فوضى عارمة اجتاحت البرازيل ومواقف دولية منددة

  • نهب المحتجون مقر البرلمان وهاجموا القصر الرئاسي
  • الشرطة استعادت السيطرة على المباني الحكومية

عاشت البرازيل خلال الساعات الأخيرة حالة من الفوضى العارمة بعد اقتحام المئات من مناصري بولسونارو، أهم المؤسسات الحكومية والسيادية في البلاد وفي هذا التقرير سنعرض إليكم أهم ما يجب معرفته حول أحداث البرازيل الأخيرة.

ما الذي حدث في البرازيل؟

اقتحم الآلاف من أنصار الرئيس البرازيلي السابق جايير بولسونارو، مقاعد السلطة العليا في البرازيل على مدار أمس الأحد.

احتشد المتظاهرون في المباني الحكومية الرئيسية في برازيليا، ونهبوا مقر البرلمان وهاجموا القصر الرئاسي والمحكمة العليا، في اختبار مبكر للرئيس لويس إيناسيو لولا دا سيلفا.

لكن الشرطة استعادت السيطرة على المباني الحكومية في العاصمة برازيليا مساء الأحد بعد ساعات من الاشتباكات.

فوضى عارمة اجتاحت البرازيل ومواقف دولية منددة

اقتحم أنصار الرئيس البرازيلي السابق جاير بولسونارو المحكمة الفيدرالية العليا (رويترز)

وتعهد الرئيس الجديد لويز إيناسيو لولا دا سيلفا بالعثور على الجناة ومعاقبتهم.

وقال وزير العدل فلافيو دينو لوسائل إعلام محلية إن نحو 200 شخص اعتقلوا بالفعل.

وجاءت المشاهد الدرامية – التي تغلب فيها آلاف المتظاهرين، الذين كانوا يرتدون قمصان منتخب كرة القدم ويحملون أعلام البرازيل، على الشرطة واجتاحوا قلب الدولة – بعد أسبوع واحد فقط من تنصيب لولا.

واضطر الزعيم اليساري المخضرم إلى إعلان سلطات طوارئ قبل إرسال الحرس الوطني إلى العاصمة لاستعادة النظام.

كما أمر الرئيس بإغلاق وسط العاصمة بما في ذلك الشارع الرئيسي حيث توجد المباني الحكومية – لمدة 24 ساعة.

البرازيل

وقال إن السلطات صادرت حوالي 40 حافلة استُخدمت لنقل متظاهرين إلى العاصمة، ووصف الاقتحام بأنه “محاولة سخيفة لفرض إرادة المحتجين بالقوة”.

ورفض بولسونارو مرارا قبول خسارة الانتخابات التي جرت في أكتوبر/ تشرين الأول، وغادر البلاد الأسبوع الماضي بدلاً من المشاركة في مراسم التنصيب، التي كان من المفترض أن يسلم خلالها وشاح الرئاسة.

وأدان بولسونارو (67 عاما) – الذي يُعتقد أنه موجود في فلوريدا – الهجوم ونفى مسؤوليته عن تشجيع مثيري الشغب، وذلك في تغريدة بموقع تويتر بعد حوالي ست ساعات من اندلاع العنف.

وقال دا سيلفا – المعروف باسم لولا – إنه “لا توجد سابقة في تاريخ بلدنا” للمشاهد التي حدثت في برازيليا يوم الأحد، واصفا العنف بأنه من “أعمال مخربين وفاشيين”.

تفقّد الرئيس البرازيلي لويز إيناسيو لولا دا سيلفا القصر الرئاسي والمحكمة العليا فور عودته إلى برازيليا، بعد اقتحامها، الأحد، من جانب أنصار للرئيس السابق جايير بولسونارو، وفقًا لمشاهد بثّتها قناة “غلوبو”.

وكان الرئيس اليساري الذي تسلّم منصبه قبل أسبوع فقط قال في خطاب ألقاه بولاية ساو باولو إن سلفه اليميني المتطرّف هو من “شجّع المخرّبين الفاشيّين” على اقتحام مقارّ السلطات في برازيليا.

البرازيل

أنصار الرئيس البرازيلي السابق جاير بولسونارو يتظاهرون ضد الرئيس لويس إيناسيو لولا دا سيلفا (رويترز)

ودان الرئيس البرازيلي اقتحام “مخرّبين فاشيّين” مقارّ السلطة في برازيليا، وأصدر مرسومًا يقضي بـ”تدخّل اتّحادي” لقوّات الأمن بغية استعادة السيطرة على أمن العاصمة.

طوقت السلطات المنطقة المحيطة بمبنى البرلمان في برازيليا لكن مئات من مناصري بولسونارو الذين يرفضون قبول فوز لولا دا سيلفا في الانتخابات الرئاسية صعدوا إلى المبنى وتجمعوا على سقفه.

