استمرار الاحتجاجات بسبب مقتل مهسا أميني في إيران

  • الرئيس الإيراني يدافع عن “خشونة” قوات الأمن مع المحتجين
  • مقتل أكثر من 75 شخصا في الاحتجاجات على مقتل مهسا أميني

وسط استمرار الاحتجاجات في إيران على مقتل الشابة، والتي تتعامل معها قوات الأمن بعنف؛ تسبب في مقتل أكثر من 75 شخصًا -وفقًا لمنظمات حقوقية- بينما تقول وكالة أنباء فارس وكالة أنباء فارس إنه قتل نحو 60 شخصا منذ 16 أيلول/سبتمبر.

وفي تعليق له، ندّد الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، الأربعاء، بما وصفه “الفوضى” التي أثارتها موجة من التظاهرات احتجاجا على وفاة مهسا أميني، وذلك خلال وجودها قيد الاحتجاز لدى شرطة “الأخلاق”.

وقال رئيسي في مقابلة تلفزيونية: “هؤلاء الذين شاركوا في أعمال الشغب يجب التعامل معهم بشكل حاسم، هذا مطلب الشعب”.

وأضاف “سلامة الناس خط أحمر في ايران، ولا أحد مخوّل مخالفة القانون وإحداث فوضى”.

وكانت عائلة مهسا أميني التي تسببت وفاتها أثناء توقيفها لدى شرطة الأخلاق لعدم التزامها بقواعد اللباس المشددة بتظاهرات عارمة، قد تقدمت بشكوى ضد عناصر الشرطة الذين أوقفوها كما أعلن الأربعاء محامي العائلة.

وفي الوقت نفسه حذّرت الشرطة من أنّ وحداتها ستواجه “بكل قوتها” المتظاهرين الذين يحتجون منذ 12 يوما على وفاة الشابة الإيرانية، فيما تسببت حملة القمع بسقوط عشرات القتلى حتى الآن ما استدعى إدانات واسعة في الخارج ودعوات الى ضبط النفس.

ليست مهسا أميني وحدها.. الرئيس الإيراني يُهدد المحتجين

أشخاص يشاركون في احتجاج بعد وفاة مهسا أميني في إيران، أمام بوابة براندنبورغ، في برلين، ألمانيا – 28 سبتمبر (رويترز)

وتنفي السلطات أي مسؤولية لها عن وفاة الشابة البالغة 22 عاما والمتحدرة من محافظة كردستان الإيرانية، لكن عائلتها تقول العكس، وقدمت شكوى ضد عناصر الشرطة الذين أوقفوا ابنتها، وفق ما نقلت وكالة “إسنا” للأنباء عن محامي العائلة صالح نيكباخت.

وقال المحامي: “تقدّمت عائلة مهسا أميني بشكوى ضد المسؤولين عن توقيف ابنتها و(عناصر الشرطة) الذين تكلموا معها منذ وصولها إلى مركز شرطة الأخلاق”.

ضربة شديدة على الرأس

وأضاف: “طلبنا من المدعي العام وقاضي التحقيق إجراء تحقيق مفصل عن كيفية حصول الاعتقال، حتى نقل مهسا إلى المستشفى”، مطالبًا السلطات بتأمين “كل مقاطع الفيديو والصور” المتوافرة طوال فترة اعتقال مهسا أميني لدى شرطة الأخلاق.

ويقول ابن عمة مهسا، عرفان صالح مرتضائي الذي يقطن منذ عام في كردستان العراق حيث انضمّ إلى تنظيم “كومله” الكردي المسلّح المعارض للنظام في إيران، إن أميني تعرّضت لـ”ضربة شديدة على رأسها” على يد “شرطة الأخلاق” يوم توقيفها في 13 أيلول/سبتمبر.

ويروي مرتضائي نقلا عن والدة أميني أن الشرطة تعرّضت للشابة بـ”الضرب” قبل أن تنقلها إلى حافلة حيث تلقت “مزيدًا من الضربات”. بعد ذلك تم نقلها إلى المستشفى حيث توفيت إثر غيبوبة استمرت ثلاثة أيام.

