هل تتحول علاقة روسيا وإيران إلى تعاون استراتيجي؟
- تعرض روسيا على إيران “تعاوناً دفاعياً غير مسبوق”
- زودت إيران روسيا بمئات الطائرات الهجومية المسلحة بدون طيار
- البنتاغون يحذر من أن خطط روسيا لتقديم دعم لترسانة إيران من المرجح أن تثير تهديداً كبيراً
صرح البيت الأبيض، الجمعة 24 فبراير، إن إيران تسعى منذ عام على الغزو الروسي لأوكرانيا للحصول على معدات عسكرية بمليارات الدولارات من روسيا مقابل دعم طهران لجهود الكرملين الحربية.
وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض، جون كيربي، للصحفيين إن إيران تهدف إلى شراء “رادارات وطائرات هليكوبتر هجومية وطائرات تدريب قتالية من طراز YAK-130” من موسكو، في أحدث علامة على التحالف العسكري الناشئ بين البلدين.
بالإضافة إلى ذلك، تعرض روسيا على إيران “تعاوناً دفاعياً غير مسبوق” بما في ذلك في مجال الصواريخ والإلكترونيات والدفاع الجوي بحسب كيربي الذي أضاف: “نعتقد أن روسيا قد تزود إيران بطائرات مقاتلة”.
ورفض كيربي تحديد النماذج أو أنواع التعاون المحددة التي قد تكون معروضة، مثل الإنتاج المشترك. ولم يقدم المتحدثون باسم البيت الأبيض والبنتاغون مزيداً من التفاصيل على الفور.
وصرح كيربي: “سنراقب هذا عن كثب لنرى ماذا سيحدث بالفعل، إذا كان هناك أي شيء”.
خلفية
زودت إيران روسيا بمئات الطائرات الهجومية المسلحة بدون طيار لاستخدامها في أوكرانيا خلال الأشهر العديدة الماضية. وقال مسؤولون أمريكيون إن موسكو استكشفت بالمثل إمكانية الحصول على صواريخ باليستية إيرانية.
حذر كيربي سابقاً في ديسمبر من أن موسكو وطهران تشرعان في شراكة غير مسبوقة للتكنولوجيا العسكرية وتبادل المعرفة والتدريب “كنا قلقين من أن تسير في كلا الاتجاهين” وقال يوم الجمعة إن هذه المخاوف أصبحت تتحقق بالتأكيد. وكشف كيربي أن إيران سلمت ذخائر دبابات ومدفعية في نوفمبر لتستخدمها روسيا في أوكرانيا.
سبب الأهمية
تمثل تعليقات كيربي أول تأكيد مسجل من واشنطن بأن روسيا قد تكون مستعدة لتزويد إيران بطائرات مقاتلة، لكنها تشير إلى أن الصفقة لم تنته بعد.
وقالت وسائل إعلام رسمية إيرانية الشهر الماضي إنها ستتسلم قريبا مقاتلات روسية من طراز Su-35 والتي كان متوقعًا أن يتم بيع حوالي عشرين طائرة منها لمصر في السابق.
وصرح مسؤول عسكري أمريكي كبير، لم يكشف عن هويته، الأسبوع الماضي إنه يأخذ الجدول الزمني لإيران لاستلام الطائرات في ظاهرها، لكنه قال إنها لن تشكل أي خطر جسيم على الطيارين الأمريكيين.
ومع ذلك حذر مسؤولو البنتاغون في الأسابيع الأخيرة من أن خطط روسيا لتقديم دعم تقني لترسانة إيران الفتاكة من الطائرات بدون طيار الهجومية أحادية الاتجاه من المرجح أن تثير تهديداً كبيراً بالفعل على جيران إيران.
وقال كيربي يوم الجمعة: “هذا ليس جيداً للشرق الأوسط حيث ستسعى إيران للاستفادة من تعاونهما … للحصول على قدرات عسكرية روسية لتعزيز قوتها العسكرية هناك” وأضاف: “يمكن بالتأكيد أن يجعل الوضع الأمني في الشرق الأوسط أكثر صعوبة لشركائنا وأصدقائنا هناك.”
شراكة متطورة
حتى الآن يبدو أن الاصطفاف بين إيران وروسيا قائم على شراكة تكتيكية ضرورية، لكن مسؤولي الدفاع الأمريكيين قلقون بشكل متزايد من أنها يمكن أن تتطور إلى تعاون استراتيجي ضد المصالح الأمريكية لا سيما في الشرق الأوسط.
أعلنت الولايات المتحدة عن حزمة مساعدات جديدة بقيمة 2 مليار دولار لأوكرانيا يوم الجمعة تضمنت مجموعة من الطائرات بدون طيار ومعدات مضادة للطائرات بدون طيار.
تضمنت الحزمة طائرات بدون طيار CyberLux K8 و Switchblade 600s و Altius-600s و Jump 20s بالإضافة إلى معدات غير محددة “مضادة [بدون طيار] ومعدات للكشف عن الحرب الإلكترونية”.
وأكد السكرتير الصحفي للبنتاجون العميد لجنرال بات رايدر على “التأثير الكبير” للطائرات بدون طيار في الصراع وأهمية تزويد القوات الأوكرانية بالقدرة ليس فقط على مواجهة الطائرات بدون طيار الإيرانية ولكن أيضًا للرد وتوليد بيانات الاستطلاع الجوي الخاصة بها.
قال رايدر: “هذا جزء من الطريقة الحديثة للحرب” رافضاً تقديم أرقام حول عدد الأنظمة التي سيتم توفيرها، متذرعًا بأسباب أمنية.
هذا وحذرت إدارة بايدن الصين من الخطط المحتملة لتقديم مساعدات مميتة وغير مميتة لجهود الحرب الروسية في أوكرانيا.
وقال رايدر يوم الجمعة “لم نرهم يقدمون مساعدات مميتة لروسيا حتى الآن، لكننا لاحظنا أيضًا أنهم لم يرفعوها عن الطاولة بعد”.