بوتين يهدد بمواصلة الغزو الروسي لأوكرانيا

  • روسيا تشن منذ فبراير هجوما واسع النطاق على أوكرانيا

تحدى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الدول الغربية، الخميس، أن تجرب إلحاق الهزيمة بموسكو “في ساحة المعركة”، وذلك بعدما سرع الأمريكيون والأوروبيون وتيرة تسليم الأسلحة للقوات الأوكرانية- حسب وصفه.

وقال بوتين خلال اجتماع مع رؤساء الكتل في مجلس الدوما نقل التلفزيون وقائعه “اليوم، نسمع أنهم يريدون ان يلحقوا بنا الهزيمة في ساحة المعركة. ماذا نقول؟ فليحاولوا”.

وأكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الخميس أن بلاده “لم تبدأ بعد الأمور الجدية” في أوكرانيا، حيث تشن منذ شباط/فبراير الفائت هجوما عسكريا واسع النطاق، مع تشديده على أن موسكو تظل منفتحة على مفاوضات مع كييف.

وقال بوتين في خطاب نقله التلفزيون “على كل طرف أن يعلم أننا لم نبدأ بعد الأمور الجدية” في أوكرانيا، مضيفا “في الوقت نفسه، لا نرفض مفاوضات السلام. ولكن على من يرفضونها أن يعلموا أنه كلما طال (رفضهم هذا)، بات التفاوض معنا أكثر صعوبة بالنسبة اليهم”.

كلما طال الوقت، سيكون من الصعب التوصل إلى اتفاق معنا

فلاديمير بوتين

الرئيس الروسي

وأضاف الرئيس الروسي: “ما زلنا لا نرفض المفاوضات السلمية. لكن يجب على أولئك الذين يرفضون المفاوضات أن يعلموا، كلما طال الوقت، سيكون من الصعب التوصل إلى اتفاق معنا”.

ويتقدم الجيش الروسي في المناطق الشرقية لأوكرانيا، ونجح حتى الآن بالسيطرة على 20 بالمئة من البلاد، وفقا لما كشف عنه الرئيس الأوكراني فلودومير زيلينسكي.

بعدما بسطت روسيا سيطرتها على منطقة لوغانسك، بدأت قواتها الزحف نحو بقية المدن في إقليم دونباس الذي تنتمي إليه لوغانسك، ويرتكز الجهد العسكري الروسب حاليا على ثلاثة مدن بعينها.

وتسيطر موسكو وقوات الانفصاليين الموالين لها على معظم أراضي منطقة دونيتسك، وتسعى إلى استكمال السيطرة على بقية الأراضي في دونباس الذي أعلن فيه الانفصاليون إنشاء “جمهوريتين” في عام 2014.

وفي سياق منفصل، أفادت وكالة الفضاء الأمريكية (ناسا) الخميس أن القوات الروسية تحتل حاليا نحو 22 بالمئة من الأراضي الزراعية الأوكرانية، ما يجعلها مؤثرة في أحد المصادر الرئيسية لسوق الحبوب والزيوت النباتية في العالم.

وأظهر تحليل قام به علماء الوكالة لصور مأخوذة بالأقمار الاصطناعية أن احتلال روسيا لشرق أوكرانيا وجنوبها يمنحها السيطرة على أراض تنتج 28 بالمئة من محاصيل البلاد الشتوية وخصوصا القمح والشعير والكانولا، و18 بالمئة من المحاصيل الصيفية مثل الذرة ودوار الشمس.

وأشار علماء ناسا الى أن تعطيل الحرب لعمليات الحصاد والزرع بسبب فرار المزارعين ونقص العمالة واستهداف الحقول بالقصف، يمكن أن يكون له تأثير كبير على الإمدادات الغذائية العالمية.

وقالت إنبال بيكر-ريشيف مديرة برنامج “هارفست” (حصاد) التابع لوكالة ناسا الذي يعتمد على بيانات الأقمار الاصطناعية الأميركية والأوروبية لدراسة إنتاج الغذاء العالمي، إن “سلة الخبز في العالم في حالة حرب”.

ووفقا لبيانات الولايات المتحدة، كانت أوكرانيا قبل الحرب تؤمن 46 بالمئة من زيت دوار الشمس و9 بالمئة من القمح و17 بالمئة من الشعير و12 بالمئة من الذرة.

لكن الغزو الروسي منع تصدير الحبوب من أوديسا، الميناء الرئيسي على البحر الأسود، ودمر البنى التحتية للتخزين والنقل في بعض المناطق.

وهذا يعني أن المزارعين في جميع أنحاء البلاد وخصوصا في المناطق التي تسيطر عليها القوات الروسية لديهم خيارات أقل لتصريف إنتاجهم، كما أن زراعة المحاصيل الشتوية مع حلول الخريف مهددة.

وقالت بيكر-ريشيف “نحن في المراحل الأولى من أزمة غذاء مستمرة يرجح أن تؤثر على كل بلد وكل شخص على وجه الأرض بطريقة أو بأخرى”.