الصحفية مينا اللامي تكشف أهم تفاصيل رسالة داعش

  • ميناء اللامي “قيادة داعش لا تزال مجهولة الهوية “
  • داعش يستجدي أنصاره ويخفي قيادته الجديدة

نشرت الصحفية في هيئة الإذاعة والتلفزيون البريطانية  بي بي سي، مينا اللامي والمختصة في شؤون الجماعات الإرهابية، الأربعاء، سلسلة تغريدات خصصتها لتحليل رسالة قيادة تنظيم داعش الإرهابي الأخيرة.

وكانت مؤسسة الفرقان، الذراع الدعائية لتنظيم داعش، قد بثت كلمة جديدة للمتحدث باسم التنظيم أبو عمر المهاجر، الثلاثاء، دعا فيها لاستمرار حملة اقتحام السجون، التي يُطلق عليها “هدم الأسوار” لتهريب عناصر التنظيم منها، وأكد على استمرار الهجمات الإرهابية التي يشنها داعش ضد المسيحيين في غرب ووسط أفريقيا، بينما تجاهل أنباء اعتقال ومقتل قادة بارزين بالتنظيم كان آخرهم حجي زيد العراقي، وواصل التكتم على حقيقة ما حدث لمتحدث التنظيم السابق أبو حمزة القرشي (المهاجر) الذي قُتل في وقت سابق.

وكشفت الخبيرة في الجماعات الإرهابية أن “رسالة المتحدث باسم داعش أبو عمر المهاجر ، بدلاً من الزعيم الغامض، غطت عادة مجموعة واسعة من المواضيع ، من الإشادة بـ “نجاحات” الجماعة في بعض البلدان ، إلى الدعوة إلى تجنيدها”.

 

وأوضحت اللامي أنه “على الرغم من لهجتها الجريئة، فقد نقلت الرسالة نداءًا يائسًا لداعش للحصول على الدعم من المسلمين في جميع أنحاء العالم ، وأشارت إلى خيبة أمل قوية لعدم الإعجاب من قبل أتباع الديانات”.

وأطلق تنظيم داعش دعوة نادرة للتجنيد في جنوب شرق آسيا، واستهدف المسلمين في “الفلبين ، وسنغافورة ، وماليزيا ، وإندونيسيا”، وكذلك مناشدة المسلمين في “الهند وبنغلاديش وباكستان”، وفق قراءة مينا اللامي التحليلية.
كما ألقى تنظيم داعش، في رسالته، باللوم عليهم بسبب “قمعهم” و “ضعفهم” ، قائلاً إن أعدادهم كبيرة لكنهم بحاجة فقط إلى التشديد، وهو ما قال إنهم يستطيعون فعله إذا انضموا إلى داعش.

خبيرة الجماعات المتشددة مينا اللامي: داعش يستجدي أنصاره ويخفي قيادته الجديدة
واعتبرت الصحفية أن “فرع شرق آسيا التابع لتنظيم داعش هو أحد أقل الفروع نشاطًا للتنظيم، حيث ساده الهدوء إلى حد كبير هذا العام. إذ نفذت في الغالب هجمات صغيرة ضد الجيش في جنوب الفلبين، لكنها أعلنت أيضًا عن عدد من الهجمات على الكنائس في الفلبين وإندونيسيا”.

 

وعلى غرار رسائل القيادة السابقة، والتي تم الترحيب فيها بمقاتلي تنظيم داعش في أفريقيا باعتبارهم قدوة للآخرين لمحاكاتهم، وتم الإشادة بهم بسبب تهريب المقاتلين من السجون في نيجيريا (يوليو) وجمهورية الكونغو الديمقراطية (أغسطس)”.
وبحسب مينا اللامي، فقد كررت الجماعة “هدفها الأول” المتمثل في اقتحام السجون لتحرير أتباعها في جميع أنحاء العالم، مستشهدة بغارات تنظيم داعش في السجون هذا العام في سوريا ونيجيريا وجمهورية الكونغو الديمقراطية كدليل على تفاني قيادتها في تحقيق هذا الهدف.

