مرتزقة فاغنر في أوكرانيا.. فما دورهم في الحرب؟

المرة الأخيرة التي حاولت فيها القوات الروسية الإطاحة بحكومة معترف بها دوليا كانت في بلد بعيد عن أوروبا الشرقية وعلى نطاق أصغر بكثير من حرب اليوم في أوكرانيا.

ليبيا كانت المكان حيث “اختبرت” روسيا على نطاق أصغر سيناريوهات شبيهة بالصراع المحتدم في أوكرانيا، بحسب فريدريك ويري، الذي كتب تحليلا في مجلة التايمز يقارن فيه بين الصراعين.

في أوكرانيا، يبدو أن روسيا تكرر قواعد اللعبة الخاصة بها.

وبعد فشلها في قطع رأس الحكومة الأوكرانية والاستيلاء على البلاد بأكملها، تحولت موسكو إلى اقتطاع مساحات شاسعة من الأراضي ووصول الصراع الأوكراني إلى طريق مسدود يعيق تقدم كييف الاقتصادي والديمقراطي واندماجها مع الغرب.

وفي أواخر مارس ذكرت أجهزة الاستخبارات الأمريكية (البنتاغون) والاستخبارات الغربية أن ما يصل إلى 1000 مقاتل من فاغنر، الذين اكتسبوا خبرة من المعارك في ليبيا والتدخل الأكثر دموية في سوريا، يعيدون انتشارهم في أوكرانيا.

ويضيف التحليل: “هناك، سيجد فاغنر عدوا أكثر كفاءة وأفضل تجهيزا بكثير وهو عدو حطم بالفعل معنويات القوات التقليدية الروسية، ولكن من خلال إلقاء المزيد من القوى في الحرب الأوكرانية، إلى جانب أنظمة الدفاع الجوي والمدفعية، لا يزال بإمكان هؤلاء المرتزقة تقويض آفاق السلام الدائم وزرع بذور الصراع في المستقبل”.

ويتابع “يمكنهم على وجه التحديد، دعم القوات الموالية لروسيا في الأراضي الانفصالية دونيتسك ولوهانسك في جنوب شرق أوكرانيا، ويمكنهم المساعدة في انتزاع ما يكفي من الأراضي من سيطرة الحكومة الأوكرانية لخلق واقع جديد على الأرض يمنح بوتين نفوذا جديدا”.

مع هذا يقول إن الوحشية التي قد تثيرها تصرفات مرتزقة فاغنر، يمكن أن تؤدي إلى تقوية العزم الغربي في أوكرانيا.

وأضاف “أن ما فعلته مجموعة فاغنر في ليبيا دون إثارة الكثير من الاحتجاج إلى جانب حملتها الأكثر تدميرا في سوريا وتدخلها القاتل في أفريقيا، والذي تجسد في مذبحة مئات المدنيين في مالي في أواخر مارس على يد فاغنر والقوات الحكومية المالية لن يمر مرور الكرام في أوروبا الشرقية.