أوكرانيا تعرضت للغزو الروسي في فبراير الماضي

  • ضرورة الحفاظ على مرونة الإنتاج
  • تخصيص مزيد من الأموال للمعونة الغذائية الدولية

وفقًا لتحليل نشرته صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية، فإن الغزو الروسي لأوكرانيا تسبب في أكبر اضطراب غداء يشهده العالم منذ عقود، وهو ما يدفع البلدان خاصة الصناعية إلى استخلاص الدروس من الأزمة الحالية.

التحليل الذي نشرته الصحفية الأمريكية أشار إلى أنه عندما أبحرت سفينة تنقل 26,500 طن من الذرة من ميناء أوديسا هذا الأسبوع، وهو أول تصدير زراعي من أوكرانيا منذ الغزو الروسي، تنفس العديد من خبراء الأمن الغذائي الصعداء، إلا أنه من السابق لأوانه التفاؤل، بحسب التحليل.

ومن بين الدروس التي تستفاد من الأزمة الحالية، بحسب التحليل، هو ضرورة الحفاظ على مرونة الإنتاج، إذ عندما تقلصت إمدادات الحبوب من روسيا وأوكرانيا اللتين تنتجان معا ربع القمح في العالم، بدأ المزارعون في البلدان المنتجة الرئيسية في العمل.

وشجع شح العرض وارتفاع أسعار القمح مزارعي المحاصيل السنوية الأخرى مثل فول الصويا والذرة على التحول إلى القمح.

درس آخر بحسب التحليل تعلمته الدول من الأزمة هو قيمة الحفاظ على مخازن ضخمة من الحبوب من المحاصيل السابقة، والتي تم استغلالها في كل بلد منتج رئيسي تقريبا لملء الفراغ الفوري الذي خلفته روسيا وأوكرانيا. ويجب الآن تجديد هذه الاحتياطيات بالكامل.

الاضطرابات الأوكرانية تذكر بمدى أهمية قيام كل دولة غنية بتوسيع الإمدادات المحلية والإقليمية من الفواكه والخضروات الطازجة. وفي بعض المناطق، قد يتعين أن يشمل ذلك شبكات من الدفيئات الزراعية عالية الكفاءة والمزارع حيث يمكن زراعة هذه الأغذية المغذية على مدار السنة في مرافق محمية من المخاطر البيئية.

وبحسب التحليل، يتعين على الدول الغنية أن تعمل على تخصيص جزء أكبر من مخزوناتها من الحبوب لأكثر السكان ضعفا، مع تخصيص مزيد من الأموال للمعونة الغذائية الدولية.

وأظهرت الأزمة أن الأمن الغذائي يجب أن يكون جزءا من جميع الاتفاقات التجارية والاقتصادية الدولية الرئيسية بين مجموعة الدول الصناعية.

وخلص التحليل إلى أن الضرر والدمار الناجم عن غزو روسيا لأوكرانيا عن قدم رؤية مهمة حول مستقبل الزراعة في عالم يتسم بعدم الاستقرار البيئي والجيوسياسي المتزايد.

ويسمح اتفاق وقعته روسيا وأوكرانيا في 22 يوليو بوساطة تركيا ورعاية الأمم المتحدة، باستئناف صادرات الحبوب الأوكرانية المتوقفة منذ الغزو الروسي، وشحنات المنتجات الزراعية الروسية رغم العقوبات الغربية، للتخفيف من أزمة الغذاء العالمية وارتفاع الأسعار في بعض أفقر البلدان.

وينص خصوصا على إنشاء ممرات آمنة للسماح بإبحار السفن التجارية في البحر الأسود وتصدير بين عشرين و25 مليون طن من الحبوب.