أزمة المناخ وارتفاع درجات الحرارة تؤثر سلبياً على إنتاج الأجبان في فرنسا

  • انخفض إنتاج الحليب عموماً بنسبة 15 في المئة عما كان عليه العام الفائت.
  • بدأ عشرات المربين يخزّنون أعلافاً لفصل الشتاء  لقطعانهم.

سيطرت أزمة المناخ على الدول الأوروبية بشكل كبير, حيث أسفرت عن ارتفاع درجات الحرارة بشكل ملحوظ.

كما أثّر الحرّ سلباً على قطعان الأبقار في جبال الألب وانعكس على الأجبان التقليدية الفرنسية الشهيرة، إذ أدى الجفاف إلى شحّ في الأعشاب و”اصبح كل شيء اصفر”، ما دفع أصحاب المواشي  إلى النزول من المراعي الجبلية قبل شهر من الموعد المألوف”.

وقال تيو بارجيتزي (28 عاماً) العضو منذ ست سنوات في المجموعة الزراعية المشتركة في لوريت بإقليم أوت سافوا (شرق فرنسا) الشهير بجبنة ريبلوشون  “نخسر يومياً من إنتاج كل بقرة ما يوازي قالباً” من هذه الجبنة المصنوعة من حليب البقر الخام، أي نحو 5 في المئة من الإنتاج.

وتجاوزت الحرارة هذا الصيف الثلاثين درجة في نقاط تعلو 1600 متر عن سطح البحر، ما أدى إلى ذوبان حقول الثلج في سلسلة أرافيس، فبدت الصخور الرمادية عارية من معطفها الأبيض المألوف، واجتاح اليباس المروج. وبنتيجة ذلك، باتت الأبقار تدرّ من الحليب كميات أقلّ، ونوعية اقلّ دسماً.

وفي الوديان، عانت المزارع آثار موجة حرّ تاريخية، تخللتها في منتصف آب/أغسطس نوبة قصيرة من الأمطار، بالكاد تكفي لتخضير المروج.

وانخفض إنتاج الحليب عموماً بنسبة 15 في المئة عما كان عليه العام الفائت بحسب الإحصاءات الأسبوعية، وفق جمعية الأجبان التقليدية في جبال الألب سافويارد.

وقد بدأ عشرات المربين يخزّنون أعلافاً لفصل الشتاء  لقطعانهم، بما يتيح لهم مواصلة إنتاج أجبان الحليب الخام على غرار ريبلوشون وتوم وبوفور وراكليت أو إيمانتال.

وقال رئيس المجموعة الزراعية ألمشتركة جان لوك دوكلو “لقد سبق أن عانينا ظواهر جفاف، لكنّه الآن ينتشر في كل مكان، في فرنسا وإيطاليا وأماكن أخرى في أوروبا”.

واضاف أن كثراً من مربّي الماشية المتأثرين أصلاً “بالارتفاع الكبير في رسوم الغاز والكهرباء بسبب الأزمة في أوكرانيا”، يخشون نقصاً في التبن وتأثير المضاربة.

ويدير الرجل الخمسيني مع أسرته أكثر من 200 رأس من الماشية بهدف بيع اللحوم وإنتاج جبنة إيمنتال. بالقرب من بلدة فرانجي في أوت سافوا، باتت مزرعته الكبيرة المجهزة بنظام حلب آلي يمكن التحكم فيه عن طريق التطبيقات الرقمية بعيدة كل البعد عن المزرعة المتواضعة التي كان يديرها جده وكانت عبارة عن “أربع أبقار على أربعة هكتارات لإطعام 11 طفلاً”.