القاعدة يحاول الاستفادة من تصريحات مسؤول هندي عن النبي محمد ويحرض على هجمات

أصدر تنظيم القاعدة في شبه القارة الهندية، بيانًا، حول أحكام الإعدام التي أصدرتها محاكم بنغلاديشية، في قضيتي المتهمين بقتل المدون العلماني “أنانتا بيجوي” (Ananta Bijoy)، وأستاذ علم الاجتماع “شافيول إسلام” (Shafiul Islam Lilon)، قائلًا إن المتهمين السبعة الذين جرى إدانتها، في أوقات سابقة، ليسوا على علاقة بالتنظيم، ولم يشاركوا في عمليتي الاغتيال.

ويتزامن إصدار البيان الأخير للقاعدة مع حالة الغضب التي أثارتها تغريدة كتبها  نافين جيندال، المتحدث الرسمي باسم حزب بهاراتيا جاناتا الحاكم في الهند، الذي يتزعمه رئيس الوزراء ناريندرا مودي، واعُتبرت مسيئة للنبي محمد.

ويبدو أن التنظيم يحاول استغلال حالة الغضب الحالية لتأجيج مشاعر المسلمين في شبه القارة الهندية بدعوى إهانة رموز  الدين الإسلامي، وذلك  لدفع بعضهم لتنفيذ أعمال إرهابية ضد الحكومات، بعد أن فشلت كلمات وخطابات زعيمه أيمن الظواهري، التي نشرتها مؤسسة السحاب للإنتاج الإعلامي في الأشهر الماضية، في إثارتهم أو دفعهم للصدام مع قوات الأمن.

وكانت مجموعة بنغلاديشية تُسمي نفسها أنصار الإسلام (مرتبطة بتنظيم القاعدة)، اغتالت الأكاديمي “شافيول إسلام”، في 15 نوفمبر 2014،  أستاذ علم الاجتماعي، بالقرب من حرم جامعة راجشاهي، الواقعة في ولاية البنغال الشمالية في البلاد، كما اغتال أفراد من “أنصار الإسلام”، المدون العلماني “أنانتا بيجوي” في 12 مايو  2015، في مدينة سيلهت (شمال شرق بنغلاديش)، وجرى تنفيذ عمليتي الاغتيال عبر استخدام السكاكين والآلات الحادة وتنفيذ عمليات طعن للقتيلين.

وأصدرت محكمة بنغلاديشية في راجشاهي حكمًا بإعدام 3 متورطين في عملية اغتيال ” شافيول إسلام”، كما قضت بتغريمهم  10 آلاف تاكا بنغلاديشية (910 دولار تقريبًا)، وكذلك أصدرت المحكمة الخاصة لمكافحة الإرهاب في سيلهت حكمًا في 30 مارس/ آذار الماضي حكمًا بإعدام 4 أشخاص بتهمة اغتيال “أنانتا بيجوي”.

وبدوره، قال تنظيم القاعدة إن المدانين السبعة لم يكن لهم أي ارتباط تنظيمي بمجموعة أنصار الإسلام التابعة له، ولم يشاركوا في عمليتي الاغتيال، مضيفًا أن إدانتهم وإعدامهم ليست عادلة، على حد وصفه.

وحاول التنظيم تبرير عمليتي الاغتيال وغسل سمعته المشوهة، مدعيًا  أن  “شافيول إسلام”، و”أنانتا بيجوي” كانا ملحدين ويهاجمان الدين الإسلامي والنبي محمد، وأن الحكومة البنغلاديشية وفرت لهم الحماية والتأمين ولم تقم بمعاقبتهما، وقامت باعتقال متظاهرين احتجا على نهج وأفعال القتيلين.

وسعى تنظيم القاعدة لتصوير عمليتي الاغتيال بأنها خدمة للإنسانية، على حد زعمه، زاعمًا أن “شافيول إسلام”، و”أنانتا بيجوي” كانا من أعداء المجتمع والإنسانية، وأنه قتلهما ليقر أعين ملايين المسلمين، على حد وصف التنظيم في بيانه الأخير.

وأردف التنظيم أن المتهمين السبعة الذين جرى إدانتهم، لم يكونوا على علاقة بالتنظيم، ولم يُشاركوا في “غزوات الاغتيال”، متهمًا القضاء البنغلاديشي بالفساد وإصدار أحكام بإعدام أشخاص ليس على صلة بقضايا الإرهاب.

ومن الواضح أن تنظيم القاعدة في شبه القارة الهندية يحاول غسل سمعته وتقديم صورة جديدة لنفسه، سعيًا منه لكسب أنصار جدد لتوظيفهم في العمليات الإرهابية في شبه القارة الهندية بعد الخسائر والانتكاسات التي تعرض لها التنظيم، على مدار السنوات الماضية.

ويأمل تنظيم القاعدة أن تُفيده عمليات الدعاية المركزة خصوصًا في شبه القارة الهندية، في إيجاد مساحة جديدة للعمل والنشاط في سائر مناطق جنوب آسيا، وهو ما دفع زعيمه أيمن الظواهري لتخصيص إصدارات مرئية، في الأشهر الماضية، للتحدث عن المسلمين في الهند وعن قضية الحجاب وغيرها محاولا حشد المسلمين لصدام مع الحكومات في دول شبه القارة الهندية.