نشطاء أثاروا الجدل والدعاة يُجيبون.. هل يجوز الترحم على شيرين أبو عاقلة؟

بعد مقتل الصحافية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة، استعر الجدال على مواقع التواصل الاجتماعي حول إذا ما كان يجوز “الترحم” عليها أو لا.

ويثار هذا الجدال بشكل متكرر وبمشاركة واسعة من رواد مواقع التوال الاجتماعي، خصوصا في العالم العربي، لدى موت شخصية مشهورة لا تتبع الديانة الإسلامية أو تثير مواقفها من الدين الانقسام. ويرى بعض هؤلاء أن الرحمة لا تجوز إلا على الأشخاص المسلمين فيما ينتقد البعض الآخر هذا الأمر ويصفه بالتطرف.

لكن اللافت هذه المرة، أن بعض الرواد اعتبروا أنه لا تجوز الرحمة على شيرين أبو عاقلة لأنها كانت تناصر القضية الفلسطينية، وهي قضية مهمة للمسلمين بحسب هؤلاء.

أما بعض الآراء فقد استنكرت عودة هذا الجدل “الذي لا ينتهي” لدى موت الشخصيات المؤثرة.

حول هذا الموضوع تحدثنا في أخبار الآن مع أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، الدكتور أحمد كريمة و قطع الشك من اليقين، حول تساؤل الناس عن حكم وإيجاز الترحم على الصحفية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة.

وقال كريمة في تصريحات خاصة لأخبار الآن إن التنوع الديني في التشريع الأسلامي الصحيح أمرُ مُقرر بوايات عديدة: مستشهدا بالآية القرآنية: ( إِنَّ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَٱلَّذِينَ هَادُواْ وَٱلصَّٰبِـِٔينَ وَٱلنَّصَٰرَىٰ وَٱلْمَجُوسَ وَٱلَّذِينَ أَشْرَكُوٓاْ إِنَّ ٱللَّهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ ٱلْقِيَٰمَةِ ۚ إِنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَىْءٍۢ شَهِيدٌ).

ويضيف أن هذا التنوع الله وصفه بعدة آيات، وهكذا تتضح المعالم الصحيحة في التنوع الديني أما الجزاء فالله اختص به نفسه فقط  وفقا لقوله تعالى (إِنَّ اللَّهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ”).

ويضيف الدكتور أحمد كريمة “أن الله سبحانه وتعال لم يجعل له وصاية لأحد في أي دين سماوي أو وضعي أو غير ذلك على البشر والحكم لله.

ويقول كريمة إن بعض الناس ينصبون أنفسهم أوصياء على البشر من دون الله، ويعزمون ويتوهمون أنهم يملكون مفاتيح الجنة والنار ومفاتيح العذاب والعقاب والنجاة، وهذا “عدوان سافر” على الشرائع السماوية كلها وعلى الدين الإسلامي، على وجه الخصوص.

مقتل أبو عاقلة يعيد الجدل.. هل الترحم على غير المسلمين جائز شرعا؟ عالم أزهري يجيب

هل يجوز تسمية غير المسلم بالشهيد؟

على ضوء ما سبق، يوضح كريمة أنه لا مانع أن يطلق على المسلم وغير المسلم وصف الشهيد، إن مات حتف انفها أو بسبب عضال أو مات في جهاد مشروع وأن الترحم والدعاء على غير المسلمين غير ممنوع، لأن “الإسلام” دين رحمة ومودة ومبرة.

ويستشهد كريمة بالآية القرآنية: “(لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم ).

ويكمل: “إذا كان بعض الناس من المتسلفين يطلقون الأحكام على عقولهم وأن الأزهر هو المسؤول عن الأمور الدينية”.

واستنكر أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، الدكتور أحمد كريمة ما يتم تداوله في بعض وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي من إثارة ولغط غير مبرر حول الصحفية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة

وصرح كريمة لأخبار الآن بإجازة الترحم عليها.

أيضا وتعليقاً على الجدل الحاصل حول الترحم على أبو عاقلة، قال الدكتور أحمد ممدوح أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن “الترحم على غير المسلم الذي عرف عنه الطيبة والأخلاق الكريمة، وأنه لا يعادي الإسلام ولا يحاربه، فإذا أراد المسلم أن يدعو له بالرحمة بالمعنى العام، فهذا جائز”.

في السياق ذاته، كانت دار الإفتاء المصرية، شرحت خلال فتوى سابقة لها، معنى الاستغفار، مبينة أنه من غفر بمعنى طلب المغفرة، يقال: اسْتَغْفَرَ اللهَ لذنبه ومن ذنبه، فَغَفَرَ له ذنبه مَغْفِرَةً وغَفْرًا وغُفْرانًا، وأَصل الغَفْرِ: التَّغْطِيَةُ وَالسَّتْرُ. غَفَرَ اللهُ ذُنُوبَهُ أَي سَتَرَهَا”.