استخدمت قوات الامن الغاز المسيل للدموع لكن جهودها فشلت في تفريق المتظاهرين.

البرازيل

غادر بولسونارو الذي هزمه لولا بفارق ضئيل في الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية في 30 أكتوبر، البرازيل في نهاية السنة متوجها إلى ولاية فلوريدا.

وتأتي الأحداث بعد أسبوع من تنصيب لويس إيناسيو لولا دا سيلفا رئيسا للبرازيل للمرة الثالثة، بعدما أدى اليمين الدستورية أمام الكونغرس في العاصمة برازيليا.

قال لولا من أراراكوارا في ولاية ساو باولو (جنوب شرق): “سنجدهم كلّهم وسيُعاقَبون جميعًا”، مشدّدًا على أنّ “الديمقراطيّة تضمن حرّية التعبير، لكنّها تتطلّب أيضًا احترام المؤسّسات”.

أضاف: “ما فعله هؤلاء المخرّبون، هؤلاء الفاشيّون المتعصّبون… لم يسبق له مثيل في تاريخ بلادنا. أولئك الذين موّلوا (هذه الاحتجاجات) سيدفعون ثمن هذه الأعمال غير المسؤولة وغير الديمقراطيّة”.

تنديدات دولية باقتحام بأحداث البرازيل

أثار اقتحام مئات من مناصري الرئيس البرازيلي السابق اليميني المتطرف جايير بولسونارو، الأحد، مقار الكونغرس والمحكمة العليا وقصر بلانالتو الرئاسي في برازيليا، بعد أسبوع على تنصيب لويز إيناسيو لولا دا سيلفا رئيسا

للبلاد مواقف دولية منددة بـ”الهجمة على الديمقراطية”.

وندد عدد من دول العالم بينها الولايات المتحدة وفرنسا وإيطاليا ودول أمريكا اللاتينية بالاقتحام، فيما وصفت البرازيل المتظاهرين بـ”المخربين الفاشيين”.
البرازيل
دان الرئيس البرازيلي لويز إيناسيو لولا دا سيلفا الأحد اقتحام “مخربين فاشيين” مقار الكونغرس والمحكمة العليا وقصر بلانالتو الرئاسي في برازيليا.

وقال لولا “سنجدهم كلهم وسيعاقبون جميعا”، مشددا على أن “الديموقراطية تضمن حرية التعبير، لكنها تتطلب أيضا احترام المؤسسات”.

وأضاف “ما فعله هؤلاء المخربون، هؤلاء الفاشيون المتعصبون… لم يسبق له مثيل في تاريخ بلادنا. أولئك الذين مولوا (هذه الاحتجاجات) سيدفعون ثمن هذه الأعمال غير المسؤولة وغير الديموقراطية”.

من جهته، قال وزير العدل والأمن العام فلافيو دينو على تويتر إن “هذه المحاولة العبثية لفرض إرادة بالقوة لن تسود. حكومة المقاطعة الفدرالية (برازيليا) سترسل تعزيزات، والقوات التي لدينا تتحرك”.

وصف الرئيس الأمريكي جو بايدن الأحد الهجوم الذي شنه مؤيدون لبولسونارو بأنه “شائن”.

وكتب بايدن “أدين الاعتداء على الديمقراطية والتداول السلمي للسلطة في البرازيل.

وأضاف “المؤسسات الديمقراطية البرازيلية تحظى بدعمنا الكامل، وإرادة الشعب البرازيلي يجب ألا تقوض. إني أتطلع إلى مواصلة العمل مع لولا”.

وكتب وزير خارجيته، أنتوني بلينكن على تويتر أن “استخدام العنف لمهاجمة المؤسسات الديموقراطية يبقى على الدوام أمرا غير مقبول”.

هذا وأعرب رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال عن “إدانته المطلقة” لاقتحام مئات من أنصار بولسونارو مقار الكونغرس والرئاسة والمحكمة العليا في برازيليا.

وكتب على تويتر “الدعم الكامل للرئيس لولا دا سيلفا الذي انتخبه بشكل ديموقراطي ملايين البرازيليين بعد انتخابات نزيهة وحرة”.

وعبر مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل عن التأييد نفسه، قائلا إنه شعر بـ”الذهول” جراء أعمال “المتطرفين العنيفين”. وكتب على تويتر “الديموقراطية البرازيلية ستسود على العنف والتطرف”.

عاد الهدوء تدريجياً في البرازيل، الاثنين، بعد اقتحامات شهدتها المقرات الحكومية الرئيسية ما دفع الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا إلى الإعلان عن تدخل أمني اتحادي في العاصمة برازيليا حتى نهاية الشهر الحالي.