كماكشفت قراءة مينا اللامي أن “رسالة قيادة التنظيم الإرهابي تضمنت أيضا محاولة على ما يبدو للدعوة لأداء الواجب، ناشد المتحدث أتباع داعش غير الذين تم إطلاق سراحهم في نيجيريا والكونغو الديموقراطية للانضمام إلى صفوف الجماعة”.
وناشد تنظيم داعش، كذلك، “السجناء المفرج عنهم المنتمين إلى الجماعات الإرهابية المتنافسة، ودعاهم بالمثل إلى الانضمام إلى تنظيم داعش ، وذكّرهم أنه عند تحريرهم”.

 

وعند اقتحام سجن نيجيريا، قال محللون أمنيون إن السجن احتجز أعضاء بارزين من منافسي تنظيم داعش بوكو حرام وأنصاره، بالإضافة إلى أعضاء داعش، الأمر الذي أثار تساؤلات حول خطة داعش وما إذا كان الهجوم سيحظى بتأييده في عيون المقاتلين المتنافسين.
بينما كان داعش يتفاخر بشأن عمليات الهروب من السجون في أفريقيا، فإن الجائزة الأولى والجائزة المستهدفة للتنظيم من المرجح أن تكون السجون ومعسكرات الاعتقال في شمال شرق سوريا، وفق ما جاء في قراءة اللامي.
بالإضافة إلى الثناء الكبير على المقاتلين في أفريقيا، أشادت الجماعة بمقاتليها في سيناء المصرية، الذين حوصرت بشدة في الأشهر الأخيرة، ومقاتليها في أفغانستان، الذين أشادت بـ “الضربات” التي وجهوها على طالبان.

الجماعة حاولت تبرير تكتيكاتها المتطرفة والعنيفة، لكنها لم تعتذر وقالت إن أفعالها تتماشى تمامًا مع الشريعة

وسعى التنظيم في جزء كبير من الرسالة لـ “مناشدة المسلمين في جميع أنحاء العالم للانضمام إلى داعش، وتقديم الجماعة على أنها المنقذ الوحيد للمسلمين. وحاول تمييز نفسه عن الجماعات المنافسة، مثل القاعدة وطالبان، قائلاً إن جميع الجماعات الأخرى فشلت في الالتزام الكامل بالشريعة”.

 

وحول زعيم داعش الغامض أبو الحسن الهاشمي القرشي، الذي أُعلن أنه “خليفة” الجماعة في مارس من هذا العام، فلم تشر إليه الرسالة على الإطلاق ولم تقدم أي معلومات عنه.

وقارنت المختصة في الجماعات الإرهابية، الرسالة الأخيرة، بالرجوع إلى الرسالة الأخيرة لقيادة داعش في أبريل، والتي ألقاها المتحدث باسم الجماعة، فقد “نقل على الأقل تحيات الخليفة إلى رعاياه ومقاتليه في جميع أنحاء العالم وأقر بالولاء له، إلا أنه  هذه المرة لم يذكر الخليفة ولم ينطق اسمه”.

وزمنيا، فقد ربطت مينا اللامي، الرسالة التي “أتت بعد أسبوع من إعلان الرئيس التركي أردوغان القبض في إسطنبول على مسؤول كبير في تنظيم داعش، زعمت بعض وسائل الإعلام التركية أنه ليس سوى زعيم تنظيم داعش، وقيل إنه عراقي اسمه بشار خطاب غزال الصميدعي والملقب بـحجي زيد”.
وفي ختام قراءتها، استخلصت الباحثة أنه “بما أن داعش لم يكشف أبدًا عن الهوية الحقيقية لزعيمه الحالي ولم يُظهره أو جعله يسلم رسالة بصوته ، فإن قيادته لا تزال مجهولة الهوية فعليًا”.