بعد مهمة سرية للاستخبارات الأسترالية في سوريا

  • أكثر من 20 امرأة أسترالية وأكثر من 40 طفلا هم من أرامل وأبناء مقاتلي تنظيم داعش
  • غالبية الأستراليين ومن بينهم 44 طفلا محتجزون في مخيم روج
  • الغارديان : الوضع في الهول “في غاية الخطورة”مع استمرار نشاط تنظيم داعش الإرهابي

 

أفادت صحيفة الغارديان البريطانية بأن الحكومة الأسترالية تستعد لإطلاق مهمة تهدف إلى إنقاذ عشرات الأستراليات وأطفالهن المحاصرين في مخيمي الهول وروج في شمال سوريا.

وأكدت صحيفة الغارديان من مصادر متعددة أن مهمة الإنقاذ أصبحت “وشيكة”.

وقالت الغارديان إن هناك أكثر من 20 امرأة أسترالية وأكثر من 40 طفلا هم من أرامل وأبناء مقاتلي تنظيم “داعش” القتلى أو المسجونين داخل معسكرات الاعتقال في الهول وروج.

وتعليقا على هذه الخطط، قالت المتحدثة باسم وزيرة الشؤون الداخلية الأسترالية، كلير أونيل، لصحيفة الغارديان: “الأولوية القصوى للحكومة الأسترالية هي حماية الأستراليين والمصالح الوطنية الأسترالية بناء على نصائح الأمن القومي. وبالنظر إلى الطبيعة الحساسة للمسائل المعنية، فلن يكون من المناسب تقديم المزيد من التعليقات”.

وذكرت الصحيفة أن غالبية الأستراليين، ومن بينهم 44 طفلا، محتجزون في مخيم روج بالقرب من الحدود العراقية.

ويعتبر المخيم أكثر أمانا من مخيم الهول، لكن ينتشر فيه سوء التغذية والأمراض والعنف.

ووصفت الغارديان الوضع في الهول بأنه “في غاية الخطورة”، مع استمرار نشاط تنظيم داعش، مشيرة إلى أنه تم الإبلاغ عن أكثر من 100 جريمة قتل في 18 شهرا حتى يونيو من هذا العام.

ويشهد الهول، الواقع في أقصى محافظة الحسكة، ويؤوي نحو 56 ألف شخص، نحو نصفهم عراقيون، حوادث أمنية بين الحين والآخر، تتضمن عمليات فرار أو هجمات ضد حراس أو عاملين إنسانيين أو جرائم قتل تطال القاطنين فيه، وفق فرانس برس.

أوضاع مزرية في مخيم الهول الذي تقطنه عوائل تنظيم داعش الإرهابي

وسلطت الصحيفة البريطانية الضوء على وضع الأطفال الأستراليين الذين “يعانون بشدة ” في معسكرات سوريا. وتشير إلى قصة الشاب المولود في سيدني يوسف زهاب الذي قضى في يوليو لأسباب غير مؤكدة، والذي أثارت قصته جدلا واسعا في البلاد حول تلكؤ الحكومة الأسترالية في استعادة عائلات عناصر التنظيم.

وسبق أن علمت أسرته أنه أصيب بالسل وأرسلت نداءات استغاثة يائسة أثناء حصار تنظيم “داعش” لسجن الصناعة في الحسكة في يناير 2022. وكان يوسف بعمر 11 عاما عندما نُقل إلى سوريا.

وفي عام 2021، انهارت فتاة أسترالية تبلغ من العمر 11 عاما بسبب سوء التغذية في مخيم روج.

وفي عام 2020، عانت فتاة أسترالية تبلغ من العمر ثلاث سنوات بشدة من “قضمة الصقيع” في أصابعها بسبب برودة الشتاء.

وقال رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر، بيتر ماورير، إن “الظروف القاسية بشكل مروع” في الهول تزداد سوءا.

وأضاف أن “الأطفال لديهم طعام ومياه نظيفة ورعاية صحية وتعليم أقل مما تتطلبه المعايير الدولية. إنهم يتعرضون إلى ما لا نهاية للمخاطر، ويتم تجاهل حقوقهم”.

أستراليا تستعد لإعادة عائلات مقاتلي داعش من سوريا..هل تنسج دول أخرى على منوالها؟

وكانت القوات الكردية (الأسايش) أعلنت، السبت، انتهاء عملية أمنية نفذتها على مدى ثلاثة أسابيع ضد مجموعات تابعة لتنظيم داعش في مخيم الهول، وأسفرت عن توقيف أكثر من 220 شخصا “من بينهم 36 امرأة متشددة شاركن في جرائم القتل والترهيب”.

وقالت إنها عثرت على “25 خندقا ونفقا”، وصادرت أسلحة وأدوات تعذيب وأجهزة اتصالات، وفق رويترز.

وحررت القوات ست نساء على الأقل تم العثور عليهن مختبئات ومقيدات بالسلاسل داخل المخيم، وتبين أنهم تعرضن للتعذيب من قبل مسلحي “داعش” على مدى سنوات.

وذكرت الأسايش أن التنظيم اعتمد “بشكل خاص على النساء والأطفال… للحفاظ على فكره ونشره” في المخيم.

واتهمت النساء التابعات له بـ”استخدام الموارد والمنتجات المقدمة، بشكل خاص تحويل الأموال والاتصالات في نقل المعلومات وتحريض الخلايا وربطها مع بعضها داخل المخيم وخارجه”.

وأطلقت هذه القوات العملية في 25 أغسطس، بمساندة من قوات سوريا الديمقراطية والتحالف الدولي بقيادة واشنطن، “إثر ازدياد عمليات القتل والتعذيب التي نفذتها الخلايا الإرهابية بحق قاطني المخيم”، وفق فرانس برس.

وتتوقع صحيفة الغارديان أن تستعيد أستراليا أكثر من 20 من مواطنيها، معظمهم من الأطفال، لكنها لن تتمكن من إخراج جميع الأستراليين من المعسكرات في الحال، وقد يحصل ذلك في العمليات اللاحقة خلال الأشهر القادمة.

وتقول العديد من النساء المحتجزات في المخيمات إن أزواجهن، الذين لقوا حتفهم، قد أجبروهن أو خدعوهن من أجل السفر إلى سوريا.

ومعظم الأطفال الأستراليين هم دون سن السادسة، وفق الصحيفة.

وفي عام 2019، أطلقت أستراليا مهمة إنقاذ سرية لإعادة ثمانية أيتام أستراليين، من بينهم مراهقة حامل، من المعسكرات، لكن منذ ذلك الحين رفضت الحكومة إعادة أي شخص آخر إلى الوطن بسبب مخاوف أمنية.

وناشدت واشنطن والسلطات الكردية مرارا الدول إلى استعادة رعاياها و”عدم تركهم عرضة للاستغلال والتجنيد” من قبل التنظيم.

ورغم النداءات المتكررة وتحذير منظمات دولية من أوضاع “كارثية” خصوصا في مخيم الهول، ترفض غالبية الدول استعادة مواطنيها.

وتقول الغارديان إن ألمانيا أعادت 91 من مواطنيها، وأعادت فرنسا 86، وكازاخستان أكثر من 700، وروسيا وكوسوفو أكثر من 200 لكل منهما.

وتجري فرنسا عملية لإعادة مواطنين، من بينهم أيتام.