هونغ كونغ في قبضة رئيس الأمن السابق

  • لي: حكومتب ستفتح “فصلًا جديدًا في تنمية هونغ كونغ وتطويرها
  • لي أول رئيس للسلطة التنفيذية في هونغ كونغ يأتي من قوات الأمن
  • بعد 35 عاما في قوة الشرطة، دخل لي الحكومة في 2012

نُصّب الرئيس السابق لجهاز الأمن في هونغ كونغ جون لي الجمعة من قبل الرئيس الصيني شي جينبينغ رئيسًا للسلطة التنفيذية في المدينة، بعدما كسب هذا الشرطي السابق ثقة بكين على إثر الدور الذي لعبه في قمع الحركة المؤيدة للديموقراطية.

وقال لي في خطابه خلال حفل تنصيبه “إنه أكبر شرف لي اليوم أن أؤدي هذه المهمة التاريخية التي أوكلتني بها السلطات المركزية وشعب هونغ كونغ“، شاكرًا بكين على دعمها.

في أيار/مايو، اختير لي (64 عاما) لتولي منصب رئاسة السلطة التنفيذية في هونغ كونغ، بحصوله على 99% من أصوات لجنة مؤلفة من 1461 من الشخصيات الموالية لبكين.

وأكد لي أن حكومته تفتح “فصلًا جديدًا في تنمية المقاطعة وتطويرها”.

وسيكون هذا الرجل الآتي من الطبقة العمالية الذي بدأ حياته المهنية شرطيا بسيطا، أول رئيس للسلطة التنفيذية يأتي من قوات الأمن.

كان جون لي مدير جهاز الأمن في هونغ كونغ عند وقوع الاحتجاجات الضخمة المؤيدة للديموقراطية في 2019. وقد أشرف بصفته هذه على قمع الاحتجاج الذي تلاه إحكام السيطرة السياسية على المنطقة.

أدى هذا الأمر إلى إدراج اسمه على لائحة الشخصيات الصينية لتي عاقبتها الولايات المتحدة. لكن هذا ما ساعده أيضا في كسب ثقة بكين التي كانت تشتبه لفترة طويلة بأن نخب هونغ كونغ ليست موالية لها بدرجة كافية أو لا تتمتع بالكفاءة.

قطيعة

وصرح رجل الأعمال مايكل تيان العضو الموالي لبكين في المجلس التشريعي لهونغ كونغ لوكالة فرانس برس أن “جون لي هو أكثر شخص تعرفه الحكومة المركزية لأنه أجرى اتصالات باستمرار ومبادلات مع الصين القارية”.

وجون لي هو “الرجل الذي نجح في الاختبار” كما قال لوكالة فرانس برس لاي تونغ-كوك سلفه على رأس جهاز الأمن في هونغ كونغ.

ويشكل وصول جون لي إلى رأس السلطة قطيعة مع الرؤساء التنفيذيين الأربعة الذين سبقوه منذ عودة هونغ كونغ إلى الحكم الصيني في 1997، وجميعهم قدموا من عالم الأعمال أو الإدارة.

وبعد 35 عاما في قوة الشرطة، دخل لي الحكومة في 2012 وشهد صعودا سريعا. وتقول وسائل إعلام محلية إنه حصل على “مصعد بلاتيني”. ومنذ العام الماضي أصبح الرجل الثاني في السلطة التنفيذية.

وقال شين-يو شيه الخبير في قضايا الأمن الصيني في معهد تايوان للدفاع الوطني، إن بكين لاحظت عمل جون لي خلال الاحتجاجات المؤيدة للديموقراطية في 2019.

مؤامرة 

تبنى لي بحماسة طرح بكين التي اعتبرت أن هذه التجمعات الضخمة وهي الأكبر في تاريخ هونغ كونغ، مؤامرة “إرهابية” دبرتها “قوى معادية للصين”.

وقال الخبير نفسه إن “بكين سعت إلى معرفة الشخصية السياسية التي كانت مستعدة لانتهاج خطابها”، مشيرا إلى أن القادة الصينيين يستمرون بالحذر من مسؤولي هونغ كونغ.

ونشأ جون لي الكاثوليكي الذي تعلم لدى اليسوعيين، في منطقة شام شوي بو الشعبية. وكان يرغب في دراسة الهندسة لكنه تخلى عن ذلك للانضمام إلى الشرطة.

وقال لصحيفة مؤيدة للصين لاحقا إنه اختار هذه المهنة بعدما تعرض للتنمر والضرب من قبل بلطجية عندما كان طفلاً.

لي متزوج ولديه ولدان لكنه متكتم جدا حيال عائلته. وقد رفض خصوصا ان يكشف ما إذا كانت لا تزال تحمل الجنسية البريطانية التي تخلى عنها هو شخصيا عندما دخل الحكومة.

ووعد بجعل “الأمن القومي” إحدى أولوياته، منذرا بذلك باستمرار حملة قمع المعارضة التي بدأتها كاري لام رئيسة السلطة التنفيذية السابقة.

لكن الأهم أن أوساط الأعمال في ثالث مركز مالي في العالم الذي انقطع عمليا عن بقية العالم منذ بداية الوباء، تترقب اداءه في مجال الاقتصاد.

وقال داني لاو الذي يترأس جمعية لأصحاب العمل في المدينة لوكالة فرانس برس “آمل أن يفكر في القدرة التنافسية الدولية لهونغ كونغ وألا يضيع وقته في تمرير قوانين غير مفيدة لاقتصاد المدينة”.

لكن بالنسبة لتشارلز موك العضو السابق المؤيد للديموقراطية في المجلس التشريعي والمنفي الآن، يثبت تعيين جون لي أن الصين تضع السيطرة على هونغ كونغ قبل القضايا الاقتصادية.

وصرح لوكالة فرانس برس “في الماضي، تمكنت الصين من تقديم تنازلات في مقابل مكاسب اقتصادية”.

وأضاف “لكن يبدو الآن أن بكين تريد من الناس أن ينظروا إلى العالم على أنه مكان مليء بالتهديدات، وتريد ولاء لا يتزعزع للحزب باعتباره الحل الوحيد الآمن”.