داعش يحاول تعويض تراجعه العملياتي بمهاجمة “المدنيين المسيحيين” في إفريقيا

  • التنظيم يقول إن معايير النصر لديه مختلفة

اعتبر تنظيم داعش أن مقتل أمراءه وقادته بمثابة انتصار معنوي، داعيًا عناصره ومناصريه إلى الاستمرار على درب التنظيم حتى ولو قتلوا وأسروا، على حد قول التنظيم.

ويسعى التنظيم إلى تثبيت مقاتليه وأنصاره وحثهم على الصبر والصمود بعد التراجع والانتكاسات التي مُني بها التنظيم خلال العام الماضي، والذي قُتل خلاله 2 من خلفائه هما أبو إبراهيم القرشي (الهاشمي)، في فبراير/ شباط 2022، وأبو الحسن الهاشمي في أكتوبر/ تشرين الأول من نفس العام.

ونشرت صحيفة النبأ الأسبوعية (عدد 372)، والصادرة عن ديوان الإعلام المركزي بالتنظيم مقالًا افتتاحيًا بعنوان “كل أعوامهم متشابهة”، ألمحت فيه إلى أن التنظيم ما زال باقٍ رغم إعلان خصومه القضاء عليه، منذ سنوات وفي أكثر من مناسبة.

داعش يحاول رفع معنويات عناصره المنهارة بعد مقتل قادته

افتتاحية صحيفة النبأ الأسبوعية (عدد 372)

وذكر التنظيم أن معايير النصر لديه مختلفة عما يدور في حسابات خصومه الذين يعتبرون النصر ماديا فقط، معتبرًا أن قتل أمراءه وأسر جنوده بمثابة نصر معنوي للتنظيم لأن جنوده يقاتلون من أجل تحقيق غايتين الانتصار أو القتل، وفق تعبيره.

وألمح داعش إلى الاقتتال بين الجهاديين وبعضهم البعض، قائلًا إن انخراط حركة طالبان الأفغانية، وهيئة تحرير الشام السورية في قتال التنظيم تم بإيعاز من خصوم التنظيم، لكنه لم ينجح في القضاء عليه تماما.

وأقر تنظيم داعش، ضمنيًا، بتراجع عدد مقاتليه وانخفاض معنويات من تبقى من عناصره، وحاول رفع معنويات عناصره المنهارة عبر الإشارة إلى أن الثبت على النهج الجهادي الحالي الذي يتبناه التنظيم من دواعي انتصاره على خصومه الذين يتفوقون عليه بمقاييس القوة المادية من ناحية العدد والعتاد.

وعلى صعيد متصل، كشف تنظيم داعش تفاصيل جديدة عن صراعه مع حركة طالبان الأفغانية، مؤكدًا أن أحد عناصره نفذ هجومًا انتحاريًا ضد مجموعة من مقاتلي الحركة الأفغانية في مطار كابل العسكري، في الأول من شهر يناير/ كانون الثاني الجاري، وأنه سيواصل هجماته ضد طالبان.

ومن أفغانستان إلى إفريقيا، كثف تنظيم داعش هجماته ضد المسيحيين في مناطق غرب ووسط وجنوب القارة، إذ هاجم مقاتلي داعش في نيجيريا كنيسة محلية في بلدة “لوكوجا” بمنطقة كوجي (وسط البلاد)، وهاجم مقاتلي التنظيم في الكونغو الديمقراطية (وسط إفريقيا) شاحنة لنقل البضائع على طريق “بيني- كاسيندي” وقتلوا سائقها بدعوى أنه مسيحي، وفي موزمبي (جنوب) هاجم مسلحو داعش منازل يمتلكها سكان محليون مسيحيون في كابو ديلغاو بشمال شرق موزمبيق وأحرقوا عددا منها.

وُركز تنظيم داعش في إفريقيا على مهاجمة السكان المسيحيين في القارة الإفريقية لتعويض تراجعه العملياتي عن طريق مهاجمة أهداف مدنية سهلة الاستهداف، وسعيًا لخلق حالة استقطاب طائفي بين المسيحيين والمسلمين في مختلف المناطق، حتى يستغلها التنظيم في عمليات التجنيد والاستقطاب، كما اعتاد أن يفعل في مناطق أخرى.