الصين تواجه “الانكماش في الطلب وصدمة العرض وانهيار الثقة في الأعمال التجارية”

  • التوتر مع الولايات المتحدة وانهيار إيفرغراند أضعف القدرة الاقتصادية للصين
  • خبيرة فرنسية: الصين استفادت من تراجع مداخيل موسكو من بيع “الخام”

قبل خمسة أشهر من انعقاد المؤتمر العشرين للحزب الشيوعي، اقترب موعد إجراء تقييم اقتصادي في الصين، و”محاسبة” الرئيس، شي جين بينغ، على خطط التنمية التي اعتمدتها بكين خلال ولايته.

ومن وجهة نظر اقتصادية، أدت زيادة التوترات التجارية مع الولايات المتحدة وانهيار شركة العقارات العملاقة “إيفرغراند” إلى إضعاف القدرة الاقتصادية لبكين، لكن فترة ما بعد الوباء، والحرب الروسية، جاءت لصالح بكين “ولو بصفة نسبية” وفق خبراء.

وبينما أثرت الحرب الروسية على أوكرانيا المستمرة منذ 24 فبراير على مبيعات الخام الروسي، بسبب العقوبات، وتراجعت بذلك مداخيل موسكو، استفادت بكين من الوضع، وفق خبيرة فرنسية.

وقالت مديرة مركز آسيا في المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية، فرانسواز نيكولاس، إن الحرب الروسية جاءت في صالح بكين ، وعبرت عن ذلك بالقول: “التقييم العام إيجابي نوعا ما”.

وأضافت نيكولاس، إن تأثير فيروس كورونا على اقتصاد الصين كارثي حيث أصاب الوباء الاقتصاد الوطني بالشلل وفق تعبيرها.

وتؤكد الخبيرة  أن المستقبل الاقتصادي للصين لا يزال غير مؤكد حيث تواجه في عام 2022 “تحديًا ثلاثيًا يتمثل في الانكماش في الطلب، وصدمة العرض، وانهيار الثقة في الأعمال التجارية”.

وكشفت في سياق حديثها أن الحرب الروسية على أوكرانيا، كان لها تأثير اقتصادي إيجابي على بكين، أوله يتمثل في كبح مخلفات الوباء على الاقتصاد.

وقالت: “من خلال شراء النفط الروسي الرخيص بعقود طويلة الأجل” ستعمل الصين على دفع عجلة التنمية لديها.

وكشفت أن إعادة توجيه تدفقات الغاز الروسي بعيدًا عن أوروبا لن تتم على الفور حيث “يجب على الصين القيام باستثمارات ضخمة من أجل إنشاء البنى التحتية لاستقبال كمية الغاز الهائلة المزمع وصولها من موسكو“.

وتوضح نيكولاس أن “خطوط أنابيب الغاز التي تزود الصين ليست مثل تلك التي تزود الاتحاد الأوروبي” من حيث السعة والطول، في إشارة إلى التحدي الذي ينتظر بكين كي تستفيد من الوضع الحالي المتأزم في إمدادات الغاز.

من جانبه، لفت مارك جوليان، رئيس أنشطة الصين في مركز الأبحاث نفسه، إلى أن العلاقات الصينية الروسية تحسنت بشكل مذهل منذ تفكك الاتحاد السوفيتي.

ففي مارس 2022، وصف وزير الخارجية الصيني، وانغ يي، الصداقة بين موسكو وبكين بأنها “صلبة للغاية”.

وقبل ثلاثة أسابيع من الحرب، استقبل شي جين بينغ، فلاديمير بوتين في بكين، بمناسبة حفل افتتاح الألعاب الأولمبية.

وبالنسبة لمارك جوليان فإن الحرب في أوكرانيا “ستعزز اعتماد موسكو على بكين في جميع المجالات: الاقتصادية والدبلوماسية والتكنولوجية والمكانية.

لكن وعلى الرغم من هذا التفاهم الودي بين البلدين، استمرت الخلافات، وفق ذات الباحث، حيث ترى موسكو “بريبة” الوجود الصيني في إفريقيا، وأحلام بكين في ترسيخ نفسها في القطب الشمالي والنفوذ المتزايد للإمبراطورية الوسطى في آسيا الوسطى، محل رفض مبيت من قبل روسيا.

مارك جوليان، قال في السياق إن المصلحة المشتركة الوحيدة التي توحد موسكو وبكين هي معارضة النظامين للولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي.

وتمضي بكين قدما ببراغماتية في الملف الأوكراني ولا ترغب في مزيد من الالتزام بدعمها لروسيا، حيث يقتصر دعم شي جين بينغ على الجانب الاقتصادي والدبلوماسي “دائمًا ضمن حدود العقوبات الدولية” حيث لا مصلحة لـ “بكين” في المغامرة بالحصول على المزيد من الدعم الصريح، وفق ما نقله موقع مجلس الشيوخ الفرنسي، عن ذات الخبيرة.