باخموت.. مدينة استراتيجية تسعى روسيا للسيطرة عليها

  • أوكرانيا بحاجة لمزيد من المساعدات وقليل من الوقت لتحقيق النصر
  • رقيب أول في سرية للجيش الأوكراني: “العالم يدعمنا بالأسلحة.. ولن تنتهي الحرب قبل تحقيقنا النصر”

منذ اندلاع الحرب الروسية في أوكرانيا، ويؤكد الجيش الأوكراني على مواجهته لقوات الغزو بقوة وبصمود، رغم ما ترتكبه القوات الروسية من فظائع وجرائم، وهو ما انعكس بشكلٍ واضح في باخموت، حيث شكلّت نقطة بارزة في هذه الحرب المتواصلة منذ الـ 24 من فبراير من العام الماضي.

وكان بقدان وهو رقيب أول في سرية رقم 8 التابعة للكتيبة 71 لدى الجيش الأوكراني قال في تصريحاتٍ خاصة لـ “أخبار الآن” إن: “السر وراء الانتصارات التي يُحققها الجيش الأوكراني ترجع إلى وجود أهداف واستراتيجية لدى الجيش.. كما أن هُناك تحفيز للدفاع عن أرضِنا ضد الغزو الروسي”.

مع اشتداد المعارك في المدينة.. رجال يُدافعون عن باخموت في حوار مع "أخبار الآن"

موفدة “أخبار الآن” إلى أوكرانيا صفاء صالح أثناء تغطيتها الحرب.

وأضاف: “العالم يدعمنا بالأسلحة.. ولن تنتهي الحرب قبل تحقيقنا النصر، وأرى أن هذا ليس ببعيد”، مشيرًا: “نحتاج القليل من الوقت.. والمَزيد من المُساعدات”.

وبهدفِ منع تكرار مثل هذه الحروب، شددّ بقدان: “على العالم إيجاد نُظمٍ فعّالة لمنع نشوب مثل هذه الصراعات مُجددًا”.

ولفت: “عندما سلّمنا أسلحتنا النووية ضمن اتفاقية أخلّت بها روسيا وأغارت على أرضِنا.. كان يجب أن يكون هُناك نظام يمنع كل قوة غاشمة، أن تُهاجم أرض الغير”.

جرائم الغزو الروسي

وكانت موفدة “أخبار الآن” إلى أوكرانيا صفاء صالح، قد وثقّت مشاهد من فظائع الغزو الروسي للأراضي الأوكرانية.

وفي مدينة باخموت، أحكمت مجموعات من مرتزقة فاغنر الروس على أجزاء منها، وارتكب المرتزقة الفاغر جرائم حرب بشعة، كما أنهم تركوا المصابين من الجنود الروس الصغار قليلي الخبرة خلفهم، ثم يعودون في ظلام المساء لإعادة الحي منهم.

وتُعتبر المعارك التي يخوضها الجيش الأوكراني – بحسب خبراء – هي الأكثر دموية منذ بداية الحرب الروسية على أوكرانيا حيث تدور معارك عنيفة بين القوات الأوكرانية والروسية.

توفير كل ما يلزم لباخموت

من ناحيته كان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قد تعهد بتوفير “كلّ ما يلزم” من عتاد لقواته التي تقاوم الهجمات الروسية على باخموت، المدينة الواقعة شرقي البلاد، والتي تسعى روسيا للسيطرة عليها بأي ثمن لتغيير مسار الحرب.

وفي وقتٍ سابق، قال زيلينسكي على فيسبوك بعد اجتماع مع هيئة الأركان: “أريد أن أشير إلى أنّ الوحدات التي تدافع عن باخموت ستزوّد بالذخيرة وبكلّ ما يلزم بسرعة وبشكل غير منقطع”.

وعلى مدارِ الأيام الماضية، كثّف الجيش الروسي، تحركاته على جميع جبهات القتال في أوكرانيا، بالتزامن مع نداءات كييف المستمرة للحصول على الأسلحة الدفاعية، وبالأخص “الدبابات”.

فقد اقتربت موسكو من إحكام قبضتها على باخموت، التي شهدت معارك دامية خلال الأشهر الماضية، لكن على الجانب الآخر يتوقع المعسكر الغربي شن هجوم مضاد من جانب أوكرانيا لتعويض خسائر الساعات الماضية.

سقوط سوليدار وأهميتها في الحرب

وقبل أيام، أعلن الجيش الأوكراني انسحابه من مدينة سوليدار. فيما أعلنت القوات الروسية، الأربعاء، عن إحراز تقدم في باخموت بؤرة الصراع في شرق أوكرانيا، حيث تدور معارك في بعض أحياء المدينة بحسب مسؤول في الجانب الروسي.

وأوضح أن القوات الروسية وخصوصا مرتزقة فاغنر “تتقدم”.

وتتعرض باخموت التي كان عدد سكانها قبل الحرب 70 ألفا، منذ الصيف لهجمات متكررة من القوات الروسية التي لم تنجح حتى الآن في خرق الدفاعات الأوكرانية.

ويعد سقوط سوليدار مهما للقوات الروسية، إذ يساعدها في تحقيق نجاحات استراتيجية في التقدم نحو مدينة باخموت المهمة، التي تقع على بعد نحو 10 كيلومترات باتجاه الجنوب الشرقي، وهو ما يعني أن سوليدار ستمنح الروس إمكانية شن القصف المدفعي على باخموت بشكل ناجح.

خريطة توضح حدود مدينة سوليدار وقربها من باخموت الاستراتيجية 

وتوجد في سوليدار مناجم ملح ضخمة يمكن استخدامها لتمركز القوات وتخزين المعدات، بحيث تكون في مأمن من الغارات الجوية الأوكرانية.

وفي مقطع مصور على قناة روسية على منصة التليغرام، لم تتمكن بي بي سي من التثبت من محتواه، يمكن مشاهدة بريغوجين مع عناصر من فاغنر داخل أحد مناجم الملح.

وتوجد شبكة من الأنفاق تتصل بالمناجم، وقد يكون لها أهمية استراتيجية، في الوقت الذي تسعى فيه روسيا لتحقيق تقدم في الأراضي الأوكرانية.