إجراءات كثيرة تقوم بها الدول الأوروبية للاستعداد لشتاء قارس

  • دعا الرئيس إيمانويل ماكرون إلى خفض استخدام الغاز بنسبة 10٪
  • تدفئة المباني العامة حتى 19 درجة مئوية كحد أقصى

 

من تقليل وقت الاستحمام، والقيادة بشكل أبطأ، وتغريم أصحاب المتاجر لعدم إغلاق أبوابهم، يشرع الأوروبيون في خطة تقليل استخدام الطاقة في فصل الشتاء.

تعد هذه الأهداف جزءًا من جهود الاتحاد الأوروبي لخفض الطلب على الغاز الطبيعي هذا الشتاء، مع ترك كل دولة تقرر الأساليب التي تصلح فيها.

وافقت المفوضية الأوروبية، في يوليو على خفض استخدام الغاز بنسبة 15٪ حتى مارس 2023 بشكل طوعي، مقارنة بمتوسط الاستهلاك من 2016 إلى 2021.

وهذا ما أوصت به بعض حكومات الاتحاد الأوروبي حتى الآن:

فرنسا

دعا الرئيس إيمانويل ماكرون إلى خفض استخدام الغاز بنسبة 10٪، وحذر من أن تخفيضات الطاقة القسرية ستكون مطروحة على الطاولة إذا ثبت أن الجهود التطوعية غير كافية.

تمثل واردات الغاز الروسي 15٪ من استهلاك فرنسا من الغاز، مما يجعلها أقل اعتمادًا على روسيا من معظم نظيراتها في الاتحاد الأوروبي.

وأعلن عمدة باريس يوم 13 سبتمبر أن أضواء برج إيفل الشهير ستنطفئ في تمام الساعة 11.45 مساءً، كما سيتم تغريم أصحاب المتاجر الذين يتركون أبواب المتاجر المكيفة 750 يورو (751 دولارًا)، وسيتم حظر الإعلانات المضيئة من الساعة 1 صباحًا حتى الساعة 6 صباحًا.

ألمانيا

كانت ألمانيا الأكثر تعرضا لخفض إمدادات الغاز الروسي. أصدر وزير الاقتصاد الألماني روبرت هابيك بيانًا قدم فيه عددًا من الإجراءات التي دخلت حيز التنفيذ في 2 سبتمبر على أمل تقليل استخدام الغاز بنحو 2٪.

من بين هذه الإجراءات: تدفئة المباني العامة حتى 19 درجة مئوية كحد أقصى، منع إنارة واجهات المحلات في الليل، وحظر تدفئة حمامات السباحة الخاصة.

النمسا

تعتمد النمسا أيضًا بشكل كبير على الغاز الروسي، حيث حصلت على أكثر من 80٪ من موسكو في السنوات السابقة.

في الأسبوع الماضي، أطلقت وزارة المناخ في النمسا حملة لتوفير الطاقة أطلق عليها اسم ”المهمة 11″، تضمنت: القيادة بشكل أبطأ لتوفير الطاقة – بحد سرعة مقترح يبلغ 100 كم / ساعة، وإزالة الثلج من الفريزر بانتظام، وتقليل وقت الاستحمام.

الدول الأوروبية

صورة تعبيرية (سوشيل ميديا)

إسبانيا

بينما لا تعتمد إسبانيا مثل أعضاء الاتحاد الأوروبي الآخرين على الغاز الروسي، الذي يمثل 14.5٪ من وارداتها، وافق البرلمان الإسباني على خفض بنسبة 8٪ في استخدام الغاز.

من التوصيات التي قدمها البرلمان: عدم خفض حرارة تكييف الهواء في معظم المباني العامة والشركات عن 27 درجة مئوية في فصل الصيف، وألا تزيد التدفئة عن 19 درجة مئوية خلال فصل الشتاء، وإغلاق أبواب المحلات المكيفة، ومنع الإضاءة الليلية  للواجهات الخارجية للمتاجر أو الآثار العامة.

فنلندا

في حين أن 75٪ من إمدادات الغاز الفنلندية تتكون من واردات روسية، فإن البلاد ليست عرضة لتقلبات موسكو، حيث يمثل الغاز الطبيعي أقل من 6٪ من إجمالي استهلاك الطاقة في فنلندا.

