تونس تنافس اليونان واسبانيا وفرنسا في السياحة

  • تونس رابع وجهة مفضلة في فرنسا
  • السياحة التونسية تنتعش وتحقق أرقاما جيدة
  • السلطات التونسية وضعت عدة أهداف لإنعاش قطاع السياحة

 

تواصل  السياحة التونسية تسجيل المزيد من مؤشرات التعافي من  جائحة كورونا ، إذ احتلت تونس المرتبة الرابعة في تصنيف أفضل الوجهات السياحية  في العالم بالنسبة لوكالات السفر الفرنسية خلال شهر ماي الماضي . 

وأورد موقع “ ليكو توريستيك ” الفرنسي المختص في السياحة والأسفار ، نتائج قياس ” بروميتر ” أنجزته للموقع  مؤسسة ” اوركيسترا ” ، ظهرت فيه تونس بالمرتبة الرابعة بعد كل من اليونان وإسبانيا وفرنسا ، كأفضل الوجهات السياحية التي اختارها الراغبون في السفر من فرنسا ، وشمل القياس الحجز بنوعيه : المواقع  و نقاط البيع . 

تونس ... وجهة الأحلام في فرنسا

صورة لإحدى الأماكن السياحية في تونس

وكان  وزير السياحة التونسي محمد المعز بلحسين  أكد تسجيل  تحسن في مختلف المؤشرات السياحية  بالبلاد ، تمثل في زيادة بكل من عدد الوافدين بنسبة 131% ، وعدد الليالي بنسبة 120% . فيما بلغت  نسبة زيادة العائدات 47 % وذلك منذ بداية يناير/ جانفي 2022 وحتى العاشر من مايو  الماضي.واستغلت السلطات التونسية  فترة وباء كورونا لإعادة النظر في استراتيجيتها السياحية ، فقد فكرت في ما أطلق عليه ” سياحة أكثر صلابة واستدامة” .

في حديث خص به ” أخبار الآن ”  أوضح الاستاذ الجامعي التونسي  في فرنسا نجيب البكوشي أن عوامل كثيرة تجعل من البلاد التونسية إحدى أفضل الوجهات السياحية ” لأن أسعار الحجز في الفنادق ليست مرتفعة مقارنة ببلدان لها نفس المناخ تقريبا مثل اليونان وقبرص وتركيا وحتى المغرب. كما أن السفر إلى تونس ليس معقدا بالنسبة للسائح ، فتونس لا تطلب تأشيرة دخول للسياح الأوروبيين ” . وأوضح الدكتور  البكوشي أن ” وكالات الأسفار تعتبر أن تونس الوجهة المثالية للطبقة المتوسطة الدخل في فرنسا، فهي بلد فرنكفوني ووجود أكثر من 600 ألف مهاجر تونسي بفرنسا منذ عقود من الزمن ساهم في نسج روابط بين البلدين …  إلى جانب أن رحلة الطائرة لتونس لا تستغرق سوى ساعتين من فرنسا ” . 

تونس ... وجهة الأحلام في فرنسا

صورة لإحدى الأماكن السياحية في تونس

وينسجم هذا الانتعاش في السياحة التونسية مع خطط وزارة السياحة التي وضعت مؤخرا عدة أهداف  منها بلوغ ” خلال هذه السنة  ” ما بين 50 و60 % من إنجازات سنة  2019، ومساهمة السياحة الداخلية بنسبة 50  % في العدد الإجمالي للليالي ، وكذلك دفع نسق التنمية والاستثمارات في القطاع وإيجاد فرص عمل وتطوير السياحة المستدامة. 

 

ولإنجاح مسعاها هذا عملت تونس على تنويع العرض السياحي والترويج وخاصة الرقمي منه، مع التركيز على المحور الصحي والبيئي و التأمين والنقل الجوي ، وفي هذا الصدد أعلنت  الخطوط الجوية الفرنسية عن  زيادة عدد رحلاتها إلى تونس ، تحسبا لموسم الاصطياف  الذي يبدو أنه سيكون استثنائيا هذه المرة .

محاولة لاستعادة  العافية بعد كورونا

وتحاول السياحة التونسية  استعادة ألقها بعد أضرار كبيرة تكبدتها بسبب وباء كورونا ، فقد قدر  وزير السياحة حجم الخسائر جراء انخفاض العائدات  ب 7 مليار دينار في 2020 و2021 ” ، مؤكدا في تصريح صحفي : ”  شهدنا تحسناً بالعائدات السياحية بنسبة 50% منذ بداية العام لكنها ما زالت بعيدة عن مستويات ما قبل الجائحة ” .

 

يمثل قطاع السياحة في تونس 14% من الناتج المحلي و12% نسبة العمالة فيه. وتعمل تونس على أسواق  عدة في العالم ، أبرزها الأسواق الكلاسيكية الأوروبية، وفي مقدمتها أسواق ألمانيا وفرنسا وإيطاليا وبريطانيا وبلجيكا وغيرها وأسواق أوروبا الوسطى والسوق البولونية والتشيكية وبلدان الجوار خاصة الجزائر وتونس ، إلى جانب أسواق واعدة كالسوق البرازيلية والصينية والخليجية.

و رغم كل ما مرت به تبدو تونس واثقة من قدرتها على استعادة  ما خسرته خلال عامين من الإغلاق و الركود السياحي الذي مس أغلب بلدان العالم  بسبب الجائحة، وتبدو السلطات متفائلة خاصة مع تسجيل  ارتفاع في طلبات الاستثمار بالقطاع السياحي بنسبة 100% في العام الحالي .