أوكرانيا تؤكد استرجاع خيرسون قبل سبتمبر المقبل

  • أوكرانيا تتوعد بشن هجوم مضاد لاستعادة السيطرة على منطقة خيرسون الاستراتيجية
  • خيرسون أول منطقة تسقط تحت السيطرة الروسية منذ بدأ الغزو

في قرية مُدمّرة قرب خط المواجهة في جنوب أوكرانيا، يُشكّل دوي المدفعية الروسية تذكيرًا دائمًا بالمعركة الطاحنة التي تنتظر القوات الأوكرانية في سياق ما تخطط له من هجوم مضاد على الروس.

آثار الدمار منتشرة في كل مكان في القرية التي لم تُحرَّر من القوات الروسية إلّا بعد معارك طويلة وعنيفة. كلّ بيت تقريبًا مدمّر بالكامل أو متضرر إلى حد كبير، والعديد من السيارات محترقة فيما تنتشر حُفر خلّفتها صواريخ. ولا أثر لسكان المنطقة.

مفرزة صغيرة من الجنود الأوكرانيين تنتشر في خنادق محمية بأكياس رمل وحطام مبان مدمرة. وهي في حال تأهّب دائمة لصدّ مسيّرات العدو في الجوّ.

ويقول ستانيسلاف (49 عامًا) الذي ترك زوجته وطفليه ليقاتل الغزو الروسي لأوكرانيا “هناك من يخاف، لكن ما عسانا نفعل، نحن بحاجة إلى الدفاع عن أرضنا، إذا لم أفعل ذلك بنفسي، سيُضطرّ طفليْ الى فعله”.

وتوعّدت كييف بشن هجوم مضاد لاستعادة السيطرة على منطقة خيرسون الاستراتيجية. وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي السبت إن قواته “تتقدّم خطوة خطوة في منطقة خيرسون”.

في الوقت الراهن، تبدو القوات الأوكرانية في الموقع الذي زارته وكالة فرانس برس مطمئنة الى القيام بعمل جيد للحفاظ على خط المواجهة.

ويضيف ستانيسلاف الآتي من منطقة أوديسا المجاورة “ليس لدينا ما يكفي من المدفعية هنا — إذا أطلقنا النار ثماني مرات عليهم، يطلقون النار 48 مرة علينا. لديهم تفوق في المدفعية”.

في وقت دفعت روسيا بالجزء الأكبر من قواتها في منطقة دونباس في شرق أوكرانيا، قد تكون معركة خيرسون حاسمة لتحديد مستقبل الحرب.

وكانت خيرسون أول منطقة تسقط تحت السيطرة الروسية حين بدأ الغزو الروسي لأوكرانيا. وستكون استعادتها انتصارًا رمزيًا واستراتيجيًا لكييف، اذ ستعني طرد القوات الروسية من منطقة رئيسية شمال معقلها أي شبه جزيرة القرم، وقطع الطريق امام الكرملين لشن هجوم مستقبلي غربًا على طول ساحل البحر الأسود إلى أوديسا.

وستكون المعركة المقبلة اختبارًا أساسيًا للقوات الأوكرانية لتحديد ما إذا كانت، في ظلّ تزويدها اسلحة غربية جديدة، ستتمكن من ردع الروس وتحرير كامل أراضيها.

وقالت كييف والمخابرات الغربية إن موسكو تعزز دفاعاتها في الجنوب في محاولة لردع أي هجوم، فيما صعّدت القوات الروسية ضرباتها على مدينة ميكولايف القريبة في محاولة على ما يبدو لوقف أي هجوم أوكراني.

ويقول الجندي أولكسندر (45 عامًا) “سنُحرّر خيرسون، هذا أمر مؤكّد. لن نتخلّى عنها للروس”.

ويضيف “علينا الصمود ثم تدمير حشد العدو”.