاني، وليس لزعيم طالبان هبة الله أخوند زاده، وهو ما يعمق الخلاف بين قادة الجماعة، ما بات واضحا من خلال تصريحات حقاني، وردود الفعل العلنية من قيادات الجماعة عليها.