محاولات لاستغلال قضية الطفلة “لولا” سياسيا في فرنسا.. لوبان وزمور هما الأبرز

أثارت قضية مقتل الطفلة الفرنسية لولا على يد جزائرية مضطربة نفسيا مقيمة في باريس، تفاعلا واسعا لدى اليمين الذي يواصل معركته ضد المهاجرين المنتمون للجاليات العربية والإفريقية.

في ظل أجواء مشحونة بالعدائية، أكمل فيها اليمين الفرنسي هجومه الحاد ضد الجاليات العربية والإفريقية، مبالغاً في شراسته وضراوته بما أسماها “وقفات بيضاء”، تعاطفاً مع الطفلة لولا.

لم يتخل إيريك زمور المرشح الرئاسي الفرنسي السابق، واليميني المتطرف إريك زمور عن عهده، عندما وصف الجريمة بأنها ” فرونكوسيد” القريبة من مصطلح ” الفيمينسيد” و”الجينوسيد”، ولم يدخر جهداً في الإضافة والتوضيح: “إذا كان الفيمينيسد جريمة تمس النساء كجنس، فإن الفرونكوسيد جريمة تمس الفرنسيين كجنس”، ليخرج الجريمة من الطابع البوليسي، إلى جريمة ذات أبعاد ثقافية ودينية وسياسية، ففي نظره “الفرونكوسيد” جريمة يذهب ضحيتها فرنسي على يد أجنبي.

من جانبها لم تنتظر المرشحة الرئاسية السابقة، واليمينية المتطرفة مارين لوبان ما يمكن أن تسفر عنه نتائج التحقيقات الجنائية بعد توقيف القاتلة، وقبل أن تدفن العائلة ابنتها، كانت تحمل على السياسة الفرنسية المتعلقة بالهجرة، مستعملة عبارة تعاطف مؤثرة: “إن التعاطف الذي تحس به كل عائلة فرنسية، كما لو أن الضحية هي ابنتنا، لعميق جداً”.

و”لولا” طفلة فرنسية تبلغ من العمر 12 عاما ضحية اغتصاب وتعذيب وقتل.. والمتهمة الرئيسية التي نفذت هذه الجريمة البشعة والتي رُصدت بكاميرات المراقبة تدعى “ذهبية” جزائرية الجنسية وتبلغ من العمر 24 عاما.

اليمين الفرنسي المتطرف يحاول استغلال قضية مقتل الطفلة "لولا" ضد المهاجرين

في تفاصيل الجريمة، اصطحبت المتهمة الطفلة إلى شقة أختها التي تعيش في نفس المبنى الذي تعيش فيه الضحية، وأجبرتها على الاستحمام، قبل الاعتداء عليها جنسيا وتعذيبها.

وعثر على جثتها في حاوية في ساحة خاصة بمبنى شقق سكنية الجمعة الماضية.

صدمة عنيفة عاشها سكان باريس بعد مقتل الفتاة بهذه الطريقة الشنيعة.. وتحولت مواقع التواصل الاجتماعي إلى منبر للنشطاء للتعبير عن دهشتهم من هذه الجريمة ، وعن دعمهم كذلك لعائلة الطفلة البريئة التي قتلت بأبشع الطرق بدون أي ذنب.

بالإضافة إلى تطورات التحقيق التي تنشر اتباعا كل يوم من قبل وسائل الإعلام الفرنسية..حرص الإعلام على نشر صور وفيديوهات المجرمة التي نشرتها قبل أيام معدودة من ارتكاب الجريمة عبر حسابها على تيكتوك.. وبدت ذهبية في حالة طبيعية كسائر الفتيات في سنهانتابع بعض هذه الفيديوهات.

جريمة “ذهبية” وصلت أصدائها لـ البرلمان الفرنسي وخلقت سجال سياسي بشأن قوانين الهجرة والمهاجرين وذلك لأن المتهمة من أصول جزائرية وهي مقيمة فيفرنسا بشكل غير قانوني.. كل هذه التفاصيل وضعت القضية في منحى آخر وغيّرت نوع التعليقات.