الماء و أزمة المناخ 

  •  مناطق كبيرة من العالم زادت جفافاً عن الظروف الطبيعية في العام 2021 بسبب أزمة المناخ
  • يواجه 3,6 مليارات شخص صعوبة في الحصول على مياه كافية في شهر على الأقل من السنة
  • أشار تقرير الامم المتحدة إلى أن 74 بالمئة من جميع الكوارث الطبيعية كانت مرتبطة بالمياه بين عامي 2001 و2018

حذرت الأمم المتحدة الثلاثاء من أن جميع مناطق العالم شهدت ظواهر مناخية قصوى مرتبطة بالمياه في العام الماضي وأن مليارات الأشخاص يعانون من شح في هذا المورد الثمين.

عرفت مناطق كبيرة من العالم جفافاً زاد عن الظروف الطبيعية في العام 2021 بسبب أزمة المناخ وظاهرة إل نينيا الجوية، على ما ذكرت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية في تقريرها السنوي الأول عن حالة موارد المياه العالمية.

أعدت المنظمة التقرير للمساعدة في تقييم آثار أزمة المناخ  والبيئي والمجتمعي على الموارد المائية في العالم.

ويتمثل الهدف من هذا التقييم السنوي في دعم مراقبة وإدارة موارد المياه العذبة العالمية في عصر يشهد طلباً متزايداً وإمدادات محدودة.

الأمم المتحدة: الماء مؤشر هام على أزمة المناخ

قال الأمين العام للمنظمة بيتيري تالاس في بيان “غالباً ما نشعر بأزمة المناخ من خلال الظواهر المائية – موجات جفاف أكثر حدة وتواتراً وفيضانات شديدة وأمطار موسمية غير منتظمة بشكل متزايد وذوبان الأنهار الجليدية المتسارع – إلى جانب آثار متعاقبة على الاقتصادات والنظم البيئية وجميع جوانب حياتنا اليومية. ومع ذلك، ليس هناك فهم كافٍ للتغيرات في توزيع موارد المياه العذبة وكميتها ونوعيتها”.

الظواهر المتطرفة

وفي الوقت الحالي، يواجه 3,6 مليارات شخص صعوبة في الحصول على مياه كافية في شهر على الأقل من السنة، ومن المتوقع أن يزداد هذا العدد إلى أكثر من 5 مليارات شخص بحلول عام 2050، بحسب التقرير.

وأشار التقرير إلى أن 74 بالمئة من جميع الكوارث الطبيعية كانت مرتبطة بالمياه بين عامي 2001 و2018.

وأُبلغ عن “ظواهر فيضانات كبيرة أسفرت عن العديد من الضحايا”.

أضاف التقرير “سجلت مناطق شاسعة من الكرة الأرضية ظروفاً أكثر جفافاً من المعتاد في عام 2021، مقارنةً بمتوسط فترة الأساس الهيدرولوجية البالغة 30 عاماً”.

شملت هذه المناطق منطقة ريو دي لا بلاتا في أمريكا الجنوبية حيث أثر الجفاف المستمر على المنطقة منذ عام 2019، وجنوب نهر الأمازون وجنوب شرق نهر الأمازون، وأحواض الأنهار في أميركا الشمالية بما في ذلك أحواض أنهار كولورادو وميزوري وميسيسيبي.

الماء

فقمة الراهب تستريح على كتل الجليد العائمة في أكتوبر 2022 في بحيرة . Jökulsárlón تبلغ مساحتها 20 كيلومترًا مربعًا وعمقها أكثر من 200 متر
– Getty Images

وفي إفريقيا، كان التصريف في أنهار مثل النيجر وفولتا والنيل والكونغو أقل من المعدل الطبيعي في عام 2021. كذلك، كان معدل التصريف في أنهار في أجزاء من روسيا وغرب سيبيريا وآسيا الوسطى أقل من المتوسط في عام 2021.

وشهدت إثيوبيا وكينيا والصومال عدة سنوات متتالية من هطول الأمطار بمعدل أقل من المتوسط، مما تسبب في حدوث جفاف إقليمي.

وفي المقابل، أُبلغ عن ظواهر فيضانات كبيرة أسفرت عن الكثير من الضحايا في عدة مناطق منها الصين (مقاطعة خنان) وشمال الهند وأوروبا الغربية والبلدان المتضررة من الأعاصير المدارية مثل موزمبيق والفيليبين وإندونيسيا.

الأمم المتحدة: الماء مؤشر هام على أزمة المناخ

 

الموارد الجليدية

يشير التقرير إلى أن الغلاف الجليدي (الأنهار الجليدية والغطاء الثلجي والصفيحة الجليدية والتربة الصقيعية حيثما وُجدت) هو أكبر خزان طبيعي للمياه العذبة في العالم. ويُعد مصدر الأنهار وإمدادات المياه العذبة لما يُقدر بنحو 1,9 مليار شخص.

وتؤثر التغييرات في موارد مياه الغلاف الجليدي على الأمن الغذائي وصحة الإنسان وسلامة النظم البيئية والحفاظ عليها، مما يؤدي إلى آثار كبيرة على التنمية الاقتصادية والاجتماعية.

يشير التقرير إلى أن ذوبان الأنهر الجليدية على مستوى العالم تزايد في عام 2021.