ليست مهسا أميني وحدها.. الرئيس الإيراني يُهدد المحتجين

وتسببت وفاتها بموجة تظاهرات. وبحسب آخر حصيلة أوردتها وكالة أنباء فارس: “قتل نحو 60 شخصا” منذ 16 أيلول/سبتمبر. وأعلنت الشرطة مقتل عشرة من عناصرها لكن لم يتّضح إن كان هؤلاء العشرة من ضمن الحصيلة التي أوردتها وكالة “فارس”.

والإثنين أفادت منظمة “حقوق الإنسان في إيران” غير الحكومية ومقرها أوسلو بمقتل “76 شخصا على الأقل”.

ويقول نشطاء حقوقيون إن الشرطة أطلقت على المحتجين الخرطوش والرصاص الحي.

وتندد السلطات بوقوف “مجموعات انفصالية” وراء التظاهرات التي ترى فيها “مؤامرات خارجية”. والأربعاء، شنّت إيران ضربات في إقليم كردستان العراق المجاور، حيث تتمركز تنظيمات معارضة كردية إيرانية تندد باستمرار بقمع التظاهرات في إيران.

وأدى القصف إلى مقتل وإصابة 71 شخصا. واستدعت بغداد سفير إيران لديها لإبلاغه احتجاجها على القصف الإيراني.

كما دانت الولايات المتحدة “بشدّة” الأربعاء الضربات الإيرانية في كردستان العراق. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية نيد برايس في بيان “نقف إلى جانب الشعب والحكومة العراقيَين في وجه هذه الهجمات الوقحة على سيادتهما”.

وقالت وسائل إعلام معارضة مقارها في الخارج إن احتجاجات واسعة النطاق استمرت في مدن مختلفة، لكن نشطاء قالوا إن القيود المفروضة على الإنترنت تجعل من الصعب على نحو متزايد إرسال لقطات فيديو.

دعم لاعبي كرة قدم ايرانيين

والأربعاء أعلن وزير الاتصالات عيسى زارع بور “فرض قيود على بعض المنصات خصوصا الأمريكية”، مشيرا إلى أن “رفع القيود المفروضة على الإنترنت يتوقف على قرار السلطات”.

وخلال الاحتجاجات تطلق هتافات مناهضة للسلطات كما تمزّق صور للمرشد الأعلى علي خامنئي والخميني، كما يتم رشق قوات الأمن بالحجارة وإحراق سيارات الشرطة ومبان حكومية، وفق مقاطع فيديو.

وأعلنت السلطات توقيف أكثر من 1200 متظاهر منذ 16 أيلول/سبتمبر. وبحسب منظّمات غير حكومية تم توقيف نشطاء ومحامين وصحافيين.

وتقود النساء التحركات الاحتجاجية التي تشهدها إيران، علما بأن تظاهرات تضامنية عدة تنظّم خارج إيران.

ونشر المدافع الدولي الإيراني مجيد حسيني الأربعاء على حسابه على انستغرام، رسالة تندد بالقمع فيما عبر عدة لاعبين بارزين في كرة القدم الإيرانية بينهم المهاجم الدولي السابق علي كريمي، علنا عن تأييدهم حركة الاحتجاج.

على غرار دول أوروبية أخرى، استدعت إسبانيا الأربعاء سفير إيران لديها لإبلاغه احتجاج المملكة على قمع التظاهرات.

وأكد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان في الآونة الأخيرة لدبلوماسيين غربيين أن التظاهرات “ليست مشكلة كبرى” لاستقرار إيران.

وأضاف للإذاعة الوطنية العامة في نيويورك: “لن يحصل تغيير للنظام في ايران”.

وهذه الاحتجاجات هي الأوسع نطاقا منذ تظاهرات تشرين الثاني/نوفمبر 2019 التي نجمت من ارتفاع أسعار البنزين في خضم الأزمة الاقتصادية، وشملت حينها حوالى مئة مدينة إيرانية وتعرضت لقمع شديد (230 قتيلاً بحسب الحصيلة الرسمية، وأكثر من 300 حسب منظمة العفو الدولية).