واشنطن: الأمن في مالي تدهور بشكل كبير منذ استقدام مجموعة فاغنر

  • نائبة وزير الخارجية الأمريكي : المجلس العسكري المالي استقدم فاغنر فتفاقم الإرهاب بشكل كبير
  • زيادة بقرابة 30% في الهجمات الإرهابية خلال الأشهر الستة الماضية في مالي
  • تتهم الولايات المتحدة وفرنسا ودول غربية أخرى المجلس العسكري بالاستعانة بمجموعة فاغنر الروسية

روسيا ومن خلال ذراعها العسكري غير النظامي مجموعة “فاغنر”، تعمل على التدخل في العديد من الدول، ولكنها منذ نحو عامين بدأت بالتوجه بشكل لافت نحو دول أفريقيا طمعا بثروات القارة السمراء، وفي جمهورية مالي، كان لدخول “فاغنر”، آثار سلبية فقد اعتبرت الولايات المتحدة الأربعاء، أن الوضع الأمني تدهور بشكل كبير في مالي منذ أن استعان المجلس العسكري الحاكم بمرتزقة من مجموعة فاغنر الروسية التي يحدّ وجودها بشدة من النشاط الأمريكي في مكافحة المسلحين.

وقالت نائبة وزير الخارجية الأمريكي فيكتوريا نولاند في مؤتمر عبر الفيديو إثر عودتها من جولة في منطقة الساحل شملت مالي في الفترة ما بين 16 و20 تشرين الأول/ أكتوبر، إن “المجلس العسكري المالي استقدم فاغنر فتفاقم الإرهاب بشكل كبير”.

وتحدثت المسؤولة عن زيادة بقرابة 30% في الهجمات الإرهابية خلال الأشهر الستة الماضية.

تتناقض هذه التصريحات مع أقوال العسكريين الذين استولوا على السلطة بالقوة عام 2020 في البلد الذي يهزّه العنف منذ عقد.

واتخذت السلطات المالية مسافة منذ عام عن فرنسا وشركاء باماكو التقليديين، وولت وجهها شطر روسيا. ويرى المجلس العسكري الحاكم أنه حقق تقدما في مكافحة جماعات مسلحة.

“فاغنر” يد روسيا الإجرامية المتنقلة

وتتهم الولايات المتحدة وفرنسا ودول غربية أخرى المجلس العسكري بالاستعانة بمجموعة فاغنر، لكن السلطات المالية تنفي ذلك وتتحدث عن تعاون مع الجيش الروسي.

وأكدت نولاند أنها أثارت مخاوف الولايات المتحدة مع حكومة مالي خلال زيارتها.

وقالت “هذه الحكومة المؤقتة اتخذت خيارات سيئة للغاية باستقدام فاغنر… ونحن نشهد نتائج ذلك مع تزايد العنف وأعمال الإرهاب فيما يتم دفع قوات الأمم المتحدة للمغادرة”.

واتهمت فاغنر بالضغط على مالي للحد من عمليات بعثة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة (مينوسما)، وهي قيود اشتكت منها مينوسما نفسها.

كما رددت فيكتوريا نولاند الاتهامات العديدة لعناصر فاغنر بارتكاب انتهاكات ضد السكان المدنيين.

وتابعت أن جيران مالي “قلقون للغاية” أيضا بشأن وجود فاغنر، مشيرة إلى موريتانيا التي زارتها أيضا ووصفتها بأنها “واحة استقرار”.

الولايات المتحدة منخرطة عسكريا في منطقة الساحل، وكانت تقدم دعما لوجستيا واستخباراتيا لقوة برخان الفرنسية المناهضة للمسلحين في مالي قبل خروجها منها هذا العام.

مالي

وأكدت نولاند أن الأمريكيين مستمرون في العمل عن كثب مع الفرنسيين في منطقة الساحل بعد إعادة انتشار قواتهم.

لكن “قدرة الولايات المتحدة على مساعدة مالي على الجبهة الأمنية مقيّدة بشدة” بسبب القوانين الأميركية بشأن التعاون مع الحكومات غير المنتخبة، “وصارت أكثر تقييدا نتيجة الخيار الذي اتخذته مالي بالتعاون مع فاغنر”، موضحة أن برامج التعاون المدنية تأثرت أيضا.

كما زارت نولاند بوركينا فاسو والتقت الرجل القوي الجديد الكابتن إبراهيم تراوري.

وأضافت في هذا الصدد أنه “قال بشكل لا لبس فيه إن الدفاع عن بوركينا فاسو يخص أبناء البلد وإنهم لا يعتزمون الاستعانة بفاغنر”.

تصاعد التوترات العسكرية في مالي

نقلت تقارير صحفية  أنه خلال الأشهر الماضية ارتفعت وتيرة رفض الجنود الماليين للأوامر التي تصدر من مجموعة “فاغنر”، ما أدى لنشوب اشتباكات، في أكثر من مرة.

ويشير خبراء، إلى أن وقوع اشتباكات بين جنود الجيش المالي و”فاغنر”، وارد في ظل صراعات العناصر على الموارد والمكاسب التي يحصلون عليها خلال معاركه في مالي.

واعتبر الخبراء أن، تصاعد التوترات بين عناصر الجيش المالي ومجموعة “فاغنر”، سوف تأزم الأوضاع داخل مالي، إذا لم يتم السيطرة على هذه الحالات، وستكون نتائجها وخيمه.