في الأسبوع الأخير من شهر أغسطس، أعلنت وزارة الشؤون الاقتصادية والتوظيف عن حملة بعنوان “درجة أقل”، والتي تهدف إلى جعل 75٪ من الفنلنديين يقللون من استهلاكهم للطاقة من خلال: خفض درجة حرارة المنزل باستخدام منظم الحرارة، واستخدم إلكترونيات أقل ومصادر إضاءة أقل، وتحديد الاستحمام بمدة 5 دقائق.

إيطاليا

استوردت إيطاليا ما يقرب من 40% من غازها من روسيا العام الماضي.

بمبادرة من وزارة التحول البيئي الإيطالية، تستهدف الدولة خفض استهلاك الغاز بنسبة 7٪ (5.3 مليار متر مكعب) بحلول مارس، من خلال تخفيض الترموستات في المباني الصناعية بدرجة واحدة إلى 17 درجة مئوية، وتنظيم درجة حرارة ترموستات الكتل السكنية عند 19 درجة مئوية، و إيقاف تشغيل المشعات لمدة ساعة واحدة على الأقل يوميًا.

هولندا

أطلقت الحكومة الهولندية حملة في أبريل في محاولة لتقليل الاعتماد على الغاز الروسي الذي يشكل نحو 12.5٪ من استخدام هولندا للغاز.

تضمنت الحملة؟: الاستحمام لمدة 5 دقائق، وخفض التدفئة المركزية.

الدول الأوروبية

صورة تعبيرية (سوشيل ميديا)

هل تجدي هذه الحملات؟

تقدر بعض التقارير أنه إذا تمكنت أوروبا من خفض استخدامها للغاز بنسبة 15٪ حتى مارس 2023، فستكون المنطقة قادرة على التعامل مع الشتاء على الرغم من محدودية الإمدادات وارتفاع أسعار الطاقة.

قالت سامانثا دارت، كبيرة المحللين الاستراتيجيين في مجال الطاقة في جولدمان ساكس، “نحن بالفعل هناك … لقد تجاوزت المدخرات هذا الشهر بالفعل هدف 15٪”.

وأضافت أن استهلاك الغاز في شمال غرب أوروبا المقدّر لشهر أغسطس / آب كان أقل من المتوسط بنسبة 13٪.

قال دارت: “نعتقد أن هذا أكثر من مدخرات كافية لقضاء فصل الشتاء دون انقطاع التيار الكهربائي أو أزمة التدفئة”، بافتراض استمرار سيناريو الطقس الشتوي المتوسط.

هدف صعب لكن ليس مستحيلاً

ومع ذلك، وفقًا لمحلل آخر، يبدو هذا الهدف طموحًا، خاصة عندما يبدأ فصل الشتاء.

قال مدير مجموعة أوراسيا، هينينج جلويستين، إن تلك الفترة الزمنية هي التي “تجاوز فيها استهلاك الأسر للتدفئة بكثير الطلب الصناعي”، والذي انخفض بالفعل بنسبة 20-30٪ في معظم أنحاء أوروبا.

قال جلويستين لشبكة CNBC: “إن تحقيق هدف التخفيض بنسبة 15٪ مقابل العمل كالمعتاد سيكون صعبًا، ولكنه ليس مستحيلًا”.

وأضاف جلويستين أنه إذا تمكنت أوروبا من إدارة الطلب المستمر على الطاقة والوصول إلى إمدادات الغاز البديلة، فيمكن تجنب “التقنين الشديد”.

وقال إن “التخفيض الفوري” في الاستهلاك المنزلي يمكن أن يأتي في نفس الوقت الذي ستقفز فيه معظم رسوم الغاز في الاتحاد الأوروبي في الأول من أكتوبر، بالإضافة إلى الحملات الإعلامية المكثفة التي تقوم بها الحكومات.

الركود الشتوي المحتمل

ومع ذلك، حذر هينينج من أن هذا سيكون له ثمن. وقال “من شبه المؤكد أن هذا سيأتي على حساب ركود الاتحاد الأوروبي خلال فصل الشتاء والذي سيضر بشدة بالأسر ذات الدخل المنخفض والصناعات الصغيرة”.

وقال هينينج إن الشتاء البارد قد يجعل من الصعب أيضًا تحقيق خفض الطلب المطلوب، ولكنه يزيد أيضًا من احتمالية تعطل الإمدادات من النرويج، حيث يتعين إخلاء الحفارات البحرية في بحر الشمال أثناء العواصف.

وأضاف: “إذا لم ينجح إجراء واحد أو اثنان فقط من الإجراءات المطلوبة، فقد يصبح الوضع خطيرًا جدًا وبسرعة كبيرة”.