الناتو قد يقبل ملف انضمام فنلندا والسويد

  • بوتين يحاول تهدئة المخاوف العامة من خلال إعادة تموضع قوات جيشه
  • ضرب الروس مرارًا آخر ميناء أوكراني متبق على البحر الأسود منذ بدء الحرب

منذ أيام، اشتعلت أزمة انضمام فنلندا والسويد إلى حلف شمال الأطلسي، وهو بدا أنه يزعج الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، وكذلك أركان الكرملين في موسكو، فبالإضافة إلى الحدود الطويلة الممتدة بين روسيا وفنلندا، فإن نية أوكرانيا الانضمام إلى الحلف كانت كما أعلن الكرملين أحد أسباب الغزو.

وانضمام بلدين آخرين إلى الناتو لا تبدو “فوزا” في المعركة التي لا يبدو أن الجيش الروسي يحقق انتصارات كبيرة بها.

ويقول تقرير نشرته صحيفة The Hill البريطانية إن دخول الدولتين الاسكندنافيتين إلى التحالف “سيكون هزيمة استراتيجية مهينة أخرى في الوقت الذي يطارد فيه بوتين نوعا من النصر الباهظ الثمن بعد أن فشل في حربه الخاطفة على كييف، وتتوقف قواته الآن في منطقة دونباس الأوكرانية.

وتقول الصحيفة إن قبول الناتو لهلسنكي وستوكهولم يكاد يكون أمرا واقعا.

وفي وقت سابق من هذا الشهر، قالت وزيرة الخارجية السويدية آن ليند بعد اجتماعها مع وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، في واشنطن: “لدينا ضمان [أمني] أميركي”، في الفترة التي تفصل بين تقديم الطلب للانضمام إلى الناتو وقبوله.

ووسعت السكرتيرة الصحفية السابقة في البيت الأبيض جين ساكي هذا التأكيد ليشمل فنلندا، قائلة “واثقون من أننا يمكن أن نجد طرقا لمعالجة أي مخاوف قد تكون لدى أي من البلدين بشأن الفترة الزمنية بين طلب عضوية الناتو والانضمام الرسمي إلى الحلف”.

وذهبت المملكة المتحدة إلى أبعد من ذلك، حيث قدم رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون “ضمانات أمنية مكتوبة” جوهرية إلى فنلندا في 11 مايو.

 

كيف تنتقم روسيا؟

قطعت موسكو تجهيز الكهرباء لفنلندا، لكن الدولة الجارة لا يبدو أنها تكترث كثيرا، كما لم تعلق بشكل قلق على التهديدات التي أطلقها الكرملين بشأن “خطوات انتقامية عسكرية وتقنية”.

وقال الرئيس الفنلندي في تصريحات لشبكة CNN قبل يومين إنه لا يتوقع أن روسيا ستشن أو خططت لشن هجوم ضد بلاده.

ويقول تقرير الصحيفة إن على بوتين – خاصة بعد خطابه في “يوم النصر” الأسبوع الماضي، والذي قال فيه إنه توسع الناتو يمثل تهديدا وجوديا لبلاده، أن يطمئن شعبه.

وقالت الصحيفة إن بوتين يحاول تهدئة المخاوف العامة من خلال إعادة تموضع قوات جيشه بقوة – ربما يشمل الأسلحة النووية أيضا – في مواقع أمامية على طول الحدود الفنلندية، على الرغم من أن تلك القوات انسحبت في وقت سابق للقتال في أوكرانيا.

وإذا انضمت الدولتان للناتو، فلن يكون “الاستفزاز المفضل” الذي اعتادت روسيا على القيام به مع فنلندا، والمتمثل باختراق الغواصات النووية للمياه الإقليمية الفنلندية والسويدية وخرق الأجواء من قبل الطائرات، متاحا أمام بوتين بدون المخاطرة بتلقي رد.

ما هي الدولة التي قد تواجه مصير أوكرانيا؟

ويقول تقرير الصحيفة إن بوتين إذا اختار التصعيد، وإرسال رد أكثر قسوة على توسيع حلف شمال الأطلسي فمن المرجح أن تكون أوديسا ومولدوفا (وربما جورجيا) في المقام الأول في مرمى نيرانه.

وأوديسا هي أحد الأهداف الأولية التي قد يفكر فيها بوتين.

وضرب الروس مرارا آخر ميناء أوكراني متبق على البحر الأسود منذ بدء الحرب.

وفي الأيام الأخيرة، تكثفت الهجمات الصاروخية والجوية. ومع ذلك، من المرجح أن يكون الاستيلاء على أوديسا مجرد نقطة انطلاق لغزو روسي لمولدوفا، وتحديدا منطقة ترانسنيستريا الانفصالية المدعومة من روسيا.

وقد يحفز النجاح هناك بوتين على مهاجمة جورجيا في وقت لاحق، وبالتالي وضع تبليسي وجميع الأراضي الشمالية على طول ساحل البحر الأسود تحت سيطرة موسكو.

ومع ذلك، لن يكون أي من هذا سهلا. ويكافح بوتين بالفعل لدفع قواته إلى الأمام أكثر من كيلومتر أو كيلومترين في دونباس، فيما تتعرض خطوط الإمداد للقوات البرية الروسية لتهديد مستمر.

ومعظم الضباط العامين الحكيمين سيخفضون خسائرهم ويعيشون للقتال في يوم آخر.

وتوقعت الصحيفة أن يحاول بوتين تأمين ترانسنيستريا أولا، قبل الانتقال إلى أوديسا.

ويضيف تقرير الصحيفة أن توسع حلف شمال الأطلسي هو التهديد الأول لبوتين وتطلعاته، وهو يقوض بشدة دعايته المحلية وتبريره للحرب في أوكرانيا، ولهذا فمن المرجح أن يتخذ خطوة كبيرة، أو يحاول ذلك على الأقل.