20 جامعة بريطانية تقدم دورات مجانية للنساء الأفغانيات حتى ترفع طالبان الحظر عن الدراسة

إنه الأمر الذي كانت الفتيات والنساء في مختلف أنحاء أفغانستان يخشين حدوثه منذ عودة طالبان إلى السيطرة على البلاد. لكنه حدث، فحين وصلت الطالبات يوم 21 ديسمبر /كانون الأول إلى مداخل جامعاتهن محجبات ويرتدين الملابس المطلوبة، منعهن رجال أمن طالبان من الدخول، وأبعدوهن عن البوابات.

لقد حظرت طالبان التعليم الجامعي للنساء، بعد أن حظرت الفتيات من الدراسة في معظم المدارس الثانوية خلال الأشهر الستة عشر الماضية.

ويبدو الآن أن جميع سبل التعليم الرسمي قد أغلقت في وجه الفتيات والنساء في أفغانستان.

على إثر ذلك تعهدت أكثر من 20 جامعة بريطانية كبرى بتقديم دورات مجانية للنساء الأفغانيات، طالما أن جماعة طالبان تحظر على النساء الوصول إلى جامعات البلاد.

الآن، تعاون عدد من الجامعات البريطانية من خلال FutureLearn لتزويد النساء في أفغانستان بالوصول المجاني إلى منصات التعلم الرقمية.

سيمكن الفتيات والنساء اللائي لديهن إمكانية الوصول إلى الإنترنت من دراسة أكثر من 1200 دورة تدريبية من أفضل المؤسسات دون أي تكلفة على أنفسهن.

تقدم FutureLearn، التي أسستها الجامعة المفتوحة في عام 2012، دورات نيابة عن حوالي 25% من أفضل 200 جامعة في العالم.

ستة وعشرون جامعة من أفضل 30 جامعة في المملكة المتحدة هم شركاء FutureLearn، بما في ذلك 21 مؤسسة من أصل 24 مؤسسة تابعة لمجموعة Russell Group.

قال جو جونسون، رئيس FutureLearn، إن هذه الخطوة ستوفر “شريان حياة” لأولئك الذين يريدون التعلم.

ملالا يوسف.. فتاة باكستانية تُلهم فتيات أفغانستان اللاتي حرمن من التعليم

ما يحصل في أفغانستان من قبل جماعة طالبان وحرمان النساء من التعليم حدث من قبل في باكستان

فتاة صغير عمرها لا يتخطى 17 عامًا، وقفت أمام واحد من أخطر التنظيمات الإرهابية، لا تريد الكثير، فقط تتمنى أن تتعلم هي وصديقاتها في سلام، لكن نالت منها الرصاصات، وللمفارقة حملتها إلى جائزة نوبل للسلام. ما فعلته الباكستانية ملالا يوسف زاي كان دفعًا لعوائق تواجهها وغيرها من الفتيات الممنوعات باسم طالبان من التعليم، وبعد ما يقرب من 10 سنوات صارت ناشطة قصتها ملهمة.

 

ملالا يوسف زاي من هي؟

ملالا تعني “المهمومة”، وسمتها أسرتها تيمنا باسم ملالي مايواند المحاربة الأفغانستانية التي واجهت البريطانيين في 1880، ولدت ملالا يوسف زاي في 12 يوليو 1997 في مدينة مينجورا في وادي سوات في باكستان، تنتمي لقبيلة البشتون وأسرتها مسلمة سنية، لديها شقيقين أصغر منها، ووالدتها تور بيكاي ووالدها ضياء الدين يوسف زاي، الشاعر الذي كان يمتلك سلسلة مدارس في مدينتهم.

نشأت ملالا في ظل محاولات سيطرة طالبان باكستان على الحكم والإطاحة بالحكومة الباكستانية، فكانت تشهد المناطق المتفرقة من البلاد نزاعات وحملات إرهابية، خاصة المناطق القبلية، وبسبب نشاط والدها المناهض لهذه الحركة، استقت منه ملالا الرغبة في تغيير العالم والاهتمام بالأحوال السياسية.

ملالا يوسف.. فتاة باكستانية تُلهم فتيات أفغانستان اللاتي حرمن من التعليم

لندن ، إنجلترا – 16 أكتوبر 2022- : حضرت ملالا يوسفزاي الحفل الختامي لمهرجان لندن السينمائي -(غيتي)

قصة ملالا كاملة

 

ذاع صيت ملالا يوسف زاي بعد مرورها بأحداث مختلفة، أظهرت خلالها القدرة على التصدي لمن يحاول الاعتداء على حقها، واستطاعت وهي ما زالت في سنوات المراهقة الأولى أن تواجه طالبان وأن تراسل هيئة الإذاعة البريطانية، وتدعم حقوق الأطفال في كل مكان في التعليم، حتى نالت جائزة نوبل للسلام عام 2014، لتكون أصغر من حصل على الجائزة حتى الآن.

