كيف ينظر الأفغان إلى مقتل الظواهري زعيم القاعدة في بلدهم؟

قبل أن ينقضي العام الأول من انسحاب القوات الأمريكية وإخلاء قواعدها ومراكزها في عموم أفغانستان نهاية آب العام الماضي، واستيلاء جماعة طالبان على السلطة وفي الساعات الأولى من فجر الأحد،  نجحت الولايات المتحدة في تنفيذ غارة جوية في كابول قتلت زعيم تنظيم القاعدة أيمن  الظواهري نفذتها المخابرات الأمريكية وهي الأولى من نوعها بعد الانسحاب الأمريكي من أفغانستان.

الغارة وقعت في  في منطقة “شوربور” بالعاصمة كابول وهو  حي دبلوماسي واشتهر هذا الحي خلال العقدين الماضيين بفيلاته الراقية متعددة الطوابق، والتي كان يسخر منها سكان كابول باعتبارها معقلا لأمراء الحرب والمسؤولين الفاسدين ويطلق عليه سكان كابول اسم “شوربور” ويعني مدينة اللصوص.

وقد استولت جماعة طالبان على بعض الفيلات الفارغة، القريبة من بعض السفارات الغربية ذات الأسوار العالية، والتي أغلقت أبوابها أيضا عندما سيطرت طالبان على السلطة، وفي أحد هذه الفيلات تمت تصفية الظواهري بينما كان يجوب شرفة الفيلا.

وجود الظواهري في أفغانستان وخاصة في كابول وفي الحي الدبلوماسي، وضع طالبان في موقف محرج امام الرأي العالمي خاصة أن الجماعة تعهّدت وفق اتفاق الدوحة بقطع علاقاتها مع القاعدة وعدم مساعدتها بأي شكل من الأشكال. كذلك أحرج وجود الظواهري في أفغانستان طالبان أمام الشعب الأفغاني الذي بدوره يطالب الجماعة بالنأي بنفسها عن الجماعات المتشددة من بينها القاعدة.

الظواهري

حي شيربور في كابول حيث وقعت الغارة

كاميرا أخبار الآن تجولت في هذا الحي والتقت عدد من المواطنين الأفغان الذي عبروا لأخبار الآن عن استيائهم من وجود الظواهري، وعناصر تنظيم القاعدة على أراضيهم.

الزبير راسيخ ، وهو مواطن مقيم في العاصمة كابول كان من بين هؤلاء الرافضين لوجود القاعدة على أراضي بلادهم، قائلا إن الشعب الأفغاني وهو منهم يقبل أن يكون بلا مأوى ، بلا نوم ، وبلا طعام وعطش ، لكنه أي الشعب الأفغاني لا يريد جعل بلاده بيتًا آمنًا للإرهابيين ، خاصة أن أخبار اليوم كانت مؤلمة للغاية بالنسبة للأفغان. وهنا يقصد مقتل زعيم تنظيم القاعدة أنور الظواهري بضربة أمريكية موجعة للتنظيم المتشدد.

ويضيف  راسيخ “كان من الممكن أن يسعدنا لو وقع هذا الحادث في باكستان ، أفغانستان غير معترف بها من قبل الدول الأجنبية ، لذا فإن هذا ليس جيدًا بالنسبة للحكومة لجعل البلاد منزلًا آمنًا للإرهابيين ، إنه يجعلنا مكتئبين.
من الواضح أن أفغانستان تحولت الآن إلى ملجأ آمن للإرهابيين ، وباكستان تدعمها الولايات المتحدة الأمريكية ، والسؤال الآن في كل قلب أفغاني هو لماذا لم يقتل هذا الزعيم في باكستان ، لماذا قُتل في أفغانستان ، معنى هذه الضربة الجوية هو كيفية تحويل أفغانستان إلى منزل آمن للإرهابيين”.

بعد مقتل الظواهري.. أفغاني لأخبار الآن: نُفضّل الجوع على أن تكون بلادنا ملجأ للإرهابيين

لكن لاشك أن الغارة الأمريكية التي استهدفت الظواهري في قلب العاصمة كابول شكلت صدمة كبيرة للكثير من الأفغان.

عزت الله حوسنخل وهو مواطن أفغاني من سكان العاصمة كابول في لقاء خاص مع أخبار الآن عبّر عن صدمته من خبر مقتل زعيم القاعدة أيمن الظواهري خاصة أنه كان يعيش في أفغانستان.

وقال “هذه أخبار محزنة حقًا لأفغانستان ، فعيش مثل هذا النوع من الناس في أفغانستان أمر خطير حقًا ، فهذه مجموعة ضارة ، من الجيد أنهم قتلوه وقتلوا هؤلاء الناس أمر جيد مما يسبب مشاكل للآخرين”

ويضيف  عزت الله أن الأفغان واجهوا العديد من المشاكل ، وعانوا الكثير بسبب العديد من المشاكل في وطنهم إلى جانب ذلك يواجهون مشاكل الأجانب.
واتهم عزت الله طالبان بالتدخل في وسائل الإعلام، وحجب الحقائق عن وسائل الإعلام وبالتالي عن الشعب.

لدى طالبان آرائهم الخاصة وقد يكون لديهم خططهم الخاصة والشعب الأفغاني لا يعرف أي شيء عن خططهم وما سيفعلونه، لأنهم يخفون الكثير  عن وسائل الإعلام

عزت الله

مواطن أفغاني

ويضيف المواطن الأفغاني، أن الواقع الحالي في بلاده يختلف تماما عمّا يشاع خاصة من ناحية الأمن والأمان، ويتهم طالبان بإخفاء الحقائق عن الشعب وتشديد الرقابة على الإعلام ودعا طالبان إلى رفع يدها عن الإعلام، ومنح وسائل الإعلام من الحرية الكافية لنقل الحقائق والتحدث عما يحدث في البلاد.

يقول عزت الله في لقاء مع أخبار الآن” الناس إنه بوصول طالبان إلى هنا لم يعد هناك لصوص ، لكنني أعتقد أنه لا يزال هناك الكثير من اللصوص ، وقد أغلقت طالبان فم وسائل الإعلام ، إذا قدمت مثل هذا التقرير ، فقد يتسببون في مشاكل لك ,لذا في هذه الحالة يجب على طالبان إعطاء كل فرد حقه ، يجب عليهم إعطاء الإذن لوسائل الإعلام”.

وفي حديثه لأخبار الآن تحدث عزت الله عن وضعيتها الخاصة وما تعرض له من مضايقات من رجال طالبان قائلا” أنا أعمل في شركة طبية ، ذات يوم أوقفتني طالبان وأخبرتني أنك من البشتون لماذا ترتدي بنطال وقميصًا ، فهذا صعب حقًا علينا.”

بعد مقتل الظواهري.. أفغاني لأخبار الآن: نُفضّل الجوع على أن تكون بلادنا ملجأ للإرهابيين

ووفق معلومات صحفية قالت مصادر في طالبان إن الجماعة وفرت “أعلى مستويات التأمين” للظواهري في كابول لكنه لم يكن نشطاً إلى حد كبير على صعيد العمليات وكان بحاجة إلى تصريح من طالبان للتحرك.

ووصف مسؤول في شرطة كابول حي شيربور بأنه “أكثر أحياء كابل أمناً وأماناً”، وقال إن ضربة الطائرة المسيرة هناك كانت بمثابة “صدمة كبيرة”.

وأضاف أن شخصيات ذات نفوذ من حكومتي حامد كرزاي وأشرف غني السابقتين شيدت منازل باذخة في شيربور وإن كبار قادة طالبان يعيشون هناك أيضاً مع أُسرهم.