محنة تنظيمية وتفكك .. داعش يعترف

  • أوردت أسبوعية النبأ (عدد 341)، مقالًا افتتاحيًا بعنوان “حقيقة الابتلاء بالجهاد”
  • التنظيم يركز على دعوة أنصاره للصبر والثبات
  • تضمنت الافتتاحية هجومًا شبه صريح على الجماعة الإسلامية المصرية

 

لازال تنظيم داعش يتجاهل الحديث عن مصير قادته وأمرائه البارزين ولا سيما أبو حمزة القرشي، المتحدث السابق باسم التنظيم، الذي لم يكشف، حتى الآن، عن الكواليس والملابسات التي أحاطت بمقتله، بيد أن التنظيم اعترف، ضمنيًا، في صحيفته الرسمية “أسبوعية النبأ” عدد 341 بالأزمة والمحنة التي يعيشها خلال الفترة الماضية، بعد مقتل واعتقال عدد من قادته البارزين، داعيًا عناصر وأنصاره للصبر عليها وعدم الاستسلام.

وأوردت أسبوعية النبأ (عدد 341)، مقالًا افتتاحيًا بعنوان “حقيقة الابتلاء بالجهاد”، استشهد فيه بمواقف تاريخية تعرض فيها المسلمون لهزائم وانتكاسات في الحروب والمعارك، داعين عناصره الذين ابتلوا بالقتل والجراح لمواصلة القتال وعدم ترك التنظيم.

داعش يعترف بـ"محنته التنظيمية".. ويهاجم الجماعة الإسلامية بمصر

ويبدو من تحليل مضمون صحيفة النبأ الأسبوعية، على مدار الأسابيع القليلة الماضية، أن التنظيم يركز على دعوة أنصاره للصبر والثبات وعدم التفكير في ترك التنظيم، في ظل الضربات التي تعرض لها وأدت إلى مقتل والقبض على قادة وأمراء من الصف الأول داخل سوريا والعراق وغيرهما، وكان من أكبر تلك الضربات اعتقال قيادي داعشي كبير، لم يتم الإعلان عن هويته الحقيقية، في إسطنبول التركية، وسط رواج شائعات عن أن هذا القيادي هو  واحد من اثنين إما جمعة عواد البدري الشهير بجمعة البغدادي، شقيق أبو بكر البغدادي خليفة داعش الأسبق، أو بشار غزال الصميدعي المعروف بحجي زيد العراقي أو الأستاذ زيد العراقي، والذي يُعتقد أنه الخليفة الحالي لداعش، وفق المعلومات الاستخبارية المتاحة عنه.

وعلى صعيد متصل، تضمنت افتتاحية العدد الجديد من النبأ (341) هجومًا شبه صريح على الجماعة الإسلامية المصرية، وغيرها من تنظيمات وجماعات الإسلام السياسي، إذ قالت الافتتاحية أن الجماعة الإسلامية وأشباهها سقطوا في الاختبارات أمام محك الدعم المالي أو الاعتراف الدولي أو الإزالة من قوائم الإرهاب، واصفًا إزالة الجماعة من قائمة الإرهاب الأمريكية بأنه ضمن السعي لترويضها واحتوائها.

وكانت وزارة الخارجية الأمريكية أصدرت قرارًا بإزالة 5 منظمات من قوائم الإرهاب الخاصة بالولايات المتحدة، بعد مراجعة دورية أجرتها الوزارة، ومن أبرز هذه الكيانات الجماعة الإسلامية المصرية التي تبنت الأيديولوجيا الجهادية وخاضت قتالا ضد الحكومة المصرية حتى أواخر تسعينيات القرن الماضي، قبل أن تعلن عن إجراء مراجعات فكرية ومنهجية والتوقف عن العنف بناءً على مبادرة من قيادتها، كما شملت الكيانات التي جرى إزالتها من القائمة الأمريكية تنظيم “مجلس شورى المجاهدين في أكناف بيت المقدس”، وهو تنظيم جهادي نشط في غزة وشبه جزيرة سيناء المصرية، خلال العقد الأول من القرن الحالي، وقاده أبو البراء وأبو الوليد الفلسطينيين، وجرى حل هذا التنظيم لاحقًا وانضم عدد من مقاتليه إلى الجماعات الجهادية الأخرى وفي مقدمتها تنظيم ولاية سيناء، فرع داعش المحلي الذي ينشط بشبه الجزيرة المصرية.