فرنسا تسعى لتمكين السفن من العبور بأمان رغم وجود ألغام في البحر

  • شدّدت الرئاسة الفرنسية على أن “السيطرة العسكرية على أراض أجنبية لا يمكن القبول بها بأي حال من الأحوال
  • تدعو دول أوروبية أخرى من بريطانيا إلى دول البلطيق إلى دعم عسكري غربي أكبر لأوكرانيا

أعلنت الرئاسة الفرنسية الجمعة استعداد باريس للمشاركة في “عملية” تتيح رفع الحصار عن ميناء أوديسا في جنوب أوكرانيا وتصدير الحبوب الأوكرانية الى البلدان التي تحتاج اليها.

أشار مستشار رئاسي في معرض ردّه على أسئلة حول دعوة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى “عدم إذلال روسيا” إلى أن سيّد الإليزيه سبق أن قال إن فرنسا “تتمنى انتصار أوكرانيا. ونتمنى استعادة أوكرانيا وحدة أراضيها”.

وأوضحت الرئاسة الفرنسية “نتمنى أن يتوقف هذا النزاع، هذه الحرب التي تشّنها روسيا على أوكرانيا بأسرع وقت ممكن. وأن تبدأ مفاوضات تتيح ليس فقط استعادة أوكرانيا وحدة أراضيها وسيادتها بل أيضا أخذ عدد من العناصر الأخرى البالغة الأهمية في الاعتبار على غرار العدالة الانتقالية (في ما يتعلق بجرائم حرب ارتكبها الروس) والتعويض عن أضرار الحرب الخ…”.

وكانت تصريحات ماكرون قد ألقت بظلالها على موقف فرنسا التي يشتبه بعض من حلفائها في أوروبا الشرقية بأنها تريد انتزاع وقف لإطلاق النار في النزاع قبل أي شيء آخر مع ما قد يعنيه ذلك من التسليم بسيطرة روسيا على مساحات من أوكرانيا.

من جهتها، تدعو دول أوروبية أخرى من بريطانيا إلى دول البلطيق إلى دعم عسكري غربي أكبر لأوكرانيا لمساعدتها على تحقيق الانتصار، مع استبعاد أي تنازل عن أراض أوكرانية لروسيا، بما في ذلك شبه جزيرة القرم التي ضمّتها موسكو في العام 2014.

وشدّدت الرئاسة الفرنسية على أن “السيطرة العسكرية على أراض أجنبية لا يمكن القبول بها بأي حال من الأحوال”.

وتابع المستشار الرئاسي “نقول ببساطة إن أوكرانيا يجب أن تنتصر في هذه القضية وإننا من جهة أخرى سنجد الوسائل لإرساء سلام بالتفاوض في إطار احترام القانون الدولي وسيادة أوكرانيا”.

وفرنسا مستعدة للمشاركة في “عملية” تتيح رفع الحصار عن ميناء أوديسا (جنوب أوكرانيا) وتصدير محاصيل الحبوب الأوكرانية إلى الدول التي تحتاج إليها بالتعاون مع الأمم المتحدة، وفق الرئاسة الفرنسية.

وقال المستشار الرئاسي “نحن في تصرف الاطراف لبلورة عملية تتيح الوصول الى ميناء أوديسا في شكل آمن، أي تمكين السفن من العبور رغم وجود ألغام في البحر”.

وأكد ضرورة “أن تصل محاصيل الحبوب المصدّرة من أوديسا إلى الأسواق حيث هي منتظرة بأسعار معقولة خصوصا إلى البلدان الإفريقية”.

وذكّرت الرئاسة الفرنسية بأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أعطى “موافقة” على عملية كتلك خلال محادثات مع ماكرون أجريت في 28 أيار/مايو، مشيرة إلى أن مبادرة في هذا الاتجاه لروسيا وتركيا حكي عنها هذا الاسبوع لم تثمر.

وتسعى فرنسا إلى صدور قرار عن مجلس الأمن، وأشار قصر الإليزيه إلى أن الروس والأتراك لا يمانعون.

وشدّدت الرئاسة الفرنسية على “وجوب أن تضطلع الأمم المتحدة بدور محوري لأنها وحدها القادرة على جمع كل العناصر من ضمان سلامة الوصول إلى أوديسا وإصدار تفويض لتفتيش السفن المتّجهة إلى أوديسا ومن ثم استشراف دول الوكالات الأممية من خلال مبادرة +فارم+ الخ… وتوزيع محاصيل الحبوب بشروط مقبولة لمن يحتاجون إليها”.

وتهدف مبادرة “فارم” التي أطلقتها دول الاتحاد الاوروبي في آذار/مارس، الى الحفاظ على الإمدادات الغذائية في العالم متاحة بأسعار معقولة عبر جعل الأسواق الزراعية أكثر كفاءة ودعم الإنتاج في أوكرانيا رغم الحرب، وكذلك في البلدان الأكثر عرضة للخطر.