“الموت الأسود” تسبب في مقتل نحو 50 مليون شخص في القرن الرابع عشر

الموت الأسود يطلُ برأسه من جديد… إنّه الشبح الذي أرعب العالم لقرون، يعود في الصين بعد الإعلان عن تسجيل حالة إصابة بالطاعون الدبلي، المعروف باسم “الموت الأسود” في منطقة نينغشيا شمالَ غربِ البلاد.

وفور الكشف عن حالة المصاب، أصدرت منطقة نينغشيا تعليمات وتحذيرات طارئة من المرحلة الرابعة للوقاية من المرض، والسيطرة عليه بشكل سريع قبل انتشاره، لكن ما هو الطاعون الدبلي؟.

الطاعون مرض معدٍ يسبب الوفاة، وتنقله بكتيريا تسمى “يرسينية” تعيش في بعض الحيوانات، خصوصاً القوارض والبراغيث.

الموت الأسود

والطاعون الدبلي هو النوع الأكثر شيوعاً للمرض الذي يمكن أن يصيب الإنسان. وقد اكتسب اسمه من الأعراض التي يسبّبها، مثل التورّم المؤلم في العقد اللمفاوية، أو “دّبْل” في الفخذ أو الإبط.

ويسمى أيضاً بـ”الموت الأسود” بسبب موت أجزاء في الجسم، مثل أصابع اليد وأصابع القدم، نتيجةً للمرض.

وكان الطاعون الدبلي في الماضي أكثر الأمراض إثارةً للخوف في العالم. وبدأت مآسي البشرية مع “الموت الأسود” في القرن الرابع عشر، حين تسبب في مقتل نحو 50 مليون شخص في قارات أفريقيا وآسيا وأوروبا، وفي العام 1665 أودى بحياة خُمس عدد سكان لندن.

الموت الأسود

جزء من كتيب إرشادات صحية رسمي صدر أثناء الطاعون العظيم في لندن عام 1665

وظلت البشرية تعاني من وباء الطاعون الدبلي حتى القرن التاسع عشر، حين توفي أكثر من 12 مليون شخص في الصين والهند.

وتشمل أعراض الطاعون الدبلي الحمى الشديدة والقشعرير والغثيان وتورم العقد الليمفاوية في الرقبة أو تحت الإبط أو الفخذ. وقد تمتد الآثار للجهاز التنفسي ومجرى الدم، فتسبب السعال وألم الصدر وصعوبة التنفس، إلى جانب تسمم الدم، الذي قد يؤدّي إلى تلف الأنسجة وفشل الأعضاء والوفاة.

ويعاود المرض الظهور في بؤر محدودة من وقت إلى آخر، ويتمّ علاجه باستخدام المضادات الحيوية.