الحرية في أبسط أشكالها منعدمة في إيران

في وقت أثار فيه مقتل الشابة الإيرانية “مهسا أميني” على يد قوات شرطة الأخلاق في إيران ضجة عالمية كبيرة، تعالت الأصوات التي طالبت طهران بوقف الاضطهاد الممنهج ضد النساء في دولة تعد من الأسوأ في العالم من حيثية حقوق المرأة منها صوت عارضة الأزياء الإيرانية “فرنوش حميدان”.

ومع استمرار الاحتجاجات داخل إيران على مقتل أميني، يلجأ النظام الإيراني الجائر لقمع وتفريق تجمعات المواطنين المحتجين على الوضع الحالي حيث تستخدم القوات الأمنية الذخيرة الحية ضد المواطنين.

واعتقلت شرطة الأخلاق الشابة “مهسا أميني” التي تبلغ من العمر 22 عاماً من بلدة سقز الكردية بإيران في سبتمبر بالعاصمة طهران بسبب “ملابس غير مناسبة” مما أدى إلى وفاتها، رغم الإنكار المستمر من السلطات الإيرانية أنهم لم يتسببوا بمقتلها.

 

فرنوش حميدان لـ "أخبار الآن": "ما يحدث في إيران لا يتعلق بالدين"

لكن وفقاً لمعلومات واردة من نتائج فحوصات الطب الشرعي، تم تسريبها من داخل النظام، فإن “مهسا أميني” دخلت في غيبوبة وتوفيت بسبب ضربات على الجمجمة، ووفقاً لـ “محمد باقر بختيار”، أحد كبار قادة الحرس الثوري الإيراني أثناء الحرب العراقية الإيرانية، فقد تم استئصال الطحال التالف لأميني من جسدها بعد نقلها إلى مستشفى كسرى بسبب نزيف داخلي لتتحسن حالتها، لكنها سقطت في غيبوبة بسبب إصابات في جمجمتها.

وسط حالة الفوضى السائدة في الشوارع الإيرانية بسبب القمع الممنهج والاضطهاد للمواطنين من قبل النظام، أميني ليست الضحية الأولى وللأسف لن تكون الأخيرة في دوامة من الاعتداءات على النساء في إيران.

فمثل أميني، عانت العديد من السيدات والشابات بسبب نظام ظالم وعدم وجود روادع للحفاظ على حياة النساء.

فرنوش حميدان: أنا مجرد امرأة إيرانية قلقة للغاية

تحدثت عارضة الأزياء الإيرانية “فرنوش حميدان” التي تتخذ من باريس مقراً لها عن الاحتجاجات التي تشهدها إيران في الفترة الأخيرة، حيث تبنت القضية وقامت بتحويل صفحاتها على مواقع التواصل الاجتماعي لمنبر تحاول نشر التوعية به عن الوضع الحالي في بلدها.

وقالت حميدان في مقطع فيديو حصري ارسلته لـ “أخبار الآن” أنها مجرد امرأة إيرانية قلقة للغاية على شعبها، وأردفت أنها ليست جزءاً من أي حزب سياسي أو مجموعة حيث أنها ولدت في إيران ونشأت في إيران.

فرنوش حميدان لـ "أخبار الآن": "ما يحدث في إيران لا يتعلق بالدين"

في المرة الأولى التي تم اعتقال فرنوش حميدان فيها من قبل “شرطة الآداب” أو “شرطة الأخلاق” كانت تبلغ من العمر 14 عاماً فقط وأنها تدعم القضية بسبب ما مرت به شخصياً.

وأضافت: “شعبي يقتل يومياً في إيران على يد الشرطة وشرطة الأخلاق وفيلق الحرس الثوري الذي كان من المفترض أن يكون هناك لحماية الناس”.

ما يحدث في إيران لا يتعلق بالدين

كما تابعت عارضة الأزياء الإيرانية حديثها مع أخبار الآن وصرحت أن ما يحدث في إيران الآن لا يتعلق بالدين بل يدور حول الحرية في أبسط الأشياء التي يمكن تخيلها مثل الذهاب إلى ملعب لمشاهدة مباراة كرة قدم.

قالت حميدان: “نريد أن نكون سعداء فحسب، نريد أبسط الأشياء التي قد لا تفكرون فيها حتى”

عندما يخرج الناس إلى الشارع ويبدأون في ترديد بعض الشعارات مثل “بيشرف” باللغة الفارسية، فهذا يعني الشخص الذي لا شرف له. وتابعت: “نحن ندعو الحكومة بلا شرف. نحن نسميهم رجالاً مشينين لأن الشرف في الأدب الفارسي والثقافة الفارسية يعني كل شيء بالنسبة لنا.”

“إذا لم يكن لدى شخص ما شرف، فهذا يعني أنه ليس لديه أي شيء. إنه أكثر شيء غير محترم يمكن أن تقوله لأي شخص على الإطلاق.”