مقتل 20 مدنياً وجندي في شمال مالي

  • تجددت دوامة العنف في مالي حيث قتل مسلحون عشرين مدنيا
  • ندد الأمين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريش “بشدة” بهذا الهجوم
  • شهدت مالي، البلد الفقير في الساحل، انقلابين عسكريين في آب/اغسطس 2020 وأيار/مايو 2021

 

 

تجددت دوامة العنف في مالي حيث قتل مسلحون عشرين مدنيا على الأقل قرب مدينة غاو فيما قضى جندي في قوة حفظ السلام الاحد في كيدال بشمال هذا البلد الساحلي حيث يزداد الوضع الأمني سوءا.

وقال مسؤول في شرطة المنطقة لم يشأ كشف هويته إن “ارهابيين مجرمين اغتالوا السبت عشرين مدنيا على الأقل في قرى عدة بمنطقة أنشاودج” التي تبعد عشرات الكيلومترات شمال غاو.

وأكد مسؤول في الشرطة في باماكو رفض أيضا كشف هويته “اغتيال عشرين مدنيا السبت في ايباك على بعد 35 كلم شمال غاو وفي قرى مجاورة”، متهما “مجرمين مسلحين بارتكاب هذا الفعل”.

من جهته، قال مسؤول محلي إن “المتشددين اغتالوا 24 مدنيا في منطقة أنشاودج. إنه الذعر العام”.

وندد الأمين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريش “بشدة” بهذا الهجوم، وذكر في بيان بأن “الهجمات التي تستهدف الجنود الأمميين يمكن أن ترقى الى جرائم حرب من زاوية القانون الدولي وينبغي ملاحقة مرتكبيها”.

ولم يؤكد أي مصدر آخر أن المتشددين يقفون خلف الهجمات.

ولكن في هذه المنطقة الساحلية المترامية، تزداد وتيرة هجمات المتشددين المنتمين الى تنظيم داعش في الصحراء الكبرى مع اتساع منطقة عملياتهم.

وتتحدث المعلومات الضئيلة التي مصدرها هذه المنطقة النائية عن مقتل مئات المدنيين ونزوح الآلاف في الأشهر الاخيرة في منطقتي ميناكا، قرب الحدود مع النيجر، وغاو غربا.

والأربعاء، أكدت حركة تحرير أزواد، إحدى المجموعات التي تقاتل الجهاديين، مقتل 22 شخصا بأيدي “مسلحين” في بلدة ايزينغاز بمنطقة ميناكا. ولم يؤكد أي مصدر آخر أو ينف هذه المعلومة.

تهديد إرهابي

قال المسؤول في منطقة غاو إن “الوضع مقلق جدا في منطقة أنشاودج” مع فرار عدد كبير من المدنيين من تجاوزات “الجهاديين” في القرى المجاورة.

وأضاف أن “قسما كبيرا من منطقتي غاو وميناكا يحتله جهاديون. وعلى الدولة أن تفعل شيئا ما”.

وتشهد هذه المنطقة أعمال عنف منذ بدء النزاع في 2012، حين بدأت مجموعات مسلحة تمردا ضد باماكو. ووقعت تلك المجموعات في 2015 اتفاق سلام مع مالي، لكن تنفيذه يتعثر.

وإضافة الى هذه المجموعات المسلحة، تنشط في المنطقة حركات متشددة مرتبطة بتنظيمي القاعدة وداعش تقاتل من تتهمهم بدعم السلطات الرسمية، علما أنها تتقاتل أيضا في ما بينها للسيطرة على الأراضي.

وثمة حضور أيضا لمهربين وعصابات أخرى في هذه المنطقة الصحراوية الخارجة عن سيطرة الدولة.

وفي تقريره الأخير عن مالي، لاحظ أنطونيو غوتيريش أن الوضع الامني “تدهور الى حد بعيد” في منطقتي غاو وميناكا، موضحا أن “التهديد الارهابي لا يزال يتمدد”، ومبديا قلقه ل”عدم وجود حضور معزز لقوات الأمن والسلطة العامة في هذه المناطق”.

مقتل جندي أممي

ينتشر في غاو جنديون ماليون وعناصر في قوة الأمم المتحدة لحفظ السلام في مالي (مينوسما، 13 الف جندي) إضافة الى جنود فرنسيين في إطار عملية برخان.

وبدأ الجنود الفرنسيون انسحابا تدريجيا من مالي بداية العام. وقالت هيئة الأركان الفرنسية إنهم سيغادرون نهائيا قاعدة غاو “مع نهاية الصيف”، علما أنها آخر موطىء قدم للقوات الفرنسية في مالي.

وقتل صباح الاحد جندي أممي غيني بانفجار لغم في كيدال (شمال) فيما كان يشارك في دورية أمنية في إطار عملية لرصد الالغام، بحسب قوة الأمم المتحدة.

ويأتي ذلك وسط توتر يسود المفاوضات حول تمديد مهمة قوة حفظ السلام في مالي التي تكبدت أكبر قدر من الخسائر في الأرواح.

فمنذ إنشائها في 2013، قتل 175 من عناصرها في أعمال عدائية.

وشهدت مالي، البلد الفقير في الساحل، انقلابين عسكريين في آب/اغسطس 2020 وأيار/مايو 2021.

وتتزامن الأزمة السياسية مع أزمة أمنية مستمرة منذ 2012 وبروز حركات تمرد انفصالية ومتشددة في شمال البلاد.