هل يستخدم بوتين التلويح بالمجاعة لإخافة العالم؟

  • روسيا تحتفظ بحقها في الانسحاب من هذا الاتفاق
  • موسكو: يجب على كييف عدم خرق الضمانات

بعد إعلان العودة إلى العمل باتفاقية تصدير الحبوب الأوكرانية، هدّد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الأربعاء، بخروج روسيا مجددا من الاتفاق في حال عمدت كييف إلى “خرق ضمانات” طلبتها موسكو.

وقال بوتين في كلمة مقتضبة بثّها مباشرة التلفزيون الروسي: “طلبت من وزارة الدفاع استئناف مشاركتها في اتفاق تصدير الحبوب. لكن روسيا تحتفظ بحقها في الانسحاب من هذا الاتفاق في حال خرقت أوكرانيا الضمانات”.

وتابع: “لكن حتى وإن انسحبت روسيا من هذا الاتفاق، سنكون مستعدين لتوفير كامل محاصيل الحبوب التي تم تصديرها من أراضي أوكرانيا للبلدان الأكثر فقرا”، من دون إعطاء مزيد من التفاصيل.

بوتين يهدد بالانسحاب مجددًا من اتفاق تصدير الحبوب

واستأنفت روسيا الأربعاء مشاركتها في اتفاقية تصدير الحبوب الأوكرانية بعد تلقي “ضمانات خطية” من أوكرانيا بشأن جعل الممر المستخدم لنقلها منزع السلاح.

وكانت موسكو قد علقت مشاركتها في اتفاق الحبوب بعد هجوم بمسيرات على أسطولها المتمركز في خليج سيباستوبول في شبه جزيرة القرم التي ضمتها. وحمَّل الجيش الروسي مسؤولية هذه العملية إلى أوكرانيا بمساعدة “خبراء بريطانيين” وأكد أنها تمت من الممر البحري المخصص للصادرات الأوكرانية.

تهديدات نووية

وفي السياق، قال الجيش الروسي إنه “بفضل مشاركة منظمة دولية فضلا عن تعاون تركيا تم الحصول على الضمانات الخطية اللازمة من أوكرانيا بشأن عدم استخدام الممر الإنساني والموانئ الأوكرانية المحددة لتصدير المنتجات الزراعية لتنفيذ أعمال عدائية ضد روسيا”.

في الأثناء تتزايد المخاوف من ضربة نووية روسية محتملة في أوكرانيا، بعدما أعربت الولايات المتحدة الأربعاء عن “قلق متزايد” من هذا الاحتمال، وفق المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي.

وتأتي تصريحات كيربي على أثر مقالة نشرتها صحيفة “نيويورك تايمز”، وأشارت إلى أن ضباطا روسا رفيعين تباحثوا مؤخرا حول توقيت استعمال سلاح نووي تكتيكي في أوكرانيا وكيفية ذلك، في إشارة إلى قنبلة أضعف من قنبلة نووية.

والأربعاء اعتبر المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف أن “من غير المسؤول” أن تعمد وسائل إعلام غربية إلى “تضخيم متعمّد لمسألة الأسلحة النووية”.

وجاء التهديد الآخر على لسان الرئيس الروسي السابق المسؤول البارز في مجلس الأمن القومي دميتري مدفيديف.

والثلاثاء تطرّق الرئيس الروسي السابق ديمتري مدفيديف نائب رئيس مجلس الأمن القومي، مجددا إلى السلاح النووي، محذّرا أوكرانيا من السعي لاستعادة كامل الاراضي التي تحتلها روسيا.

وقال مدفيديف إن هدف أوكرانيا المتمثل باستعادة كافة أراضيها التي تحتلها روسيا، بما فيها منطقة دونباس وشبه جزيرة القرم سيكون “تهديدا لوجود دولتنا”.

والأربعاء قالت وزارة الخارجية الروسية إن “الأولوية القصوى” هي تجنب الحرب بين القوى النووية التي ستكون لها “عواقب كارثية”.

وتتّهم روسيا أوكرانيا بالتحضير لاستخدام قنابل قذرة ضد القوات الروسية، لكن كييف تشتبه بأن روسيا قد تبادر لهذه الخطوة لتنسب الهجوم إلى أوكرانيا في محاولة لتبرير لجوء موسكو لاحقا إلى أسلحة نووية بعدما تكبّدت مؤخرا خسائر في شرق أوكرانيا وجنوبها.