التدوين لبي بي سي

اقتحام طالبان باكستان لوادي سوات، حيث تقيم ملالا، جعل تغطية الأخبار أمرا شديد الصعوبة، بعد أن قامت الحركة بمنع الفتيات من التعليم
وحظرت الموسيقى والتلفزيون وقتلت رجال الشرطة، فما كان من هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) الأردية أن تلجأ إلى صحافة المواطن
لتستكشف كيف تعيش الفتيات والطالبات في ظل هذا الحكم المتشدد والعنف تجاههن؟

بحث المحررون في بي بي سي الأردية عن فتاة تتمكن من التدوين للإذاعة البريطانية بصفة مجهولة، ومع تراجع كثيرين
بسبب الخوف من الملاحقة والتهديد من جانب طالبان، تم الاستقرار على ملالا يوسف زاي، التي لم تتجاوز الـ 11 عاما حينها.

وكانت تكتب يومياتها تحت اسم مستعار هو “جول مكاي”، وجاءت أولى تدويناتها لبي بي سي بعنوان “أنا خائفة” في 3 يناير 2009،
حتى تم الكشف عن هويتها المجهولة في ديسمبر 2009، حين صارت مناداتها بحقوق الفتيات في التعليم علنية.

ملالا يوسف.. فتاة باكستانية تُلهم فتيات أفغانستان اللاتي حرمن من التعليم

هل التعليم الجامعي عبر الانترنت بديل للأفغانيات؟

قصة ملالا يوسف زاي تمثل قصة كل الفتيات اللواتي يحاربن للحصول على حقهن في التعليم فقد دفعت أنباء حظر دراسة الجامعة على النساء، بعض الناشطات الأفغانيات إلى نشر قصص على وسائل التواصل الاجتماعي عن أيام تخرجهن من الجامعة، وصورهن بالعباءة وقبعة التخرج.

العام الماضي صرحت المبعوثة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة لأفغانستان دبروا ليونز بأن على الجميع دعم عودة الفتيات الأفغانيات للجامعات في أفغانستان.

رغم كل التضيق  العام المنصرم من قبل طالبان على النساء وتعليمهن فإن المئات من الفتيات الأفغانيات وجدن الحل للدراسة الجامعية عبر الإنترنت والاستفادة من ألف وستمائة منحة دراسة لشهادة البكالوريوس في جامعة University of the people الأمريكية مثل الطالبة زينب التي تدرس من داخل منزلها في العاصمة الأفغانية كابول، وتبلغ من العمر أربعة وعشرين عامًا وبسبب الأوضاع الأمنية تخشى حتى أن تقول علنا إنها تدرس في جامعة عبر الإنترنت نتيجة تقيدات الطالبان. تقول الشابة زينب “هذه الجامعة هي الطريق الوحيد الذي سيساعدني على استكمال دراستي. كان عندي أحلام كبيرة ومستقبل أمامي بالحصول على شهادة جامعية وحتى البدء بمشروع تجاري، لإثبات أن المرأة الأفغانية قادرة على تحقيق المستحيل. الآن للأسف لا أجرئ حتى القول بأنني أدرس في المنزل”.

رئيسة مجلس الأمناء في جامعة UoPeople، باسكالين سيرفان شرايبر أكدت على أهمية استكمال الأفغانيات التعليم مهما حدث وأضافت ”عندما تولى طالبان زمام الأمور في أفغانستان، كنا قلقين بشأن تأثير ذلك على تعليم النساء. لا يمكننا أن نفهم عالمًا يتم فيه تجريد الأفغان من حقهم في التعليم، وخاصة النساء. تبعًا لذلك، أعلنا عن مبادرتنا لتقديم 1000 منحة دراسية للأفغان، مع إعطاء الأولوية للنساء. وبعد الإعلان، تقدمت أكثر من 8100 امرأة للمنحة. وبدأت أكثر من 1600 منهن دراستهن معنا، تأسست UoPeople إيمانًا بأن التعليم العالي هو حق أساسي للجميع “.

بدأ يكتسب التعليم الإلكتروني دورًا كبيرًا خاصة بعد تفاقم جائحة كورونا ومنع التعليم الوجاهي في العديد من الدول، لتقليص عدد الإصابات لذلك كانت الحاجة لتعليم عبر الانترنت. ورغم أن الجامعة الأمريكية والتي ينتسب لها أكثر من مئة ألف طالب وطالبة حول العالم تأسست قبل أحد عشر عامًا إلا أن التكنولوجيا واستقرار الإنترنت في معظم أنحاء العالم حتى في دولة تعاني مثل أفغانستان جعل من التعليم عبر الإنترنت خيارًا مطلوبًا.

 

ملالا يوسف.. فتاة باكستانية تُلهم فتيات أفغانستان اللاتي حرمن من التعليم

طالبان والتضيق على النساء

ويأتي هذا المنع الأخير بعد فرض قيود متزايدة تطال الحياة اليومية للنساء والفتيات في أفغانستان خلال الأسابيع الأخيرة. ففي نوفمبر/تشرين الثاني منعت حكومة طالبان النساء في كابل أيضًا من دخول الأماكن العامة مثل الحدائق والصالات الرياضية.

كانت بنات هذا الجيل في أفغانستان يعتقدن أنهن محظوظات، وسيتاح لهن التعليم الذي حرمت منه أمهاتهن وقريباتهن وأخواتهن الأكبر سنًا.

لكن بدلا من ذلك، يبدو أن عليهن أن يشهدن الآن مستقبلهن ينهار أمام أعينهن.

وتقول الأمم المتحدة إن النساء يجري حصرهن في منازلهن بشكل متزايد، في معاملة ترقى إلى السجن.