تفجير جسر القرم.. ضربة موجعة للدعاية العسكرية الروسية

انفجرت سيارة مفخخة على جسر القرم، مما تسبب في حريق ضخم على هذا المعبر الأساسي الذي يربط بين شبه الجزيرة الأوكرانية التي ضمتها موسكو والبر الروسي.

الجسر الذي بُني بتكلفة كبيرة بأوامر من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لربط شبه جزيرة القرم بالأراضي الروسية، يُستخدم لنقل معدات عسكرية للجيش الروسي الذي يقاتل في أوكرانيا.

وتم افتتاح الجسر في عام 2018، وهو يمتد فوق مضيق كيرتش. ويُعد معبرًا ضروريًا لنقل الأشخاص والبضائع إلى شبه جزيرة القرم، وكذلك إلى القوات الروسية المنتشرة في أوكرانيا.

وقبل 3 أشهر فقط، كانت الدعاية الروسية تدّعي أن جسر القرم من المستحيل مهاجمته أو إلحاق أي أضرار به، خاصة وأنه يتم تحصينه بـ 20 طريقة حماية مختلفة، بما في ذلكالدلافين العسكرية“.

تفجير جسر القرم يهدم الإدعاءات الروسية

ولكن تم هدم هذا الإدعاء الروسي، لينضم إلى غيره من الإدعاءات العسكرية الروسية التي انهارت في ساحة المعركة منذ بداية غزو أوكرانيا في شهر فبراير الماضي.

وتواجه روسيا سلسلة من الانتكاسات العسكرية منذ بداية سبتمبر، إذ أُجبرت قواتها على التراجع في شمال شرق البلاد وجنوبها ولا سيما في منطقة خيرسون المتاخمة لشبه جزيرة القرم والتي أعلن بوتين ضمها.

ووصلت إخفاقات الأسابيع الأخيرة إلى درجة أن الجيش وقيادته يتعرضون لانتقادات من شخصيات بارزة، حتى في وسائل الإعلام الحكومية.

وصباح السبت، أعلن الجيش الروسي تعيين قائد جديد لقيادةالعملية العسكرية الخاصةفي أوكرانيا بعد سلسلة من الانتكاسات المريرة على الأرض ومؤشرات استياء متزايدة في أوساط النخب بشأن إدارة النزاع.

وأعلنت وزارة الدفاع الروسية على تلغرام: ”تم تعيين جنرال الجيش سيرغي سوروفيكين قائدًا للمجموعة المشتركة من القوات في منطقة العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا“.

من بينها الدلافين العسكرية.. كيف تم اختراق 20 نقطة تحصين لجسر القرم؟

الصورة المتداولة في الدعاية الروسية والتي توضح حجم التحصينات المحيطة بالجسر

كيف تم تفجير جسر القرم رغم التحصينات؟

يُعد جسر كيرتش الممتد على طول حوالي 19 كيلومترًا، مشروعًا ضخمًا استغرق بناؤه عامين من أحل ربط روسيا بشبه جزيرة القرم، وذلك بهدف الحد من عزلة شبه الجزيرة بعد 4 سنوات على ضمها إلى روسيا.

ويبلغ ارتفاع الجسر 35 مترًا عند قوسه المركزي، بينما تبلغ السرعة القصوى المسموح بها عليه 120 كلم في الساعة، إذا لم تؤد الظروف الجوية إلى إبطاء حركة السير عليه.

وأكدت الدعاية العسكرية الروسية مرارًا أن الجسر آمن على الرغم من القتال في أوكرانيا، لكن هددت موسكو في الماضي كييف بالانتقام إذا هاجمت القوات الأوكرانية هذه البنية التحتية أو غيرها في شبه جزيرة القرم.

فيديو يوثّق لحظة انفجار الجسر

وأشارت الدعاية الروسية إلى أنه حتى على الرغم من التعزيزات العسكرية التي تتلقاها كييف من أمريكا ودول أوروبا، فإنها لن تصبح قادرة على ضرب جسر القرم، واختراق التحصينات المنيعة التي تحيط به من كافة الجوانب.

وأكدت الدعاية العسكرية الروسية أن الجسر مُحصّن من ضربات الطائرات، بواسطة أنظمة دفاع متطورة ومنصات صواريخ مضادة للطائرات يستحيل تجاوزها.

وأضافت دعاية موسكو أنه لا يمكن نجاح أي هجوم بري على الجسر، حيث يخضع لحراسة مشددة من جانب القوات الروسية، وهو محمي من جانب الماء أيضًا من قِبَل أسطول البحر الأسود وخفر السواحل.

بالإضافة إلى ذلك، يتم حراسة المنشأة من قِبَل لواء بحري خاص من الحرس الروسي يقوم بدوريات في المنطقة المائية على متن قوارب، ويتم تسليح أفراد الدوريات بمدافع رشاشة متوسطة الحجم، بالإضافة إلى قاذفات قنابل يدوية، وأنظمة الصواريخ المضادة للطائرات.

وأوضحت الدعاية الروسية أنه حتى من تحت الماء، لا يمكن مهاجمة جسر القرم بأي شكل، لأنه محمي بواسطةالدلافين العسكرية الروسية“.

وعلى الرغم من إدعاءات موسكو، تم تفجير الجسر بواسطة شاحنة مفخخة، وهو ما ينسف تأكيدات الدعاية الروسية ويوجّه لها ضربة موجعة تُضاعف من خسائرها الأخيرة.